يتميزون بذكاء خارق ويعشقون التحدي والمغامرة. يكرسون وقتهم من أجل البحث العلمي، وبعضهم استطاع أن يتفوق على كبار المخترعين في العالم، وتلقى عروضا مغرية مقابل تغيير جنسيته والاشتغال لصالح عدد من الدول المتقدمة، إلا أنه رفض ذلك وتشبث بمغربيته. بالرغم من التهميش الذي يعانيه عباقرة المغرب في بلدهم، إلا أنهم مصرون على رفع الراية عاليا، والمساهمة في تطوير وطنهم. «الأخبار» تسلط الضوء عبر هذا الملف على المخترعين المغاربة. عبد الله شقرون : «رفضت تجنيسي والاشتغال لصالح فرنسا في المجال العسكري» عبد الله شقرون، مخترع مغربي شاب، أبهر العالم بعبقريته وذكائه الخارق، إذ وصلت حصيلة اختراعاته إلى سبعة وثلاثين اختراعا. بالرغم من رسوبه في السنة الثالثة إعدادي، إلا أن ذلك كان بمثابة نقطة تحول كبيرة في حياته، إذ أقسم أن يكرس حياته للبحث العلمي. بعد ذلك ولج عبد الله مركز التكوين المهني شعبة ميكانيك السيارات، واهتم حينها بدراسة محركات السيارات والطائرات والبواخر، حيث تعرف على معظم المحركات في أقل من أربعة أشهر. ويحكي شقرون ل»الأخبار» أنه اطلع لأول مرة في حياته على نوع جديد من المحركات، والذي اخترعه الألماني «فيليكس وينكل»، فقرر أن يكون أحسن منه، فطور شكلا جديدا من المحركات يحل أزمة التكنولوجيا العالمية بالتوفر على محركات اقتصادية، ومن ثم اخترع «المحرك الدوار المدور المربع». ويشرح عبد الله شقرون أن المحرك يشتغل بالديزل، ويجمع بين القوة والسرعة والاقتصاد في الطاقة، ويستعمل في الطائرات العسكرية، حيث لا يسمع أي صوت ويمكن استعماله في الطائرات العمودية من النوع الصغير والمتوسط وكذا في أنواع أخرى من الطائرات والبواخر بتغيير بعض القواعد الميكانيكية. اكتشف عبد الله شقرون هذا الاختراع عندما كان يبلغ من العمر ثماني عشرة سنة، إلا أنه لم يحصل على براءة الاختراع إلا عند بلوغه سن العشرين، ويحكي أنه واجه العديد من العراقيل خلال بدايته. فبالرغم من أنه ينتمي إلى أسرة ميسورة إلا أنه لم يتجرأ على طلب ألفي درهم من والده من أجل تسجيل اختراعه، خوفا من معاتبته على عدم استكمال دراسته، مضيفا أنه اضطر إلى الاشتغال في التجارة والبناء، حتى أن يديه كثيرا ما أصيبتا بسبب الظروف الخشنة لهذه المهنة. تحمل عبد الله مشاق العمل، ليتمكن من جمع المال وتسجيل اختراعه، فحصل على النسخة الرسمية الوطنية لبراءة الاختراع، ومن ثم الدولية، فتم تصنيفه من بين المخترعين الدوليين ليكون بذلك أصغر مخترع يقدم اختراعا بذلك الحجم التكنولوجي حينها. تلقى المخترع المغربي سالف الذكر العديد من العروض الدولية، إلا أنه فضل الاشتغال في بلده والمساهمة في تنميته. يقول عبد الله شقرون: «تلقيت عرضا مغريا من قبل إحدى أشهر الشركات العالمية في صنع السيارات، والتي عرضت علي الحصول على أزيد من 450 مليار سنتيم، بالإضافة إلى الحصول على الجنسية الفرنسية. إلا أنني رفضت ذلك، خاصة بعدما تأكدت من أن المحرك يمكن أن يتم استخدامه في صناعات عسكرية، وبالتالي لن أسمح لنفسي أن أكون سببا في قتل المسلمين بشكل غير مباشر عن طريق استخدام محرك يستخدم في الطائرات الحربية والبواخر». وكشف المخترع المغربي ذاته، أنه تلقى عرضا أيضا من إيران حيث التقى برئيس القسم الثقافي بسفارة إيران سنة 2005، مضيفا أنهما تبادلا أطراف الحديث حول المواضيع العلمية والتقنية المتعلقة بالصواريخ والصناعات العسكرية، فانبهر المسؤول الإيراني بذكاء المخترع المغربي، فتوصل بعد ذلك شقرون بدعوة من أكاديمية الخوارزمي الدولية للمهندسين بطهران لاستكمال دراسته، إلا أنه لم يتمكن من الذهاب بسبب قطع المغرب لعلاقته مع إيران. وأشار إلى أنه بعد ذلك التقى بمترجم مغربي يعمل بالسفارة الإيرانية، فأخبره بأن من حسن حظه أنه لم يذهب إلى الأكاديمية الإيرانية، لأن جمهورية خامينئي كانت ترغب في استقطابه للاستفادة من اختراعاته في المجال العسكري. قرر عبد الله شقرون الاستقرار بالمغرب ومساعدة الشباب على تطوير معارفهم، حيث أجرى ما يزيد عن 350 محاضرة، كما أسس شركة «عبد الله موطورز» المتخصصة في مجال الاختراع والابتكار. وأفاد المخترع المغربي أنه تواصل مع العديد من الشركات العالمية، والتي عرضت عليه تغيير جنسيته وبيع الاختراع، إلا أنه رفض الأمر وأسس شركته الخاصة والتي تهدف إلى تحدي الغرب وتحقيق الاختراعات على أرض الواقع، لكي يصبح المغرب رائدا في العديد من المجالات. ويرى عبد الله شقرون أن المخترعين المغاربة يعانون من غياب الدعم وعدم تنبي الاختراعات وتحقيقها على أرض الواقع، مشيرا إلى أنه سبق أن التقى بالعديد من الوزراء الذين نصحوه بالهجرة إلى الخارج. محمد أمصلوح : «المخترعون المغاربة يعانون من التهميش» محمد أمصلوح، مخترع مغربي يتحدر من مدينة الداخلة، بدأت قصته مع الاختراع منذ طفولته، إذ كان يفكك الأجهزة الإلكترونية ويعيد تركيبها إلى أن أصبح يبتكر اختراعات مهمة. شارك محمد في العديد من المعارض المهنية، حيث حصل على ثماني ميداليات ذهبية. ومن بين أبرز الاختراعات التي توصل إليها، ابتكاره لجهاز مراقبة شامل، مضيفا في حديثه مع «الأخبار» أن الجهاز يبعث برسالة فورية إلى رجال الشرطة، يبلغهم أن المحل المعين يتعرض في الوقت الحالي للسرقة، أو عندما يشعر الجهاز ببداية الحريق، أو تسرب الغاز، أو الماء إلى منزل معين فإنه يقوم بإرسال رسالة فورية تحمل عنوان المنزل إلى رجال الوقاية المدنية، لكي يتدخلوا على الفور قبل تفاقم الوضع، مضيفا أن للجهاز عينين يراقب بهما، لهذا يستحيل أن يقوم السارق بإيقاف عمله قصد السطو على المحل، وكذلك إذا تعرض الجهاز للتكسير من قبل السارق فإنه يرسل رسالة إلى الشرطة بمجرد اقتراب السارق منه. وبذلك فإنه يتفوق على باقي أجهزة الأمن، والتي إذا تعرضت للتكسير تتوقف عن عملها تماما. تمكن المخترع المغربي، محمد أمصلوح، أيضا من ابتكار ورقة انتخابات لفاقدي البصر، حيث تتوفر فيها رموز «برايل»، مما يسهل على المكفوفين التصويت دون الحاجة إلى مساعدة شخص آخر. واخترع أمصلوح مقبسا كهربائيا جديدا متطورا، حيث لا يستجيب لأي أداة حديدية غير القابس الكهربائي، كما أنه يعمل بشكل عادي بالرغم من تعرضه لأي رش مائي. بالرغم من ابتكار أمصلوح للعديد من الاختراعات، إلا أنه يعاني من التهميش. يقول محمد: «بمجرد أن أخبر العديد من الأشخاص أنني مخترع يستهزئون مني، فرغم أن المخترع يسدي خدمة كبيرة وجليلة للبلاد، إلا أنه يعاني في صمت بسبب غياب الدعم». وكشف المخترع المغربي المذكور أنه لم يتلق أي عرض من أجل تسويق منتوجاته، إذ تعرض لسرقة أربعة اختراعات له وتم تسويقها على الصعيد العالمي، مردفا أنه عندما شارك في أحد المعارض قامت إحدى الشركات الأجنبية بسرقة اختراعه، لأنه لم يحصل على براءة الاختراع الدولية، وذلك بسبب التكاليف الباهظة، إذ يجب أن يدفع المخترع 30 ألف درهم من أجل تسجيل اختراعه في فرنسا، أما في المغرب فيؤدي حوالي 1000 درهم، مردفا أن العديد من المخترعين ليست لديهم الإمكانيات من أجل الانتقال إلى مدينة الدارالبيضاء لتسجيل الاختراع، وطالب الجهات المعنية بدعم المخترعين بغية المساهمة في تطوير المغرب. محمد البوحاميدي : «رفضت تغيير جنسيتي بالرغم من غياب الدعم في المغرب» محمد البوحاميدي، مخترع مغربي من مواليد مدينة الرشيدية، يعشق الابتكار والتحدي. جال العالم بحثا عن العلم فأبهر الغرب بعبقريته، وتلقى عروضا مغرية من أجل تغيير جنسيته، إلا أنه ظل متشبثا بمغربيته. وأكد البوحاميدي أنه قرر الاستقرار في المغرب من أجل المساهمة في تطويره ومساعدة الشباب المبتكرين، مضيفا أنه راكم خبرة كبيرة من خلال عمله في ميدان التكييف والتبريد، بالإضافة إلى الدورات التكوينية والملتقيات العالمية التي شارك فيها، والتي ساعدته كثيرا على إنجاز الاختراعات. ويحكي البوحاميدي، في حديثه مع «الأخبار»، أن فكرة الاختراع راودته منذ اشتغاله في ميدان التبريد والتكييف، حيث كان يكرس وقته للبحث عن حلول بديلة تقلص نسبة استهلاك الطاقة، ليقوم بتحويل مزبلة بحي مولاي عبد الله بالدارالبيضاء إلى فضاء إيكولوجي ينجز فيه اختراعاته. يقول البوحاميدي: «أشتغل على العديد من الأفكار وأبلورها، إذ أصبحت مختصا في الطاقة الشمسية، خاصة أن المغرب غني بهذه الطاقة، لذلك يجب أن نحسن استغلالها. فبعد دراسات وتجارب قمت بها، عملت على تطوير مجموعة من الأفكار إلى أن اخترعت ثلاجة تعمل بالطاقة الشمسية داخل عربات «تريبورتور»، وذلك من أجل تمكين السائقين من الحفاظ على سلعهم المحملة والتي قد تفسد بفعل الحرارة». حصل محمد البوحاميدي على براءة الاختراع المتعلق بالثلاجة المتنقلة بالطاقة الشمسية، كما شارك في مسابقة مبتكر وتم اختياره من بين أفضل الاختراعات بالمغرب. وأكد البوحاميدي على أنه بالرغم من فوزه بالمسابقة إلى جانب عشرين مخترعا لم يحصل على أي دعم مادي، مضيفا أنه كان يطمح إلى إخراج الاختراع إلى أرض الواقع من أجل خلق مناصب شغل واشتغال سائقي «تريبورتور» في ظروف صحية. أما بخصوص مشروع الثلاجة بالطاقة الشمسية فقد عقد شراكة مع الجامعة التي تلقت الدعم من الوزارة لإنجاز المشروع. وبالإضافة إلى ثلاجة الطاقة الشمسية فالبوحاميدي يشتغل على اختراع جديد خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، وهو عبارة عن دراجة تعمل بالطاقة الشمسية. كما اخترع مسخن ماء يعمل بالطاقة الشمسية، ويستهلك 200 واط بدل 1000 واط، كما قام باختراع مسخن هواء بواسطة قنينات المشروبات الغازية المصنوعة من الألمنيوم. بالرغم من الاختراعات التي توصل إليها البوحاميدي، إلا أنه يشعر بالاستياء بسبب غياب الدعم المادي والمعنوي الذي يعيشه المخترعون بالمغرب. وكشف المخترع سالف الذكر أنه تلقى العديد من الوعود من قبل بعض المسؤولين إلا أنه فقد الأمل، مشيرا إلى أنه لم يعد ينتظر أي مقابل من الحكومة وقرر مواصلة إنجاز ابتكاراته من ماله الخاص، ومساعدة الشباب المخترعين، آملا في أن يصبح المغرب بلدا مصنعا بدل استيراد أبسط المنتوجات من الخارج. يوسف أيت علي : «اخترعت صندوق اقتراع متطور ا يمنع التزوير إلا أن هناك جهات ضد هذا الاختراع» يوسف آيت علي، مخترع مغربي حاصل على الإجازة في الميكانيك ودبلوم الدراسات العليا المعمقة في الفيزياء، كما درس مادة الفيزياء والرياضيات، وحاصل على ست شهادات للباكالوريا في جميع الشعب، وتحصل خلال مسيرته «الاختراعية» على شهادة لشركة عالمية للاختراع بالولايات المتحدةالأمريكية، وعلى شهادة التكوين من المكتب العالمي للملكية الفكرية بجنيف. وتمكن يوسف آيت علي من اختراع حوالي 11 اختراعا يهم ذوي الاحتياجات الخاصة. يحكي المخترع المغربي، في حديثه مع «الأخبار»، أنه اكتشف موهبة الاختراع منذ طفولته، إذ كان يعمل على تفكيك جميع الألعاب وإعادة تركيبها إلى أن طور من مهارته ليصبح مخترعا محترفا، مضيفا أنه كان يتأمل في المشاكل والعراقيل التي يعانيها ذوو الاحتياجات الخاصة، فقرر أن يبحث عن حلول ناجعة من أجل مساعدتهم، ومن بين الاختراعات التي قام باكتشافها ساعة يدوية تساعد المكفوفين على قطع الطريق. وتمكن آيت علي أيضا من اختراع جديد على المستوى العالمي أطلق عليه اسم «سوريو»، وهو موجه للمعاقين جسديا ذوي الشلل النصفي، أو مبتوري اليد الواحدة، أو اليدين معا. وأوضح أن الاختراع عبارة عن جهاز يوضع تحت طاولة الحاسوب يتحكم فيه المعاق بواسطة إحدى رجليه، أو الرجلين معا، حيث يعتمد عليه في استخدام جهاز الحاسوب. وابتكر أيضا المخترع المغربي طريقة جديدة لتمكين المكفوفين من قراءة لغة «تيفيناغ» بطريقة «برايل». وبالرغم من الاختراعات التي أنجزها المخترع يوسف آيت علي إلا أنه لم يتمكن من إنتاجها، وذلك راجع إلى رفض العديد من الشركات، التي لن تجني أموالا طائلة من وراء المنتوجات الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة، حسبه. يقول آيت علي: «لا أفكر في الربح المادي بقدر ما أفكر في كيفية مساعدة الآخرين والبحث عن حلول، وخير دليل على ذلك هو عدم تسجيلي لبراءة الاختراع المتعلق بالسجادة الصحية التي قمت باختراعها، وذلك كي يستفيد منها جميع المسلمين عبر بقاع العالم، وحاليا يتم تسويقها بعدما تبنت العديد من الشركات الصينية الفكرة». وتوفر السجادة الفريدة من نوعها للمصلي خدمات متعددة، تساعده على أداء فريضة الصلاة في جو من الراحة والخشوع، كما أنها متوفرة بمسند للظهر لراحة كبار السن ولمن يشتكون من آلام الظهر، حيث تمكنهم من الحفاظ على وضعية سليمة وصحية. أما بخصوص القماش الذي صنعت منه السجادة، فهي مزودة بمواد طبية عازلة تضمن اعتدال درجة الحرارة وثباتها، بصرف النظر عن درجة حرارة الأرض أو المسجد، كما تمكن السجادة المبتكرة المصلي من معرفة درجة حرارة المسجد ودرجة الرطوبة، وذلك عن طريق مقياس لدرجة الحرارة والرطوبة، إلى جانب محدد للقبلة وساعة لضبط مواعد الصلاة. وتمكن المخترع الشاب يوسف آيت علي أيضا سنة 2011 من اختراع صندوق جديد للاقتراع، من أجل محاربة التزوير في الانتخابات. وأكد المخترع أن الصندوق الجديد الذي ابتكره يتيح كشف عملية التصويت ومراقبتها، تفاديا لأي تزوير محتمل. وأوضح أنه عند انطفاء الضوء في قاعة التصويت تكون هناك إضاءة تلقائية داخل الصندوق تمكن المراقبين وأعضاء مكتب التصويت من تتبع عملية الاقتراع. وأضاف آيت علي أنه إذا فتح الصندوق قبل وقت فرز الأصوات، يحدث صوتا قويا للفت المراقبين بأن الصندوق فتح، كما يتوفر الصندوق على شاشة صغيرة تتولى عد الأصوات الموجودة بداخله بصفة أوتوماتيكية، كما يتوفر على رقم سري يفتح به ويقرره رئيس مكتب التصويت أو المشرف على الاقتراع. لكن بالرغم من هذا الاختراع الفريد من نوعه عبر العالم، إلا أنه لم يتم تطبيقه في المغرب، وكشف أن هناك جهات ترفض استخدام الصندوق في العمليات الانتخابية، مضيفا أن هناك لوبيات تحارب المخترعين في المغرب ويصعب الاستثمار في هذه الاختراعات بسبب غياب الدعم المادي والمعنوي. وأفاد يوسف آيت علي أنه كان يدرس مادة الاختراع من أجل الرفع من نسبة المخترعين في المغرب، وذلك بشراكة مع مؤسسات تعليمية خاصة وعمومية لمدة ثلاث سنوات، إلا أن التجربة توقفت وذلك بسبب وزارة التربية الوطنية، بالرغم من أن التجربة نالت استحسان العديد من المنظمات العالمية. ماجد البوعزاوي : «لقد برهنا للعالم أن المغرب يزخر بالعباقرة» ماجد البوعزاوي، مخترع شاب حاصل على الإجازة في الإلكترونيك ودبلوم مهندس في الإلكترونيك، وتخصص في الاتصالات والشبكات عن بعد، وهو حاصل على الماجستير المتخصص في إدارة المشاريع والبرامج. راكم خبرة مهنية دامت أزيد من 16 سنة، وهو يشتغل حاليا رئيس مصلحة في شركة متعددة الجنسيات. ولج البوعزاوي عالم الابتكار والاختراع منذ أزيد من ثماني عشرة سنة، وتمكن من الحصول على 13 براءة اختراع وطنيا ودوليا. وبفضل اختراعاته، حصل على حوالي سبع عشرة جائزة دولية بكل من فرنسا ورومانيا وتايوان، بالإضافة إلى البرتغال وكوريا الجنوبية وقطر ولبنان وغيرها من الدول. ومن أجل تطوير مهاراته في مجال الاختراع، تلقى العديد من الدورات التكوينية بالخارج، فحصل على دبلوم في الاختراع بماليزيا ودبلوم الابتكار العلمي بالبرتغال، كما درس بالنادي العلمي بقطر. ومن بين أبرز اختراعاته هاتف محمول بالصوت والصورة عبر شبكات «جي إس إم»، إذ مكن هذا الاختراع من تخفيض كبير في الأسعار للجيل الثالث من الهواتف النقالة للمستهلكين، بالإضافة إلى اختراع جهاز لتحديد سرعة السيارات، ويهدف إلى تدارك الأخطاء التي قد تقع فيها أجهزة الرادارات المتداولة الخاصة بتحديد السرعة، بسبب خلل قد يعرض السائق لمخالفة لم يرتكبها. وكان آخر اختراع لماجد البوعزاوي هو جهاز «مالتي فيو تي في»، إذ حصل بفضله على جائزة دولية خلال مشاركته في الدورة 43 للمعرض الدولي للاختراع بجنيف. وأوضح المخترع المغربي في معرض حديثه مع «الأخبار»، أن «مالتي فيو تي في»، عبارة عن جهاز يتيح لمجموعة من الأشخاص مشاهدة برامج مختلفة على نفس جهاز التلفاز، كما يمكن لكل شخص أن يتحكم في القناة التي يشاهدها بدون استخدام نظارات خاصة لذلك. وكشف ماجد البوعزاوي الذي يترأس اتحاد المخترعين المغاربة، أن المغرب أصبح عضوا دائما ضمن الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين، الذي يضم أزيد من مائة دولة. وتم قبول الطلب بعدما برهن الاتحاد على أن المغرب يزخر بعباقرة في مجال الاختراع. وقد حصل اتحاد المخترعين المغاربة الذي يمثل المغرب بشكل حصري على المستوى العالمي على الميدالية الفضية بمعرض جنيف، الذي عرف تقديم حوالي 1000 عمل من طرف 752 عارضا من 48 دولة. واستطرد البوعزاوي قائلا: «يهدف اتحاد المخترعين المغاربة إلى الدفاع عن حقوق المخترعين على المستوى الوطني والدولي، بالإضافة إلى مساعدة المخترعين على الحصول على البراءات وعرض الاختراعات، إذ من الضروري الاستثمار في هذه الأعمال». وأردف أن المنخرطين في الاتحاد يستفيدون من عرض اختراعاتهم في أكبر المعارض الدولية من أجل التواصل مع الشركات ورجال الأعمال، فبدل تأدية مبالغ مالية باهظة من أجل المشاركة في هذه المعارض، يساعد الاتحاد المخترعين على المشاركة في بعض المعارض بالمجان. وطلب ماجد من المخترعين المغاربة والشباب المهتمين بالاختراع الانضمام إلى الاتحاد من أجل الاستفادة من الخدمات التي تدعم الشباب. محمد لمين : مخترع مغربي يبيع «الجوارب» على الرصيف محمد لمين، مخترع مغربي، يتميز بذكاء خارق، تمكن من اكتشاف العديد من الاختراعات، أبرزها عود اصطناعي من قشرة نواة أركان يتميز بجودة عالية ويصبح شبيها بالرخام، كما يمكن استخدامه في الموائد والأبواب، وكذلك تغليف الجدران لتقيها من البرودة… وبفضل هذا الاختراع حاز محمد لمين على الرتبة الرابعة من بين عشرين مخترعا ضمن «قافلة مبتكر»، وهي مسابقة للاختراعات من تنظيم وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية. لكن بالرغم من الجوائز التي حصل عليها والاختراعات التي توصل إليها، ما زال محمد لمين يعيش في ظروف مزرية وصعبة، حيث يقطن رفقة أسرته داخل غرفة واحدة في حي درب غلف بمدينة الدارالبيضاء. ويحكي محمد لمين خلال شريط فيديو نشره عبر موقع «يوتيوب» عن معاناته، إذ صرف ما يزيد عن 20 ألف درهم في سبيل البحث والاختراع، لكن بدون جدوى، مضيفا أنه يعيش على بيع «الجوارب» على الرصيف بحي درب غلف، لتغطية مصاريف علاجه وإعالة أسرته الصغيرة. وطالب الجهات المعنية بدعم المخترعين من أجل المساهمة في تنمية وتطوير البلاد وإنقاذهم من التشرد. طلبة مغاربة يصممون إنسانا آليا يتحرك بإشارة العين تمكن ثلاثة شباب مغاربة، وهم ياسين منير وإدريس العمراني وهشام البوشيخي، من صنع رجل آلي يتحرك بواسطة الإشارة بالعين وجهاز التحكم في لوحة مفاتيح الحاسوب. ويهدف هذا الاختراع إلى تسهيل ومساعدة ذوي الإعاقة الجسدية والمصابين بالشلل على قضاء احتياجاتهم اليومية، كإغلاق النوافذ وإطفاء الإنارة والتغذية والتهوية. وبفضل هذا الاختراع، تمكن طلبة المدرسة المغربية لعلوم المهندس بالرباط من الفوز بالمسابقة الوطنية «IMAGEINE CUP» في دورتها الخامسة المنظمة من قبل الشركة العالمية «مايكروسوفت». وكشف الأستاذ المشرف على الاختراع خلال تصريحات صحفية، أن تكلفة الاختراع لا تتعدى 2000 درهم، ويمكن أن يصير في متناول جميع المغاربة بأقل تكلفة، عبر تدخل مجموعة شركاء ومساهمين، في مقدمتهم مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وذلك من أجل المساهمة بالمشروع على أن لا يتعدى سعر الرجل الآلي الواحد 400 درهم بالسوق المغربية، وذلك لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.