تم تغييبهم عن حفل احتفاء الوزارة بأبطال 2010 كيف لا يغضبون؟ كيف لا يبكون؟ وكيف لا يثور هذا الغليان بين أبطال تركوا الدم والعرق على الحلبات العالمية بأفريقيا وأسيا وأوربا، من الكامرون إلى الصين إلى روسيا إلى ألمانيا وباريس وتونس. أبطال الجيدو الذين حققوا أفضل النتائج سنة 2010، يتم تهميشهم، يتم تغييبهم عنوة عن حفل استقبال أبطال مختلف الرياضات الذي نظمته الوزارة يوم الأربعاء 22 دجنبر الجاري. كل من فاز بميدالية أو حقق رتبة متقدمة دوليا وحتى بعض من لم يحققوا شيئا من ذلك، تم تكريمهم والاحتفاء بهم، إلا أبطال الجيدو. لا يمكن القول بأن الأمر مجرد سهو، لا يمكن قبول أي تبرير، وهذا ما أثار قلق وغضب وغليان هؤلاء الأبطال وأسال دموع الإحساس بالحكرة لدى بعضهم. أليسوا مغاربة؟ ألم يرفعوا راية المغرب في كل القارات؟ لماذا إذن هذا التمييز؟ هل من حق الوزير نفسه أو أي من مساعديه أن يهين أبطالا من حجم أبطال الجيدو الذين يحققون أغلى الميداليات. هي الأغلى لأنها تأتي بالعرق والكسر والدم أحيانا. هل يعني هذا التغييب المقصود القول لهؤلاء: لسنا بحاجة لكم ولا لميدالياتكم؟ إن كان هذا هو القصد فهي كارثة. لأنهم أبطال المغرب، وليسوا أبطال الوزارة. ولأن بلادهم بحاجة إليهم حاجتها لكل أبنائها وليس من حق احد، لا الوزير ولا غيره، أن يزيحهم أو يحتقر عطاءاتهم. قد لا يكون الوزير هو من تجاهلهم، لأنه لا يوجه الدعوات بنفسه، ولا يتصل مباشرة بالجامعات، لكن هذا حدث ويحدث تحت مسؤوليته. فبأي العبارات يمكن الإعتذار لهؤلاء الأبطال: «هل سيحتفي بهم وحدهم؟ ولماذا وحدهم هل بهم جرب أو وباء؟ هل هناك من يرفض الانحناء تحية لأبطال مغاربة هم أبطال أفريقيا سنة 2010: 4 ذهبيات و3 فضيات و 3 نحاسيات في ياوندي أبريل 2010، جعلتهم يحتلون الرتبة الأولى أفريقيا. وقبل ذلك في فبراير 2010 بطلان في دوسلودورف في الجائزة الكبرى المؤهلة لأولمبياد لندن، بطلان في الرتبة الخامسة وفي نفس الشهر بباريس في الجائزة الكبرى، كذلك بطل في الرتبة الخامسة. وفي يونيو بموسكو في كأس العالم للجيدو 3 أبطال في الرتبة الخامسة. وفي الملتقى الأكبر لموسكو في يوليوز، بطلان في الرتبة التاسعة. وفي دجنبر 2010بالصين 3 أبطال في الرتبة الخامسة. كل هذه الرتب بين الدول الكبرى في الجيدو وتعطيهم نقط تؤهلهم للأولمبياد. بل إن البطل الكبير عطاف اختير ضمن 16 مصارعا الأولين عالميا ليشارك في الماستير في باكو يناير 2011 . كل هذا تم تجاهله دون الحديث عن نتائج شبان الجيدو الفائزين بالبطولة العربية في اليمن غشت 2010 بست ذهبيات وفضيتين. وإذا كان في دواليب الوزارة من يتعمد إقصاء أبطال الجيدو، فإن الواقع والتاريخ لا يقصيهم. وعدم حضور حفل لا يحط من قيمة نتائجهم. فليحتفل من أراد بمن أراد. لكن يبقى السؤال عن الجامعة الملكية المغربية للجيدو وراعية هؤلاء الأبطال، والتي إن سكتت عن هذا التجاهل والتغييب فإنها شريكة، لابد أن تأتي لهؤلاء الأبطال والبطلات بجواب عن سؤال واحد ووحيد: لماذا عليها أن ترفض أي احتفاء انفرادي، الذي حتى وإن تم فإنه سيكون قمة المهزلة والفضيحة لوزارة تم تسجيل تعمد مصالحها إقصاء مغاربة من حفل تكريم مغاربة على عطائهم الرياضي ونتائجهم لسنة 2010 . وأبطال الجيدو جاهزون ليس بحضور حفل قادم يكرس الإهانة وليس التكريم، بل جاهزون لتمثيل وطنهم ورفع رايتهم في المحافل الدولية لا يسعون من وراء ذلك إلا لتشريف هذا الوطن .