شهدت مدينة بوعرفة في الآونة الأخيرة، تساقط أمطار مهمة، استمرت لأيام معدودة، وقد عرت بالفعل على هشاشة البنيات التحتية،من طرق، وقناطر، ومدارس، ومستشفيات... الخ في هذا المقال، سأسلط الضوء على انعكاسات الأمطار الأخيرة على مستشفى محمد السادس: أكبر مستشفى على المستوى الإقليمي، والذي يحج إليه المرضى من الإقليم، وحتى من خارج الإقليم؛ لكونه يلبي الحد الأدنى من حاجيات الساكنة على المستوى الصحي، كما يحظى بسمعة طيبة تجاوزت الآفاق الإقليمية، إذ سبق له أن تبوأ المرتبة الأولى وطنيا، ولمرتين متتاليتين خلال السنتين الماضيتين؛ في ما يخص المردودية والتغطية الصحية... فعلى إثر الأمطار المهمة الأخيرة التي شهدتها بوعرفة، تحولت سقوف المستشفى إلى غرابيل حقيقية، يتسرب عبرها الماء مدرارا مدرارا، ومما يزيد في تعقيد المشكل أكثر وأكثر، انقطاع التيار الكهربائي عن كل أجنحة المستشفى؛ بحكم أن كل الأسلاك الكهربائية أصبحت مبللة. لقد زرت المستشفى الإقليمي هذا الصباح، وعاينت بأم عيني كل هذه الفظا عات، وكم آلمني منظر التقطرات، أو هي السيول، وهي تتقاطر على المرضى، حيت تحولت غرفهم إلى برك حقيقية يتجمع فيها الماء – لا ينقص إلا الطيور والزواحف المائية لتأثيث هذا المشهد السريالي - وما زاد الطين بلة كما يقال انقطاع التيار، وانتشار الظلام الدامس في ممرات وغرف المستشفى. وتجدر الإشارة إلى أن المستشفى الإقليمي ببوعرفة يتوفر على سقفين، ورغم ذلك فان هذا لم يحمه من تسربات الماء، حيت أصبحت وضعية بعض السقوف في حالة مهترئة،ومهددة بالسقوط في كل حين. وتأسيسا على ذلك، فإن المطلوب، هو تحرك مستعجل لإصلاح وترميم السقوف، حماية للسلامة البدنية للمرضى وأرواحهم، قبل أن تحصل الفاجعة، وتقع الفأس على الرأس. ملحوظة هامة ولها علاقة بما سبق: مستشفى الحسن الثاني ببوعرفة عرف عدة إصلاحات، كلفت الملايين من ميزانية الدولة، وكان آخر هذه الإصلاحات، تلك التي مولها الاتحاد الأوروبي منذ سنتين، لكنها كلها إصلاحات تثير كثيرا من التساؤلات.