التقت التجديد بمخترعين مغاربة يتوفرون على عشرات الاختراعات التي نالت تنويهات وتصفيقات وجوائز وشهادات، إلا أنها وجدت الأبواب موصودة أمامها حالت دون خروجها للوجود والانتفاع بها، وفي هذا الصدد، قال ماهر القباج، وهو أحد المخترعين، إن لسان حال المسؤولين تجاههم هو عومو بحركم بوحدكم، كما يقال باللهجة الدارجة، وقد أورد هذه العبارة في سياق حديثه عن تجربة وصفها بالمريرة خاضها خارج المغرب عندما رغب في المشاركة في معرض أوريكا الدولي باختراع في المجال الفلاحي اسمه الغطاء الزجاجي، والذي يمنع تبخر الماء ويستثمره في السقي مرات عديدة. وقد تعذر على ماهر الحضور في المعرض لأن ثمن المشاركة فيه كان باهضاً، وما استرعى انتباهه هو أن أكثر المشاركين في المعرض الدولي جاؤوا مدعومين من بلادهم أو منظمات تعنى بالاختراع، وقد وجد عند زيارته لأوروبا أن الاختراعات المغربية متفوقة على الاختراعات الأوروبية، إلا أنها لا تجد من يخرجها إلى الأسواق، وهي اختراعات من مستوى عال وبشهادة منظمات دولية. ولم يخف مخترع آخر يدعى تسولي عبد النبي ألمه مما شاهده في معرض شارك فيه أخيراً، إذ تعرضت فكرة اختراعه للقرصنة كما يقول، ويتعلق الأمر بمحرك صغير يوجد تحت أدوات للتزحلق على الماء، ويساعد المحرك الرياضي على الدخول إلى الماء دون استعمال اليدين. وأوضح المصدر ذاته أن فكرته نقلت إلى أمريكا وطورت ليصير المحرك بقوة 20 حصان، و"ربما ستنظم مسابقات دولية بهذا الاختراع الجديد"، يضيف تسولي. بيد أنه عبر في الوقت ذاته عن سعادته لأن فكرته أصبحت واقعاً ولم تبق في عالم الأحلام، منبهاً وهو الذي ابتكر عدة اختراعات على غياب عقليات في المغرب تهتم بالاختراعات، مضيفاً أن المخترع يقوم بكل شيء وحده وتكون نتيجة ذلك لا شيء. المعاناة نفسها عبر عنها المخترع الزرهوني إدميدة، الذي عشق الاختراع كهواية، ومن بين الاختراعات التي توصل إليها مظل للوقاية من الحرارة يحمل مبرداً يعمل بالطاقة الشمسية، كما يساعد على شحن بطارية الهاتف المحمول، يقول الزرهوني أنه تمنى لو يتكفل المسؤولين عند إطلاعه لهم على اختراعه بالباقي، "لأننا يقول صرفنا أموالاً طائلة وقضينا أوقاتا في البحث..." ويمضي الزرهوني في بيان تبعات غياب الاهتمام بالاختراعات بالقول "عندما لا نجد اهتماماً بالاختراع نطرحه جانباً، ونبحث عن آخر وهكذا..."، ومن آخر مخترعات هذا الأخير كاميرا يمكن أن يستعملها شخص عن بعد لإرشاد الطبيب إلى طرق استعمال الآلات الطبية. أما المخترع الطلفي حسن، فتمكن من اختراع بيوت بلاستيكية للخضر والفواكه تجمع مياه الأمطار، ويصل حجمها خلال 15 يوما أو 20 كأقصى تقدير إلى 3900 متر مكعب، وتوجه إلى السقي بتقنية التقطير (قطرة بقطرة) دونما حاجة إلى محرك، أي أن الفلاح سيوفر على نفسه تكاليف البنزين. "تقدمت بالفكرة في مسابقة جائزة الحسن الثاني الكبرى للاختراع وماعطاونيش وقت"، يقول المخترع، ثم توصل برسالة شكر وأسف على عدم ترتيب اختراعه ضمن الثلاثة الأوائل، وهو ما أثار استغرابه لأن المغرب يعيش مشكل الجفاف ونقصاً واضحاً في الماء. ويؤكد الطلفي في ختام حديثه مع التجديد أن أية دولة تريد أن تلتحق بركب التقدم والازدهار عليها أن تعني بالاختراع وتشجع المخترعين، "لقد دخلنا عصر العولمة، فهل سنواجهها يتساءل بتفريخ التليبوتيك؟ (مخادع الهاتف)، يجب مواجهتها باختراعات جديدة من صنع مغربي وبتنافسية قوية". محمد معناوي