استنفرت بوليساريو أجهزة مخابرات بعد أن توصلت بأنباء مفادها دخول المعارض السياسي لقيادة الجبهة، إلى مخيمات تندوف. وترددت الأجهزة الأمنية في اعتقال، الصالح خطري محمد سيد أحمد، بسبب التوقيت الذي اختاره الأخيرة للعودة إلى المخيمات، والذي يتزامن مع اقتراب موعد تقديم الأمين العام لتقريره الأممي حول الصحراء في أبريل الجاري. وعلم من مصادر مطلعة، أن خطري، الذي كان أعلن عن تأسيس حزب التجمع الصحراوي الديمقراطي من باريس، بسبب ما وصفه الحزب، في بيانه، تحول «بوليساريو إلى عبء ثقيل يظهر يوما بعد يوم عامل فوضى وطنيا ودوليا، ويحمل معه أين ما حل الشكوك وعدم الكفاءة»، تعرض لمضايقات من طرف أجهزة المخابرات الجزائرية والأجهزة الأمنية التابعة لبوليساريو، قبل يسمحوا أن له بالعبور إلى تندوف. وأفادت المصادر أن وصول مؤسس الحزب المعارض لتوجهات جبهة بوليساريو، إلى المخيمات، قبل ثلاثة أيام تقريبا، أثار ارتباكا في صفوف القيادة العسكرية للجبهة، إذ عمدت إلى التشهير به واتهامه بالعمالة، بعد أن عجزت عن اعتقاله بسبب وضعه العائلي داخل المخيمات، ثم مخافة أن يتكرر سيناريو الضغوطات التي تعرضت لها الجبهة، بعد اعتقال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود خلال عودته إلى تندوف. وكشفت المصادر نفسها، أن تردد المخابرات العسكرية الجزائرية في اعتقال خطري، يفيد أن ولد سلمة فتح الطريق أمام كل المعارضين لتوجهات بوليساريو من أجل العودة إلى المخيمات للدفاع عن آرائهم، ما يعني، تضيف المصادر نفسها، أن الأخير نجح، بعد أن اختطف واعتقل وعذب، في تحرير الصحراويين من الخوف، داخل هذه المنطقة العسكرية التي توجد جنوبالجزائر، وتعيش بدورها حالة طوارئ منذ أكثر من ثلاثين سنة. ولم يسلم خطري من المضايقات بعد أن بدأت آلة الشحن التي تتحكم فيها الجزائر، بتعبئة سكان المخيمات ضده وكيل الاتهامات له، في سيناريو مشابه لما وقع لمصطفى سلمة ولد سيدي مولود حين كان في طريقه إلى تندوف، غير أن واقع الأول يستند إلى قبيلته «آل قاضي» داخل المخيمات، كما أن والده كان قائدا للبحرية في بوليساريو، وجده شيخ قبيله الركيبات قبل خطري الجماني. ودرس خطري في سوريا قبل أن يتنقل إلى فرنسا التي أسس بها حزبا سياسيا. وفي السياق ذاته، كشفت المصادر نفسها، أن المعارض الصالح خطري، عقد لقاءات مع عدد من شباب 5 مارس الذين أعلنوا رفضهم للوضع داخل مخيمات تندوف، مضيفة أنه باشر عدة اتصالات بين شباب المخيمات، في سياق التحضير لعقد المؤتمر المقبل لحزب التجمع الصحراوي الديمقراطي، الذي يطرح نفسه بديلا لقيادة بوليساريو، بعد أن وصفها، في بيان إعلان المبادئ الأساسية للحزب، ب»محام ثبت فشله في الدفاع عن حقوق الصحراويين»، في إشارة إلى إفلاس نظام الجبهة، بالمقابل جعل الحزب من الاتحاد المغاربي أحد مطالبنا الأساسية، وهو خيار مبني، تقول الوثيقة، على أساس أن تكون الديمقراطية السياسية والاجتماعية هي العامل المشترك والموحد لكل الأنظمة السياسية في المنطقة.