في تجاهل تام من المسؤولين القائمين على شأن هذه المدينة, تظل الكثير من أعمدة الإنارة بالعديد من شوارع طنجة الرئيسية والمهمة وكذلك الهامشية والمقصية في المدينة تتربص بضحاياها, خصوصا الأطفال وبعض المجانين والمدمنين أيضا الذين يحترفون قطع الأسلاك الكهربائية لحرقها وبيعها فيما بعد, حيث لا يفرق هؤلاء بين سلك في عمود كهربائي, وبين أسلاك أخرى ملقاة على الأرض ؟ فالعديد منهم مدمنون ولا هم لهم سوى جمع بعض الدريهمات في اليوم من أجل شراء جرعة من السم الأسود لاستنشاقه وكسب نفس آخر ل"حياتهم البئيسة" التي لا يولونها أي اهتمام أو قيمة. فأسلاك الموت هذه تهدد أيضا وبشكل أكبر الأطفال بالدرجة الأولى, فبين الفينة والأخرى نسمع عن خبر صعق طفل هنا أو هناك في حي أو شارع, وما حادثة موت طفل في الأسابيع الماضية صعقا للمسه سلكا كهربائيا بمنطقة "مالاباطا" الشاطئية منا ببعيد. الملفت للنظر هو تواجد هذه الظاهرة المشينة والمعيبة في شوارع طنجة الكبرى الرئيسية, وفي بعض منتزهاتها الصغيرة التي تعرف توافد النساء إليها مع أطفالهن من أحياء متفرقة, من أجل إمضاء بعض الوقت ولعب صغارهم هناك, هؤلاء الذين لا يتوفرون على مناطق خضراء في أحيائهم المهمشة للعب بها. فجولة سريعة منك في شارع رئيسي ك"النجمة" مثلا, يكفيك لتقف على هذا الأمر وتلاحظ وجود العديد من الأسلاك الكهربائية العارية وغير المحمية بتاتا, والتي تهدد كما أسلفنا حياة الناس بشكل واضح وبين, فإلى متى سيستمر هذا الأمر في شوارع مدينتنا, وهل سيقوم من يهمهم الأمر بإصلاح أعمدة الإنارة هذه, وتجنيب أرواح بشرية خطر "أسلاك الموت" بطنجة.