بقلم: حمزة البحري كثيرا ما طرحنا السؤال عن سبب عزوف الشباب عن جميع مناحي الحياة، دون الرجوع لمعالجتها والوقوف عندها، وكل محاولة اجتهاد منفصلة لتفسير هذه الظاهرة، قد تتفق مع غيرها أو تختلف، ولكن في النهاية نحن أمام المشكلة لعدة سنوات خلت. يلجأ الشباب للعزوف لغياب الصدق والنية الحسنة المسبقة قبل العمل على أي شيئ، فتجد الخدع واختلاس المناصب وغياب فرص عمل متكافئة من أهم الأسباب التي تجعل الشباب يعزف عن المشاركة في جميع مناحي الحياة ابتداءا من الزواج حيث توجد البطالة وانتهاءا عند المشاركة في العملية الانتخابية التي هي المعبرة الأولى عن رغبة الشباب في من يمثلهم ويوفر لهم ما يحتاجونه. غياب الثقة أول سبب في عزوف الشباب حيث فقدها اتجاه جميع مكونات المجتمع، السياسي يحترف العلل الباطلة والواهية عند الفشل، فتجد علته تارة أن لا خبر له كان عما حدث، وتارة أن القرار المتخذ لا دخل له فيه، فتجد المجتمع المتضرر الأول من علته الباطلة علما أنه في موضع القرار وتحت المسؤولية الدستورية، فيحتار الشباب بين تجديد الثقة في من خدلهم أم يصرفون النظر نهائيا عن المشاركة. غياب الصدق أيضا من العوامل التي تساعد في عزوف الشباب، حيث في بلدي يحاول الجميع تقليد الجميع محليا مغيبين جميعا أن الجميع مروا من نفس التجربة، وأنهم عاشوا ويعيشوا غباءا تاما في ما يفعلونه، يحاول أن يتقدم مرتبة فيتراجع مراتب متناسيا سد السيادة الذي أمامه (الدولة العميقة)، فيزيد شر نفسه إلى شر من سبقه وهو الشر نفسه "الفشل"، الفشل الذي يصب أسبابه على مجتمع مغلوب على أمره، متناسيا أنه غيبه في الكثير من الأشياء أولها رأيه بصفته المستهدف الأول من تلك السياسات، والشباب أول المتأثرين بهذا. تكميم أفواه فضلاء الوطن ثالث الأسباب، أولئك الذين يتميزون بالصدق والوفاء، عنوانهم حفظ الأمانة وصدق النية، صفاتهم نقاء السريرة والإصابة في الرأي والقرار، فضلاء بكل ما للكلمة من معنى، يمشون فوق الأرض كنجوم مضيئة يخجل الفشل منهم أن يصيبهم، فضلاء السياسة يعملون بعيدا عن أهل النفاق، اللذين يجعلون البصلة تفاحة، وعن أهل الخوف اللذين يجعلون التفاحة تنقلب إلى بصلة، فما يجد فضلاء السياسة في الوطن إلا إلقاء التحية لمن يثقون بهم، لمن يعاملونهم بأدب واحترام، وكفايتهم سلامة القلب من نجاسة الدنيا. ثلاث أسباب تلخص عزوف الشباب عن جميع مناحي الحياة، عزوف ما بعده عزوف أسبابه أشخاص لا يبالون بغيرهم، أشخاص تهمهم مصلحتهم الشخية فقط ولا غير .. شباب ضائعون مضيعون بسبب أشخاص جشعين !!