ملف حقوق الإنسان الذي دأبت البوليساريو على توظيفه ضد المغرب يرتد عليها العلم : أكد ما يسمى بممثل جبهة الانفصاليين بأوروبا أن ملف حقوق الانسان بالصحراء ليس محل تفاوض ولا مساومات سياسية. و أقر القيادي الانفصالي ضمنيا و رسميا بأن جبهة البوليساريو قد تنصلت نهائيا من ورقة الوضع الحقوقي بمخيمات تندوف و الأقاليم الصحراوية المسترجعة بعد أن ظلت قيادة البوليساريو لأزيد من سنة توظف هذا الملف كآخر الأسلحة المتبقية لها لمعاكسة مصالح المغرب و محاولة تشويه صورته لدى الرأي العام الدولي . و كان وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري آخر من فضح الاستغلال المصلحي و المشوه لجبهة الانفصاليين لملف حقوق الانسان حين أكد عقب جولة المفاوضات غير الرسمية الأخيرة بمالطا أن وفد جبهة الانفصاليين رفض إدراج حقوق الإنسان ضمن الاجتماع الأخير بمالطا بعد أن كان أول الداعين لتضمينها بمسلسل المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة . و يرى متتبعون أن تنصل جبهة الانفصاليين من مواقفها السابقة في شأن الملف الحقوقي عامة وبمخيمات تندوف بصفة خاصة يحيل على حقيقة الورطة الحقيقية التي وضعت فيها جبهة الانفصاليين نفسها حين لوحت ضمن مخطط حربها الاعلامية و القانونية ضد المغرب بالملف الحقوقي في أعقاب مسرحية المدعوة أمينتو حيدر و مؤامرة أكديم إ زيك دون أن تدرك بأن هذه الورقة و التي حققت بها الجبهة الانفصالية عدة مكاسب إعلامية مؤقتة سترتد عليها متى انكشفت الأكاذيب و الأوهام التي تنسجها القيادة الانفصالية بتواطؤ مكشوف لأطراف إسبانية و جزائرية و أيضا عندما ستتعرى حقيقة الوضع الانساني و الحقوقي المرعب الذي تعيشه ساكنة مخيمات تندوف بداخل التراب الجزائري . و لعل آخر الشهادات التي تفضح بشكل جلي الواقع الحقوقي المأساوي لعشرات الاف الصحراويين الوحدويين المحاصرين داخل مخيمات لحمادة تدخل ممثل اللجنة الدولية لاحترام وتنفيذ الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، الجمعة الماضي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حيث دعاه إلى التدخل العاجل من أجل وضع حد للانتهاكات الممنهجة للحقوق السياسية والمدنية لساكنة مخيمات تندوف. وقد أكد ممثل اللجنة الدولية السيد فرناندو كارميلو غاديا، خلال الجلسة العامة للدورة ال`16 لمجلس حقوق الإنسان، أن "منظمته الحقوقية قلقة بشأن انتهاكات الحقوق المدنية والسياسية المرتكبة بشكل ممنهج في مخيمات تندوف، و حث مجلس حقوق الإنسان إلى التدخل لوضع حد لهذه الانتهاكات". وأضاف أن الساكنة المحتجزة ضدا على إرادتها في مخيمات تديرها ميليشيات مرتزقة "البوليساريو"، تناشد المجتمع الدولي التدخل بغية رفع الحصار المفروض عليها، حتى تتمكن من التمتع بحقوقها الأساسية. وأثارت المنظمة غير الحكومية انتباه مجلس حقوق الإنسان "لتوظيف المطالب الاجتماعية لأهداف جيو-سياسية وانفصالية، كما هو الشأن بالنسبة لأحداث مخيم «اكديم ايزيك»، حيث حاولت ميليشيات مرتزقة البوليساريو تشويه المطالب الاجتماعية والاقتصادية، من خلال الدخول في اشتباكات مع قوات الأمن، أسفرت عن مقتل تسعة أفراد من هذه القوات". وأعرب السيد غاديا عن الأسف لعدم احترام الحقوق السياسية والمدنية في مخيمات تندوف، مشيرا إلى أن الوضع ما يزال مأساويا في هذه المخيمات، حيث يتم احتجاز الرهائن لاعتبارات جيو-سياسية وانفصالية. و الواقع أن حمى الانتفاضات المتسلسلة التي تشهدها مخيمات تندوف منذ فترة للتنديد بجلادي الجبهة الانفصالية بالاضافة الى تقارير المنظمات الحقوقية الدولية و التي تعكس بجلاء الوضع الانساني المنذر بالمخيمات و تستعرض مئات حالات ضحايا التعذيب و التصفية الجسدية بداخل سجن الرشيد الذي يشرف عليه جهاز أمن المخيمات تحت إشراف الجلاد المدعو لعكيك و بتأطير مباشر من ضباط المخابرات العسكرية الجزائرية كلها مؤشرات تفسر بجلاء الرد الانتهازي المصلحي للقيادة الانفصالية على الخطوة الهجومية غير المتوقعة للديبلوماسية المغربية التي قبلت مناقشة الملف الحقوقي للخلاف بعد أن ظلت لسنوات جبهة الانفصاليين توظف بالتدليس و التمويه هذه الورقة لاستعادة بعض البريق المفقود للشعارات الزائفة للقضية الوهمية التي تعاني حاليا عزلة غير مسبوقة ستفضي حتما مع موعد المؤتمر المرتقب للجبهة عن تفتت و إنفجار حتمي للأطروحات الانفصالية التي أضحت الأهواء و المكاسب الشخصية للانفصاليين و للنظام الواقف وراءها تتحكم في سيرورتها .