من أبناء مدينة طنجة وأبرز مثقفيها المعاصرين ولد سنة 1920 وتلقى تعليمه على يد بعض فقهاء المدينة ثم عكف على تكوين نفسه بالانكباب على المطالعة والتثقيف الذاتي حتى حصل على قدر من المعرفة أهلته لأن يختار مهنة التدريس وتربية الناشئين بمدرسة أستاذه عبد الله كنون التي تأسست سنة 1936، ومن سنوات عمله الدؤوب بهذه المؤسسة الوطنية الحرة برزت أعماله التربوية المفيدة التي تجلت في كتبه التي ألفها للناشئة المغربية وكانت مصدر إفادة وتعليم لأطفال المغرب زهاء عقدين من الزمن حينما كانت مقررة في عموم المدارس. في الأربعينات من القرن الماضي برز بوكماخ كاتبا مسرحيا موفقا وقام بإخراج عدة مسرحيات شخصها تلامذته بنجاح على خشبة مسرح سيرفانطيس، بعد ذلك سيعود لتأليف الكتب المدرسية للناشئة مباشرة بعد حصول المغرب على الاستقلال وقد كانت كتبا نافعة ومبنية على طرق تربوية معاصرة أشهرهم كتاب اقرأ والفصحى والرياضيات، وقد تميزت كتبه بأسلوب مبسط وميسر ومقبول لدى الجميع معتمدا في ذلك على خبراته المكتسبة وقدراته الخاصة التي بدلها في وقت كان البلد في أمس الحاجة إليها. امتاز بوكماخ بالشجاعة الأدبية والمواطنة الصادقة، وكان دقيق الملاحظة متقنا لفن الحديث بينه وبين مخاطبيه وكان صاحب نكتة ويحب الطرفة ويتفاعل معها بعفوية، كان فنان متذوقا لأساليب الجمال في كل شيئ منضبطا في كل الأمور صريحا في كل المواقف. من شيمه الوفاء حيث التزم بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف كل سنة وفاءا لأستاذه عبد الله كنون الذي وافته المنية سنة 1989 وإهدائه ختمة كاملة من القرآن الكريم. توفي الأستاذ المربي بوكماخ يوم 20 شتنبر سنة 1993 ودفن بمقبرة المجاهدين بطنجة.