في الخامس من شهر غشت من عام أربعة و ثمانين تسع مئة و ألف، كانت مدينة تطوان على موعد مع ميلاد "الفتى المخترع" عبد الله شقرون، الذي لفت أنظار العالم باختراعاته المبهرة و المبدعة. ترعرع عبد الله في أسرة ميسورة بإحدى أحياء مدينة تطوان، كان يحب التأمل و التفكير المعمق الطويل، لدرجة أن أهله في البيت كانوا ينعتونه ب"البهلول" أو الغبي، لكنهم لم يعلموا أن عبد الله يكون الفتى المخترع الأصغر عربيا بإعداد أول اختراع له و سنه لم يتجاوز الخامسة عشرة، قبل أن يحظى بأكثر من خمسة و ثلاثين اختراعا علميا معترف بها دوليا و مسجلة لدى المنظمة الدولية للملكية الفكرية بجنيف. كحال أي مخترع عربي، شقرون لم يفرش له البساط الأحمر و لا استقبل بالورود، لكنه عانى التهميش و اللامبالاة من طرف وزارة الصناعة و التكنولوجيا خصوصا، و سلطات الدولة عموما، ففي تصريح لصحيفة هسبريس الإلكترونية قال عبد الله :"ليس هناك التفاتة ولا احتضان بالمرة، لقد مر علي ثلاث وزارء للصناعة والتكنولوجيا، الأولان قالا لي "أخرج إلى الخارج وستجد ما تريد".. والوزير الحالي، عبد القادر عمارة، قال لي "ليس عندي ما أقدمه لك.. والواجب الذي كنا سنقدمه لك من براءة الاختراع والبحث الدولي قد أديته وأكثر.." وأخبرني أنما يمكن أن يفعله اتجاه اختراعاتي هو تثمينها فقط."، ما يطرح على استفهام كثيرة عوامل تهميش البحث العلمي في المغرب. انتقل شقورن للمجال العسكري، و أفلح في اختراع أسلحة متطورة تكنولوجيا، وكانت نتيجة هذا أن عرض عليه مدير أكاديمية الخوارزمي الدولية بطهران الالتحاق للدراسة بها مجانا، لكنه رفض، كما تلقى دعوات للالتحاق بالقوات المسلحة بلعض الدول العربية، و لكنه رفض كذلك. اتجه عبد الله إلى المجهود الشخصي و الابتكار انطلاقا من مصروفه الخاص، و كان يقضي أيحانا أكثر من 12 ساعة غارقا في بحوثاته و محاولاته للاختراع. و كان يطمح إلى إنشاء شركة "عبد الله موتورز" من أجل اكتشاف مواهب الطلبة والتلاميذ المغاربة واستثمارها عبر إعطائها رؤية جديدة للعمل و تبادل الخبرات و التجارب بين الجامعات الوطنية و الغربية. سيبقى عبد الله شقرون نموذجا للشاب الخلوق الذي عشق العلم حتى أضحى بمثابة الهواء الذي يتنفسه كما كان يقول، و المعول على شباب هذا الوطن، أن يكونوا خير خلف لخير سلف إن شاء الله.