www.oujdavision.com انطلقت منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأحد 20 فبراير تظاهرة شبابية تنفيذا لوعد قطعه شباب الفيسبوك من أجل تنظيم تظاهرة احتجاجية ضد ما أسموه بإسقاط الفساد و محاكمة المفسدين في إطار إصلاح دستوري عميق يستجيب لتطلعات الشعب المغربي، رغم الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة وجدة. و قد عرفت ساحة 16 غشت بوجدة توافد عشرات الشباب منذ الساعة التاسعة صباحا حيث تمت تلاوة بيان حركة 20 فبراير الأرضية المشتركة و المتوافق عليها من أجل التظاهر السلمي و التعبير عن مطالب اجتماعية و اقتصادية و سياسية لا تتجاوز سقف ما تطالب به بعض الشعوب العربية، غير أن ذلك لم يمنع المحتجين من المطالبة بإسقاط حكومة عباس الفاسي ومعها ال الفهري، الذين سيطروا على معظم المناصب. إلى غاية الساعة العاشرة و النصف التحق مئات الشباب و الرجال و النساء لينضموا إلى منظمي التظاهرة من شباب الفايسبوك، حيث كان لتنسيقية وجدة من أجل مواجهة غلاء المعيشة دور أساسي في احتضان تظاهرة “الشعب يريد التغيير”، بالإضافة إلى العديد من الوجوه اليسارية النشيطة من داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ونقابيي القطاع العام و الخاص. و قد رفعت شعارات ذات مطالب عادلة و بصوت واحد يقول “الشعب يريد التغيير” “الشعب يريد إسقاط الفساد” “الشعب يريد دستور جديد” في إطار ملكية برلمانية و فصل للسلط و محاسبة كل المفسدين. في غمرة هذه الإحتجاجات التي حضرها عبد العزيز أفتاتي و بعض الوجوه المعروفة من داخل حزب العدالة و التنمية بوجدة ، دخلت جماعة العدل و الإحسان على الخط بإنزال تجاوز العشرات حيث حاول بعض أنصارها الركوب على تظاهرة الشباب العادلة إلا أن يقظة بعض المنظمين حالت دون رفعهم لشعارات سياسية و إيديولوجية هي من صلب خط جماعتهم. هكذا ستجوب التظاهرة ساحة 16 غشت حيث ارتفع عدد المحتجين ليسير الجميع في اتجاه مقر ولاية الجهة الشرقية، لينضم لها عشرات الطلبة الذين نزلوا في تظاهرة كبيرة إلى شارع محمد الخامس قادمين إليه من جامعة محمد الأول رافعين شعارات تفوق حجمهم السياسي و تعبر عن توجه راديكالي ينشط موسميا من داخل الجامعة دون التأثير في الواقع المغربي بشكل عام. شعارات ما يسمى “بالبرنامج المرحلي القاعدي” و إن مست النظام السياسي المغربي ووجهت برفض من قبل المتظاهرين الأصل مما دفع بالطلبة إلى التوجه في تظاهرة جابت وسط المدينة لتعود إلى نقطة إنطلاقها رافعة هذه المرة شعارات موروثة عن الإتحاد الوطني لطلبة المغرب. حضور طلبة راديكاليين و جماعة العدل و الإحسان أعطى لجزء من هذه التظاهرة طابعا إيديولوجيا و سياسيا يختلف معه الداعين لحركة 20 فبراير، حيث أكد بعض المنظمين أنه لن يسمحوا بتجاوز سقف التوافق الحاصل و المعلن من خلال بياناتهم السابقة و التي تطالب بملكية برلمانية و إصلاح جذري للأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية، غير أن هذا لا يمنع كل الفرقاء من التعبير عن آراءهم في إطار المسؤولية و الإلتزام بالتظاهر السلمي و حماية ممتلكات الوطن على حد تعبير أحدهم. في إطار هذا التفاعل الجماهيري مع مطالب حركة 20 فبراير وقف الجميع على غياب تام لرجال الأمن و القوة العمومية التي تركت الجميع للتعبير عن مطالبهم حيث لم يتم معاينة و لو رجل أمن بزيه الرسمي، مما أكد أن المغرب لا يخاف من مطالب شعبه و مستعد لحماية حقه في التعبير و الاحتجاج في انتظار الاستجابة لمطالبه العادلة و المشروعة. هكذا إذن مرت تظاهرة الأحد 20 فبراير و لازالت لحدود الساعة الواحدة من زوال اليوم في جو سلمي تطبعه المسؤولية و الإلتزام و حماية ممتلكات المواطنين. شعارات مسؤولة بالرغم من بعض خرجات الطلبة و العدل و الإحسان، نضج شبابي يعبر عن روح المسؤولية و احتضان شعبي لتظاهر شباب الفايسبوك. فمغرب ما بعد 20 فبراير لن يكون حتما مغرب ما قبل هذا التاريخ. هكذا علق أحد شباب الفيسبوك المتشبث بملكية برلمانية و إصلاح دستوري و الاستجابة لمطالبي العيش الكريم. و محاسبة كل المتورطين في نهب المال العام.