في الصورة: المخترع عبد الله شقرون يشتكي مخترعون شباب مغاربة من إهمال اختراعاتهم الصناعية والتكنولوجية وأنها لا تحظى بالتشجيع والدعم المادي الكافيين لتقديمها وترويجها في السوق بسبب عدم ثقة العديد من رجال الأعمال وأصحاب الأموال في هذه الاختراعات وقدرتها على التنافس وجلب الأرباح. وبالرغم من المستوى التقني والفني الرفيع لاختراعاتهم وحصول بعضها على أرفع الجوائز في مختلف المعارض الدولية، فإن هؤلاء المخترعين يعانون من تجاهل داخلي كبير جعل بعضهم يتخلى عن اختراعاته، والبعض الآخر يلجأ إلى تغيير اختراعاته لتساير متطلبات الواقع المحلي. وجدير بالذكر أن المغرب احتل المركز الأول من بين بلدان المغرب العربي في عدد إيداع طلبات براءة الاختراع العام المنصرم، وتليه الجزائر وتونس ثم ليبيا، وفق آخر تقرير للمنظمة العالمية للملكية الفكرية. اختراعات مذهلة وتبلغ اختراعات المبتكرين المغاربة مئات الاختراعات التي تهم مجالات عديدة منها المجال الفلاحي والاجتماعي والطبي والزراعي وغيرها، ونال بعضها ميداليات ذهبية وجوائز دولية في أكبر الملتقيات والمعارض الدولية الخاصة بالاختراعات التقنية الجديدة. ومن أحدث هذه الاختراعات التي لقيت اعترافا دولي ما أبدعه المخترع المغربي أحمد زكار من عصا بيضاء تتيح للمكفوفين تجنب الوقوع في البرك المائية التي تنتشر في الطرق غير المعبدة وفي المناطق القروية، حيث حصل على الميدالية الفضية في المعرض الدولي للاختراعات والتقنيات الجديدة الذي أقيم في جنيف بسويسرا قبل أشهر. وبالنسبة للمخترع الشاب يوسف آيت علي فقد حصل بدوره خلال مسيرة ابتكاراته المتعددة على شهادة لشركة عالمية للاختراع بالولايات المتحدةالأمريكية، وعلى شهادة التكوين من المكتب العالمي للملكية الفكرية بجنيف. ويحرص هؤلاء المخترعين الشباب على تقديم الفائدة للفرد والمجتمع من خلال ابتكاراتهم الجديدة، حيث اخترع يوسف آيت آلة لإنتاج الطاقة الكهربائية عن طريق استغلال المياه العادمة وبساطا إلكترونيا للنظافة، كما تمكن من تقديم اختراع في مجال الولوجيات الخاصة بالأشخاص الصم. أما الشاب عبد الله شقرون فقد استطاع ابتكار اختراعات عديدة في المجال التكنولوجي والحربي، واخترع محركا نال به إعجاب المختصين في هذا المجال، وأيضا جهازا خاصا بتنظيف زجاج العمارات الزجاجية بدون تدخل من الإنسان. واخترع ماهر القباج الغطاء الزجاجي للبيوت البلاستكية "الصوبات الزراعية"حيث يمنع تبخر الماء ليستخدمه في السقي أكثر من مرة من خلال تقنية التقطير بدون استعمال المحرك، الأمر الذي يقدم خدمة كبيرة للفلاح المغربي. مطرب الحي ويشتكي المخترعون المغاربة من العراقيل الكثيرة التي تواجه تنفيذ ورواج اختراعاتهم الجديدة، ومن بينها ما يعتبره المخترع يوسف آيت علي شروطا لا تحفز الشباب على البحث العلمي والإبداع التقني بسبب ارتفاع الرسوم التي يجب أن يؤديها المخترع سنويا. وبالنسبة للمخترع الشاب ماهر القباج فإن رغبته في المشاركة في معرض دولي للاختراعات تعرضت للإجهاض بسبب ارتفاع المصاريف المالية للمشاركة فيه، الأمر الذي لا يمكن أن يتحمله بمفرده. أما عبد الله شقرون فقد جوبهت اختراعاته بكون المغرب لم يبلغ بعد مستوى تلك الاختراعات المتقدمة في المجال الحربي، وحتى بالنسبة لاختراع جهاز تنظيف زجاج العمارات الزجاجية فقد قيل له بأن اختراعه لا يمكن تسويقه لأن المغرب لا يتوفر على عمارات زجاجية. ويطالب المخترعون الشباب المستثمرين وأرباب الشركات والمصانع بالاهتمام الفعلي بما يقدمونه من ابتكارات جديدة وبأن يمدوا لهم يد العون لما في ذلك من مصالح لهم ولاقتصاد البلاد أيضا، حتى لا يكون حالهم مثل حال "مطرب الحي الذي لا يطرب". واعتبر حسن أبو سعد، المسئول في اتحاد المجددين المغاربة، أن أبرز ما يعرقل ابتكارات المخترعين الشباب هو ما يشكله النموذج الصناعي للاختراع من تحديات مادية بالأساس تتجاوز الإمكانيات الذاتية للمخترع. وزاد أبو سعد في حديث مع "العربية.نت" أن مهمة المخترع تنتهي حين إيجاد الصيغة النهائية للنموذج الذي يقدمه، وتبدأ مهمة فاعلين آخرين يجب عليهم مد يد العون له، خاصة من رجال الأعمال وأصحاب رأس المال من أجل تسويق الاختراع. وأكد المتحدث بأن المخترع لا يمكنه أن يوفر الدعم المادي لاختراعه لوحده، فلا بد من تكاثف الجهود وتضافرها بهدف الدفع بهذه الاختراعات إلى رؤية النور، والتي لبعضها مستوى رفيع وإشعاع دولي. وأضاف أبو سعد أنه للأسف يتعرض المخترع للاستهزاء وللتهكم أو للاتهامات بالجنون من طرف البعض بدعوى أنها اختراعات لا تفيد في شيء، لكنها تحظى بالرغم من ذلك باحترام الأخصائيين واعتراف الجهات الدولية.