...................................................................... تسبب رجال الجمارك يوم الخميس 22 يناير 2009 على الساعة الرابعة بعد الزوال بالطريق الثنائية الرابطة بين الناظور وبني أنصار، وداخل انفوذ الترابي لبلدية بني أنصارن في انقلاب سيارة من نوع مرسيدس 280 ، وأفاد شهود عيان من قلب الحادث أن السيارة التي كانت محملة بملابس مستعملة بغية إيصالها إلى سوق "الجوطية" بالناظور، فوجئت بثلاث سيارات تابعة لإدارة الجمارك تطاردها، ما جعل السائق يحاول الفرار عائدا إلى بلدية بني أنصار، حيث أرغمه عامل المفاجئة على اللجوء إلى الإفراط في السرعة، ما دفع برجال الجمارك إلى الزيادة في السرعة للحاق بالمُطارد. ويضيف نفس الشهود بأن إحدى سيارات الجمارك قامت بصدم ودهس سيارة المرسيدس ما افقد السائق التحكم في المقود لينتج عن ذلك انقلاب السيارة على بعد أمتار قليلة من السكة الحديدية الموجودة قيد الإنشاء. وتؤكد ذات المصادر على أن عميد الشرطة ببني أنصار حال وصوله إلى عين المكان أنب رجال الجمارك على فعلتهم خصوصا وانه ممنوع عليهم مطاردة السيارات داخل الجماعات سواء كانت حضرية أو قروية لان مثل هذه المطاردات الهوليودية تسببت قبل سنوات مضت في مقتل فتاة في السابعة من عمرها بعدما حاول احد المهربين الفرار من رجال الجمارك داخل بلدية الناظور وأقدم على دهسها بسيارته وهو ما جعل السلطات تأمر بعدم ملاحقة المهربين داخل المدارات الحضرية والقروية الآهلة بالسكان. وفي نفس السياق، رغم أن رجال الجمارك خالفوا الأوامر وتسببوا حسب نفس الشهود في كسر لسائق السيارة في كتفه إلا أنهم قاموا بحجز السيارة والسلع في اعتداء على حقوق وصلاحيات رجال الشرطة بحجز السيارة والسلع إلى غاية تحرير محضر الحادثة، حيث أن القانون لا يسمح بدهس سيارات المواطنين من اجل اعتقالهم والتسبب لهم في حوادث مميتة، ممّا قد يخلق إحراجا لإدارة الجمارك في حال تحرير محضر مماثل. ولا يزال مجهولا إن كان سيتم فتح تحقيق من قبل إدارة الأمن الوطني على خلفية الحادثة، بهدف حماية حياة المواطنين مستقبلا من تهور رجال الجمارك اللذين يستعملون الصلاحيات الممنوحة لهم لمطاردة السيارات بدل حجز السلع في المعابر إذ أن جميع السلع التي يتم حجزها على الطرقات تمر في الأصل أمام أعينهم في المعابر الحدودية بين مليلية المحتلة وإقليم الناظور.