بقلم الأستاذ إبراهيم أكورار الوزرة البيضاء و "بول تبيتس" "Paul Tibbets" عاتبت الوزرة البيضاء المغربية ، الممتعضة من المرسومين المشؤومين ، رجل العصا الصغير منفذ أوامر رجل العصا المتوسط ،المأمور بالقيام بواجب رجل العصا الكبير . الوزرة البيضاء : أما تستحيي من صفائي و نقائي و أنت تهشم رأس من شرفني و اختارني لباسا لمهنته و زينني بمواقفه ؟ رجل العصا : أنا أمامك لأنفذ لا لأفكر فيما أفعل ! الوزرة البيضاء : عهدي بك تلميذا طيبا ، محبا للخير ، محترما لأساتذتك ! ما دهاك ؟ رجل العصا : عمن تتكلمين ؟ ودعت مشاعري و آدميتي منذ لبست خودتي ، أصبحت و العصا ذاتا واحدة ، إذا أبصرتها أبصرتني ، و إذا أبصرتني أبصرتها ! الوزرة البيضاء : إذن لا داعي لحوار مع عصا اقتحمت حرمي ! حرمي دواء للأجسام و العقول و القلوب ، حرمي مرت منه أجيال و أجيال بصموا التاريخ بالخير ، لا تغامر بتلويث حياتك بالشر ! رجل العصا : عقيدتي تقتضي القيام بالواجب ، و في حرمك تعلم الطيران "بول تبيتس" ، ألم يكن بارا بأمه ؟ يكفيه تسمية طائرته باسم أمه "إينولا جاي" ! يا له من نموذج يحتذى به في تنفيذ الأوامر ! الوزرة البيضاء : إذن يبدو لا حدود لطغيانك مادمت تقتدي بمن ألقى القنبلة الذرية على هيروشيما ! رجل العصا : فعلا هراوتي لها امتداد في التاريخ و لا حدود لها ! هل تعلمين أن "بول تبيتس" سأله أحد الصحفيين عن شعوره في اليوم التالي ، فقال : " ليس هناك أمر أشعر به ، لقد ألقيت القنبلة ، و أديت واجبي ، ثم تناولت عشائي و خلدت إلى النوم ، لقد نمت نوما هنيئا " الوزرة البيضاء : نعم ! قال قبل وفاته أنه لا يمانع من إلقاء القنبلة مرة أخرى لأنه ينفذ أوامر القادة ! أية أوامر و أي واجب يا مسكين ! يكفيك شقاءا ما أنت فيه ! لكنني أشفق على حالك و أخبرك بأنني تحملني همم سامقة وقلوب تحب السلام و الأمن الشامل لهذا البلد كما يحب الأحرار العدالة و الإنصاف ، و لا تحقد عليك مهما بالغت في تعنيفها ، و ستصبر على إرهابك إلى أن تستيقظ فيك آدميتك و إنسانيتك و تنعتق من روح العصا الشريرة الساكنة في كيانك ، ستصبر إلى أن تنقذ ماء وجه كرامتك المهانة أمام أسرتك الصغيرة و الكبيرة و الرأي العام المتابع لحماقاتك محليا و إقليميا و دوليا . و لمن يتحمل المسؤولية الفعلية و الحقيقية في المس بقيمة أساتذتي أقول : قول الله عز وجل : "اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سنة الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسنة اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسنة اللَّهِ تحويلا". سورة فاطر الآية : (44)