المساء : في حدود الساعة التاسعة من صباح أمس الأحد، 20 فبراير الجاري، تجمهرت مجموعة من الشباب، كان عددهم، في بداية الأمر، لا يتجاوز ال40 شابا، في وقفة احتجاجية في ساحة 16 غشت أمام مقر قصر البلدية في شارع محمد الخامس في وجدة، وسط حركة وأنشطة تجارية جدّ عادية في الشارع وفي مختلف الطرقات المتفرعة عنه، ووسط حضور أمني محتشم، رددوا خلالها شعارات تطالب بحقّ التظاهر السلمي وبإصلاحات دستورية وسياسية، كالملكية البرلمانية واستقلال القضاء، وشعارات تنديدية بالفاسي وطالبوا بإسقاط حكومته، من قبيل «الفاسي سير فحالكْ، المغرب ماشي ديالكْ» و«الفاسي سير فحالكْ، أولاد الشعب ماشي ديالْكْ» و«حكومة الفاسي، عائلة الفاسي»... وبعد ذلك، تقاطرت على الساحة أعداد هائلة من الشباب والمواطنين المشاركين في احتجاجات 20 فبراير، رغم هطول الأمطار، تجاوز عددهم ال4 آلاف مشارك، حاملين شعارات تنديدية بالأوضاع المزرية لغالبية الشعب المغربي، منددين بالفئات التي اغتنت على حسابه وبالفساد والرشوة والفقر، ومطالبين بإصلاحات اجتماعية وبتغيير حكومة الفاسي، حيث رددوا شعارات من قبيل: «باركا من البوليسْ، زيدونا في المدارسْ» و«الشعب في الحرية والفاسي في الهاوية» و«حكومة الفاسي حكومة فاشلة»... ثم توجه المحتجون، في مسيرة حاشدة، من ساحة 16 غشت نحو مقر ولاية الجهة الشرقية، عمالة وجدة -أنجاد، حيث توقفت، في الوقت الذي التحق بنفس المكان مجموعة من طلبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب حاولوا الاختلاط بالمسيرة، لكنْ تم الفصل بينهم ومنعهم من ذلك من طرف المنظمين والمشرفين على حركة 20 فبراير، خاصة أن الشعارات التي تمّ ترديدها كانت لا توافق أهدافها وتجاوزت الخطوط الحمراء، الأمر الذي جعل هؤلاء ينسحبون من الوقفة الاحتجاجية التي استمرت في التظاهر السلمي. وقد تزعم المسيرةَ شباب حركة 20 غشت وفعاليات من اليسار الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في أقاليم الشمال الشرقي، الذي دعا في اجتماعه، يوم السبت 12 فبراير 2011 في مقر الكونفدرالية الديمقراطية في وجدة، في دورة «انتفاضتي الشعبين التونسي والمصري»، مناضليه ومناضلاته إلى الحركات الاحتجاجية من أجل مغرب ديمقراطي يضمن الحرية والديمقراطية وكرامة العيش وتعبئة المواطنين والمواطنات للمشاركة في المعركة الاحتجاجية يوم 20 فبراير 2011 وما بعدها. كما شارك في الوقفة والمسيرة -وبقوة- أعضاء وعضوات من جماعة العدل والإحسان، كما التحق بالاحتجاجات بعضُ أعضاء حزب العدالة والتنمية بصفة شخصية، على رأسهم البرلماني عبد العزيز أفتاتي، برلماني وجدة عن حزب العدالة والتنمية، الذي أكد ل«المساء» أن مشاركته في الوقفة هي بصفته مواطنا وفردا من الشعب ومن واجبه دعم مطالبه المشروعة، كما شارك في الوقفة مستشار العدالة والتنمية نور الدين بوبكر. وفي مدينة بركان، تجمهر مئات من المحتجين أمام مقر العمالة، حيث رددوا شعارات تنديدية بالأوضاع المزرية وطالبوا بإصلاحات اجتماعية وسياسية، مع تسجيل غياب قوات الأمن عن المكان. كما عرفت مدينة جرادة وقفة قُدِّر عدد المشاركين فيها بحوالي 600 تجمهروا وسط الساحة الرئيسية للمدينة، مطالبين بإصلاحات اجتماعية وسياسية تتعلق بالشغل وتحسين الأوضاع الاجتماعية المزرية للمواطنين بهذه المدينة المنجمية. ومن جهتها، دعت التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء والدفاع عن الخدمات العمومية في بوعرفة إلى لمشاركة في المسيرة الجماهيرية التي كان من المقرر انطلاقتها من أمام إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب قرب محطة «زيز»، أمس الأحد، على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، ضد «الحكرة والفساد والرشوة والذل والمهانة والقمع والتسلط والتنكيل»...