ياسين العرود: قائدٌ واعدٌ لرؤية اقتصادية جديدة في شمال المغرب    اختتام ملتقى الدراسات بالخارج وممثلو الجامعات والمعاهد.. يؤكدون نجاح الدورة الثالثة    عجز الميزانية يواصل "المنحى التنازلي"    أخنوش يترأس افتتاح مصنع جديد لمجموعة ليوني    أمريكا تغادر اتفاقية باريس للمناخ    روبيو وزيرا لخارجية الولايات المتحدة    توقيع بروتوكول لإنشاء ميناء جاف بأكادير لتعزيز البنية اللوجستية بجهة سوس ماسة    العمراني يحضر حفل تنصيب ترامب    توفير 2373 عونا ناطقا باللغة الأمازيغية بتعبيراتها الثلاث في متم سنة 2025    باكستان تبحث تعزيز التعاون الأمني مع المغرب في مكافحة الإرهاب    اتخاذ تدابير عملية لمواجهة موجة البرد بإقليم شفشاون    ترامب: الحقبة الذهبية لأميركا "بدأت للتو".. سنوقف الحروب وسأكون صانع السلام    ملفات أمنية تجمع حموشي والشودري    بريد المغرب يعزز دوره كرائد في الثقة الرقمية بالمغرب بحصوله على اعتماد من المديرية العامة لأمن نظم المعلومات    الوالي التازي: "أمانديس" ستواصل خدماتها إلى نهاية 2026.. والشركة الجهوية تبدأ التدبير التدريجي ابتداءً من 2025    السياحة الداخلية.. تسجيل 8.5 مليون ليلة مبيت بالفنادق المصنفة خلال سنة 2024    رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا يجدد التأكيد على دعم المجموعة الثابت لمغربية الصحراء    لمواجهة آثار التقلبات المناخية.. عامل إقليم الحسيمة يترأس أشغال لجنة اليقظة والتتبع    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" بستايل رومانسي رفقة سكينة كلامور    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    وزير الفلاحة: نعمل على إحصاء القطيع الوطني وإيجاد حلول للإنتاج    اتحاد نسائي: تعديلات المدونة مخيبة    موعد رحيل "مكتب هالا" عن الرجاء    برنامج يواكب الفلاحين بالجنوب الشرقي    مأساة مؤلمة: رضيع اليوتيوبر "عبير" يلحق بوالدته بعد عشرة أيام فقط من وفاتها    الناظور تحتضن بطولة للملاكمة تجمع الرياضة والثقافة في احتفال بالسنة الأمازيغية    عمر نجيب يكتب: غزة أثبتت للعالم أنها قادرة على تحمل الحرب الشاملة وعدم التزحزح عن الأرض..    الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية والسيد لوديي يستقبلان رئيس أركان القوات المسلحة بجمهورية إفريقيا الوسطى    الوزير بنسعيد يعلن عن تعميم خدمات جواز الشباب على الصعيد الوطني    إعادة انتخاب فلورينتينو بيريس رئيسا لريال مدريد    الأرصاد الجوية تحذر من رياح قوية    الكشف عن عرض فيلم اللؤلؤة السوداء للمخرج أيوب قنير    إضراب الأطباء بالمستشفى الحسني بالناظور لمدة 5 أيام    تفشي "بوحمرون" في المغرب.. 116 وفاة و25 ألف إصابة ودعوات لتحرك عاجل    1000 يورو لمن يعثر عليها.. بدر هاري يستعيد محفظته    أغنية «ولاء» للفنان عبد الله الراني ..صوت الصحراء ينطق بالإيقاع والكلمات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ترامب يستعد لتسلم مهامه ويصبح الرئيس الأمريكي الأكبر سنا لحظة دخوله البيت الأبيض    المنتج عبد الحق مبشور في ذمة الله    نهضة بركان تنهي دور المجموعات باكتساح شباك ستيلينبوش بخماسية نظيفة    أمن البيضاء يفتح تحقيقا في ملابسات اعتداء على بائعة سمك    ابتسام الجرايدي تتألق في الدوري السعودي للسيدات وتدخل التشكيلة المثالية للجولة 11    سعر "البتكوين" يسجل مستوى قياسيا جديدا بتخطيه 109 آلاف دولار    تنظيم أول دورة من مهرجان السينما والتاريخ بمراكش    أنت تسأل وغزة تجيب..    "تيك توك" تعود للعمل بأمريكا وبكين تدعو واشنطن لتوفير بيئة منفتحة للشركات    عبوب زكرياء يقدم استقالته بعد خسارة الدفاع الحسني الجديدي أمام الوداد    دراسة: التمارين الهوائية قد تقلل من خطر الإصابة بالزهايمر    منها ذهبية واحدة.. جيدو المغرب يحرز 11 ميدالية    إسرائيل تفرج عن 90 معتقلا فلسطينيا ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل مع حماس    إبداع النساء المغربيات في أطباق البسطيلة المغربية يبهر العالم    فريق كوري يبتكر شبكة عصبية لقراءة نوايا البشر من موجات الدماغ    إسدال الستار على فعاليات الدورة ال3 من المهرجان المغربي للموسيقى الأندلسية    الجزائر.. فيروس ينتشر ويملأ مستشفيات البلاد بالمرضى    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزوجة الزانية
نشر في هسبريس يوم 13 - 05 - 2016

العلاقة بين الرجل والمرأة في الحلال لا تعلوها أية علاقة في الحرام؛ هذه الأخيرة هي من الفواحش. لكن عقوبة الجلد هي فقط للمرأة المتزوجة التي زنت وللذي زنت معه، سواء أكان ذاك الرجل متزوجا أم لا. ولنتذكر أن وقوع المرأة المتزوجة فى الزنا قد يسبب الخلط في النسل عند الأُسَر. نَخْلص إلى هذا الاستنتاج كالآتي.
بادئ ذي بدء سنرى ما المعنى من الاستثناء في ذكر الزانية قبل الزاني في كتاب الله. ثم سيكون قول بخصوص أولاد السفاح. بعدها سيتضح بأن الرجم إلى الموت كعقوبة هو مجرد تراث ولا أساس له في كتاب الله. نعرج أخيرا إلى ما يجب ألا يفعله الزوج لكي لايُعْطي أي تبرير لزوجته للوقوع في الزنا. لكن وقبل كل شيء لنقرأ الآية التي نحن بصددها.
قال تعالى في سورة النور: ”الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾“. نلاحظ أن كتاب الله لمَّا يشير إلى الرجل والمرأة معا أو الذكر والأنثى معا فهو يبدأ بالمذكر. فمثلا نقرأ ”... وبيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم...“ النور:61، ”إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات...“ الأحزاب:35، ”والسارق والسارقة...“ المائدة:38، و”...من ذكر أو أنثى...“ آل عمران:195. إلا في آية النور:2 فنحن نقرأ ”الزانية والزاني...“. لماذا ياترى هذا الإستثناء؟
قد يقول قائل أن ذِكر الزانية أولا هو لأن المرأة لم تمتنع، أو ربما هي التي تكون غالبا البادئة والمبادرة في الإثارة. لنفرض ذلك. هَبْ أن الرجل هو فعلا غالبا ما يكون المتورط أكثر في السرقة، وهكذا أتى السارق قبل السارقة، وهَبْ أن المرأة غالبا هي التي تجذب الرجل إليها للزنا باستعمال الإثارة وغيره ولهذا جاءت الزانية قبل الزاني. لكن هذا لا يمنع من أنها تتساوى مع الرجل في جزاء السرقة كما أن هذا لا يمنع من أن الرجل يتساوى معها في عدد الجلدات. علاوة على ذلك، بدل من أن يَنْجَرَّ هذا الرجل للزنا مع هذه المرأة التي نفترض أنها هي من تريد منه ذلك، لماذا لم يقْتَدِ بيوسف، مثلا، حين امتنع ولم يُلَبِّ طلب امرأة العزيز التي راودته عن نفسه، يوسف:51؟ ألم يكن لهذا الرجل الخيار في ألا يزني؟ أم أنه كان وقتها سليب الإرادة؟ يبقى إذن أن الزنا في النور:2 حدث بين امرأة زانية ورجل زان، وعقوبتهما واحدة، وهي مائة جلدة لكل منهما بغض النظر عن من حرض من. ما هو يا ترى الزنا المقصود في هذه الآية؟
الزنا هو فاحشة والله حرم الفواحش؛ ”ولا تقربوا الزنا، إنه كان فاحشة وساء سبيلا“ الإسراء:32، ”الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن“ الأعراف:33. ثم إن الله يصف لنا عباد الرحمن في الفرقان:68 أنهم ”... لايزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما“.
الزنا هو الفاحشة التي تتورط فيه إمرأة متزوجة مع رجل. وهكذا بدأت الآية بالمرأة قبل الرجل، لأن ذاك الرجل قد يكون متزوجا أم لا. كيف يفهم هذا من الذِّكْر الحكيم؟ لنقرأ ما جاء في الآيتين 4 و5 من نفس سورة النور”وَالَّذِينَ يَرْ‌مُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْ‌بَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿4﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿5﴾ “. المحصنات هنا هن أولئك المحصنات بحصن الزواج. واتهام المحصنات بالزنا هوأمر جَلَل يستوجب أربعة شهداء. إنه ليس بالأمر الهين لأن فيه خراب بيوت. وفيه أيضا عقوبة صارمة ومُذلة للزوجة الزانية، وأسرتها بما فيها زوجها، ومُذلة أيضا للرجل الزاني وأسرته. كما أن المجتمع قد يرأف، بعد التأكد طبعا من عملية الزنا، فيقرر أن يكون الجلد في السر. أوقد يتحاشى الناس حضور الجلد. لكن الآية تأمر بغير هذا أو ذاك. هناك أمر إلهي بحضور طائفة من المؤمنين وبعدم الرأفة بالزانيين حين التأكد من الزنا. لكن في المقابل فإن عقوبة رميهن بدون شهداء هي 80 جلدة. وهذه أيضا عقوبة صارمة ومُذلة. إثباث الزنا بأربعة شهداء يؤدي إلى الجلد العلني للزانية والزاني 100 جلدة بينما عدم الإثباث يؤدي إلى جلد المتهِم 80 جلدة فقط، وليس من الضرورة أن يكون الجلد علنيا. قد يراد بهذا عدم تثبيط عزيمة من يعتقد فعلا أنه هناك زنا للتقدم والإدلاء به. ما الأمر إن لم يتوفر الشهداء؟ هناك استثناء واحد.
في حالة ما اتهم زوج زوجته بالزنا وليس لديه شهداء، فإن عليهما بالملاعنة لتبثت إدانتها فتُجلد أو أن تَدْرأ عن نفسها عذاب المائة جلدة ”وَالَّذِينَ يَرْ‌مُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْ‌بَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿6﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿7﴾ وَيَدْرَ‌أُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْ‌بَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿8﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿9﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿10﴾“. لا توجد آيات مشابهة عن امرأة اتهمت زوجها وبدون شهداء وماذا عليها أن تفعل في هذه الحالة؛ لاوجود لهذا إطلاقا.
نخلص إذن إلى أن آية النور:2 بدأت بالمؤنث قبل المذكر لأن الأصل في الزنا هو المرأة المتزوجة، والفرع هو الرجل الذي زنى معها سواء أكان متزوجا أم لا. وعندما يحصل هذا وبشهادة أربعة شهداء أو بالملاعنة بين الرجل وزوجته، إن لم يكن لديه أربعة شهداء، فيجب تعذيبهما بمائة جلدة لكل منهما وبحضور طائفة من المؤمنين بدون أن تأخذنا رأفة في دين الله.
وتتابع سورة النور:11-20 في نفس السياق لتحدثنا عن رمي المحصنات، بمعنى اتهامهن بالزنا، فتخبرنا أن الأمر خَطْب عظيم يجب التعامل معه بحذر شديد، وأن ننطلق من أن الأمر مجرد إفك علينا تقصي الحقيقة فيه وإثباتها بدل إطلاق الإشاعات؛ ”إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّ‌ا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِ‌ئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَ‌هُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿11﴾ لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرً‌ا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿12﴾ لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْ‌بَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿13﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿14﴾ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴿15﴾ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴿16﴾ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿17﴾ وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿18﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿19﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَ‌ءُوفٌ رَّ‌حِيمٌ ﴿20﴾“. رمي المتزوجات شيء جَلَل، لكن في المقابل، لا ينبغي للمرأة المؤمنة بعض الأشياء كما سيلي.
جاء في الممتحنة:12 ”يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِ‌كْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِ‌قْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِ‌ينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْ‌جُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُ‌وفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ‌ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿12﴾“. جزاء السارقة يوجد في المائدة:38-39، و عذاب الزانية يوجد في النور:2 التي نحن بصددها. قتل أولادهن قد تشير هنا في هذا السياق إلى قتل أولاد السفاح، البهتان بين أيديهن قد يشير هنا إلى رضيع بين يديها فتنسبه إلى غير الوالد الجِيني. أما البهتان بين أرجلهن فقد يشير إلى الحمل بين رجليها الذي تنسبه إلى غير الأب الفعلي. إذن أية فاحشة، سواء أكانت زنا، بالاصطلاح القرآني، أم لا، والتي قد تقود إلى نتائج لا تحمد عقباها، يجب عدم القرب منها بالنسبة للمؤمنة. ماذا عن الرجم الذي نسمع عنه؟
جاء في التراث أن المرأة المتزوجة الزانية يجب رجمها إلى الموت؛ وكذلك يُفعل بالرجل المتزوج. كيف سيستقيم هذا مع ما سَيَلي؟ جاء في سورة الأحزاب:30-32 ”يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرً‌ا ﴿30﴾ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَ‌سُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَ‌هَا مَرَّ‌تَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِ‌زْقًا كَرِ‌يمًا ﴿31﴾ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَ‌ضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُ‌وفًا ﴿32﴾ وَقَرْ‌نَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّ‌جْنَ تَبَرُّ‌جَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَ‌سُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّ‌جْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ‌كُمْ تَطْهِيرً‌ا ﴿33﴾“. عذاب نساء النبي هو الضعف في حالة ما تبثت فاحشة مبينة عليهن، وفي نفس الوقت يُؤتين ضعف الأجر إن عملن صالحا، لأنهن لسن كأحد النساء. وهن قد أُمِرن أيضا أن يُبْقين مرضى القلوب بعيدين عنهن. ونقرأ أيضا في النساء:25 ”وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَ‌هُنَّ بِالْمَعْرُ‌وفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ‌ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُ‌وا خَيْرٌ‌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿25﴾“. هذه الآية تدعو إلى نصف العذاب للمرأة المتزوجة في إطار ملك اليمين. فما هو ياترى ضعف عذاب الرجم إلى الموت، بالنسبة لنساء النبي، أو نصف الرجم إلى الموت، بالنسبة لزوجات ملك اليمين؟ هذا لا يوجد طبعا. إذن الرجم إلى الموت لا يصح ولا يستقيم.
الرجم إلى الموت كعذاب للمرأة المتزوجة لا أساس له إذن في القرآن الحكيم. على العكس، الرجم والتهديد به هو من شِيَم أعداء الرُّسُل والمؤمنين.هود:91 ”قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرً‌ا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَ‌اكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَ‌هْطُكَ لَرَ‌جَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴿91﴾“، سورة الكهف على لسان الفتية المؤمنين ”إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُ‌وا عَلَيْكُمْ يَرْ‌جُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿20﴾“، مريم:46 ”قَالَ أَرَ‌اغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَ‌اهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْ‌جُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْ‌نِي مَلِيًّا ﴿46﴾“.
قد يقول قائل بأن هناك عقوبة أخرى للزنا لم يُشَر إليها إلى حد الآن. جاء في النساء:15-16 ”وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْ‌بَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿15﴾ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِ‌ضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّ‌حِيمًا ﴿16﴾“. هاتان الآيتان لاتخصان الزنا وإنما تخصان الفاحشة المتمثلة في الشذوذ الجنسي. عقاب النساء الشاذات جنسيا جاء في الآية 15 بينما عقاب الذًّكَرين الشاذين جنسيا جاء في الآية 16. هل حقا أن المرأة المتزوجة هي التي عادة ما تشرع وتكون هي المبادرة في فاحشة الزنا؟
يشد انتباه القارئ لكتاب الله أن محاولة الاغتصاب الوحيدة لارتكاب الزنا كانت من طرف امرأة متزوجة لرجل أعزب. إمرأة العزيز راودت يوسف عن نفسه؛ لكنه استعصم (يوسف:22-35، 50-53). ويذكرنا القرآن الكريم بالخيانة الزوجية التي ارتكبتها كل من امرأة نوح وامرأة لوط ”ضَرَ‌بَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُ‌وا امْرَ‌أَتَ نُوحٍ وَامْرَ‌أَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ‌ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿10﴾“. الخيانة الزوجية هو ما يفهم ب ”خانتاهما“ في هذه الآية.
خيانة امرأة نوح نتج عنها ولد غير شرعي، هود:42-46 ”وَهِيَ تَجْرِ‌ي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْ‌كَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿42﴾ قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ‌ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّ‌حِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَ‌قِينَ ﴿43﴾ وَقِيلَ يَا أَرْ‌ضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ‌ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿44﴾ وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّ‌بَّهُ فَقَالَ رَ‌بِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿45﴾قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ‌ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿46﴾ قَالَ رَ‌بِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ‌ لِي وَتَرْ‌حَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿47﴾“. نوح لم يكن يعلم أن لإمرأته إبنا غير شرعي، الذي أشار إليه القرآن، وكان يعتقد أنه هو أبوه الجِيني. ”إنه ليس من أهلك“، كما جاء في الآية 46، أي أن إبن نوح ليس من أهل نوح، ”إنه عمل غير صالح“ أي أن إبن نوح كان نتيجة خيانة زوجة نوح لزوجها.
وعليه فإن الرجل المتزوج الذي ارتكب فاحشة مع إمرأة غير متزوجة، فإنهما لم يزنيا كما استعمل هذا الاصطلاح في الذِّكر الحكيم. لكن لا ننسى أن الله سبحانه وتعالى، كما سبق ذِكْرُه، قد حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولذا فإنهما قد وقعا في الحرام، و ليس في الزنا الذي يجب فيه الجلد. والرجل الغير متزوج الذي ارتكب فاحشة مع إمرأة غير متزوجة فإنهما وقعا في الحرام وليس في الزنا الذي يوجِب الجلد. ولاننسى هنا أن نذكر بأن الله ضرب لنا مثلا بمريم التي أحصنت فرجها فكان لها ما كان (التحريم:12)؛ فلنعتبر. ولنتذكر أيضا أن العلاقة الحلال لا تعلو عليها أية علاقة في الحرام؛ فلنتدبر.
المرأة المتزوجة هي الأصل في الزنا. قد يظن أحد أن المرأة المتزوجة لا تحب الجنس أو على الأقل لا تهتم به كما يهتم به الرجل. وهذا خطأ. قد أشرنا من قبل أن المثل الوحيد لمحاولة الإغتصاب كان من طرف إمرأة، وليس رجل، ومتزوجة فوق هذا وذاك، ونسوة المدينة لم يكن بأحسن حال منها؛ ”وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّ‌سُولُ قَالَ ارْ‌جِعْ إِلَىٰ رَ‌بِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَ‌بِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ﴿50﴾ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَ‌اوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَ‌أَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَ‌اوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿51﴾“. واقرأ أيضا عن المرأة (المجادلة:1-4) التي تشتكي زوجها الذي حرم على نفسه مضاجعتها. لو لم تكن المرأة تحب مضاجعة زوجها لها أو أنها تضاجعه لمجرد إرضاء رغبته هو وليس لإرضاء رغبتها هي الأخرى، فلِمَ الاشتكاء إذن من اعتزال زوجها لها؟ هذا يرشدنا إلى الآتي.
يجب على الزوج أن يزيح كل الأعذار عن زوجته لكي لا تبرر الارتماء في أحضان رجل آخر. علاوة على المودة والرحمة التي جعلها ربنا بين المرء وحليلته، مضاجعة الرجل لزوجته هي من سنن الله في خلقه أيضا. وعليه لا يجوز للزوج أن يمتنع خياريا وبشكل أحادي عن مضاجعة زوجته بدون سبب. إن فعل ذلك فعليه بكفَّارة قبل أن يتماسا من جديد. الأمر ليس إذن بالهين. جاء في المجادلة:1-4 ”قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَ‌كُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ‌ ﴿1﴾ الَّذِينَ يُظَاهِرُ‌ونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرً‌ا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورً‌ا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ‌ ﴿2﴾ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُ‌ونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِ‌يرُ‌ رَ‌قَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ‌ ﴿3﴾ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَ‌يْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَ‌سُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِ‌ينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿4﴾“. الحالة الوحيدة التي يأمر الله سبحانه وتعالى الرجل أن يهجر زوجته في المضجع هي للضغط عليها لمراجعة نفسها حين نشوزها؛ ”...وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُ‌وهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِ‌بُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرً‌ا ﴿34﴾“ سورة النساء. هجران الرجل لزوجته في المضجع حين نشوزها يستخدمه للضغط، ليس إلا، وهذا بعد فشل الوعظ وقبل الإضراب عنها نهائيا ومقاطعتها التامة. وسيأتي إن شاء الله بحث مفصل بخصوص هذه الآية، النساء:34، والقوامة.
الزنا الذي تقع فيه المرأة المتزوجة قد يحدث عنه ولادة غير شرعية، كما حدث لنوح، وهذا خلط في النسل. والقرآن الكريم يحث دائما على حسن الاعتناء بأطفالنا، خصوصا اليتامى. ويدعو الرجال إلى الإعتناء بأولادهم، حتى بعد الطلاق. كما أنه لا يحل لمؤمنة أن تنسب حملها أو ولدها إلى غير الأب الفعلي كما جاء من قبل في الممتحنة:12. ويحثنا أيضا على تَوَخِّي ومعرفة الآباء الفعليين للأطفال الذين قد نتبناهم، وهذا شيء جد مهم بالنسبة للأطفال خصوصا من الناحية النفسانية وأيضا لِتَقَفِّي الأمراض الوراثية عندهم مثلا. جاء في الأحزاب:4-5 ”مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَ‌جُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُ‌ونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ۚ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴿4﴾ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورً‌ا رَّ‌حِيمًا ﴿5﴾“.
خلاصة القول هو أن العلاقة بين الرجل والمرأة في الحلال لاتعلوها أية علاقة في الحرام؛ وتُعَدُّ هذه الأخيرة فاحشة. الفاحشة أو بعضها كانت وما زالت جريمة، يُعاقب عليها عبر العصور في أنحاء المعمورة، منذ حَمُّو رابي إلى يومنا هذا. عقوبة الفُحْش لاتهدف إلى عقاب المجرمَيْن فحسب، وإنما لها دور زجري تهدف أولا وقبل كل شيء إلى الردع من الوقوع فيه. أما فيما يخص الذِّكْر الحكيم، لما تزني المرأة المتزوجة مع رجل، سواء أكان ذاك الرجل متزوجا أم لا، وبشهادة أربعة شهداء، أو بالملاعنة حين يتهم الزوج زوجته وليس لديه الشهداء، فيجب جلد الزوجة الزانية والذي زنى معها مائة جلدة لكل واحد منهما بحضور طائفة من المؤمنين، وبدون رأفة (النور:2). عدم الوقوع في الزنا يُجَنِّب الأُسَر الخلط في النسل. ماذا سيحدث للزانية وللزاني بعد الرجم؟ هذا ما يخبرنا به الحق سبحانه وتعالى في النور:3 ”الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿3﴾“.
*أستاذ وباحث جامعي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.