.... إنني أشك في أن يكون المسؤولون على الشأن الرياضي الوطني ، من وزارة وصية ولجنة أولمبية وطنية ، وجامعات رياضية ، مثلنا نحن الذين اكتوينا بالنتائج الهزيلة التي حققتها مشاركتنا في أولمبياد بكين ، " والتبهديلة " التي حدثت للرياضيين المغاربة ، وخصوصا للملاكم أمانيسي ، الذي لم أستطع لحد الآن أن أبتلع أن يكون ضمن الوفد المغربي وضمن الملاكمين المغاربة ، لأنه حقيقة كان نجم النجوم في الأولمبياد الصيني بدون منازع ، وفاق صيته صيت كلا من العداء الجامايكي بولت والسباح الأمريكي مايكل فيلبس ، ، أنه باختصار ملاكم من نوع خاص ، "فرج" فينا كل العالم ، وضحك فينا كل العالم ، وجعل الكل يتحدث عنه أكثر مما تحدثوا عن الأبطال الذين حققوا الأرقام والميداليات ، بل لقد قالوا فيه شعرا لم يقله حتى روميو لحبيبته جولييت .... فمن اختاره وكيف ولماذا؟ وأين كان مختفيا إلى أن رأيناه واضعا قفازه على عينيه فوق الحلبة ، تاركا خصمه يجرب فيه كل أشكال الضرب والتنكيل ، دون أن يحرك ساكنا ولو من أجل رؤية شكل ولون خصمه؟... حقيقة لم أفهم ولن أفهم أكثر من الذين ذهبوا به الى بكين..." ... و أنه إذا كنا نرى في مثل الملاكم المذكور رياضيا بإمكانه أن يمثلنا في أكبر محفل رياضي عالمي ، فلنقرأ السلام على الرياضة والرياضيين في هذا البلد ، ولننسى أن لنا رياضة تدوخ البلاد والعباد في كل آن وحين ، ولننسى بالمرة ذكر أنه كان لنا كذا... وكذا ، من الأبطال الذين شرفونا وفرحونا في مناسبات عديدات لكن زمنهم انتهى ، كما انتهى زمن من سبقهم ، ولم يعد بمقدورهم أن يعطونا المزيد من الفرح ، والمزيد من الإعتزاز بهم وبالإنتماء لهذا الوطن العزيز... لكن مع الأسف مازال الكثير منا يعيش على الأحلام ، في الوقت الذي يعمل فيه الآخرون في الميدان على صنع الأبطال ، والبحث عن المواهب وصقلها ورعايتها ... ولكم أن تنظروا إلى تركيبة الوفد الرياضي الذي مثلنا في بكين وبمن تشكل ، وكيف أن رياضات لا نسمع عنها إلا في المناسبات مثل المسايفة والرماية والسباحة كانت حاضزة في بكين، أما الجيدو والملاكمة فيكفي أن نستحضر كيف تساقط أفرادهما الواحد تلو الآخر من غير أية مقاومة تذكر .... والطامة الكبرى تبقى في الرياضات التي لم تستطع حتى ضمان مكان لها في الأولمبياد في مقدمتها كرة القدم التي " دوخت " العباد بلا حدود ، ووتستنزف الملايير كل سنة ، وكرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة وهلم جرا، فما جدوى أن "نصدع" رأسنا كل عام ببطولات لا تستطيع أن تفرز لنا لاعبين يمثلوننا في أكبر التظاهرات ، وما جدوى أن نضيع أوقاتنا في الفراغ الذي لا تأي منه نتيجة ... إننا في حاجة ماسة إلى مشروع "البطل الأولمبي"، وما يتطلبه ذلك من هيكلة جديدة لقطاعنا الرياضي ولجامعاتنا وفرقنا الرياضية ، لأنه الحل الأمثل للخروج من مأزق الفشل الرياضي لدينا، حتى نتمكن من مناطحة أقراننا المتفوقين علينا جهويا وقاريا وعالميا ، لأننا لا نقل عنهم من حيث الموهبة بأي حال من الأحوال بل نفوقهم في كثير من الأحيان، لكن سوء التخطيط والتخبط الإداري وفساد المناخ الرياضي الذي سيطرعليه أصحاب المصالح والمنفعة والرؤوس الكبيرة المهيمنة على كراسي الأجهزة الرياضية من غير أن تتمكن من إعطاء الإضافة اللازمة والحركة الضرورية لعجلة الرياضة ببلادنا ، جعل رياضاتنا دائما تعاني التخلف بالرغم من بعض الفلتات التي جاد بها الزمن ، وكانت فعلا سببا في نوم المسؤولين الرياضيين لاعتقادهم أننا أصبحنا مع تلك الفلتات خير أمة رياضية في العالم مع أن الواقع يحكي عكس ذلك.ان التخطيط السليم لإعداد بطل أولمبي مفقود تماماً خصوصا وأن الإستعداد للمشاركة في مثل هذه الدورات عادةً ما يبدأ بعد تأهل اللاعب أو اللاعبة أو الفريق ولذلك فان النتائج المخيبة للآمال تكون حتمية ، لا يمكن أن تسترها كما قلنا تلك الفلتات .... وعسى أن " يجيب الله من يفهنا "...