قافلة إلى السياج الحدودي في الذكرى السادسة لأحداث مقتل 14 مهاجرا إفريقيا في الذكرى السادسة لأحداث مقتل 14 مهاجرا غير شرعي على السياجين الحدوديين لمدينتي سبتة ومليلة سنة 2005، شهدت منطقة «واد الضاويات»، على مشارف مدينة سبتة، صباح أول أمس الأحد، وصول قافلة تضامنية مع محنة المهاجرين غير الشرعيين، من تنظيم شبكة جمعيات جهة الشمال للتنمية والتضامن وجمعية قوارب الحياة للثقافة والتنمية في الشمال، بتنسيق مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان في الأندلس ومجلس المهاجرين الأفارقة في المغرب. «لا وجود لإنسان غير شرعي»، و«لا للاضطهاد والتقسيم الإمبريالي»... شعاران، ضمن أخرى، كانت تصدح بها القافلة، التي كان يصل صداها إلى السلطات المغربية والإسبانية التي كانت تراقب الوضع، عبر عناصر الحرس المدني على الطرف الآخر من السياج الحدودي، بواسطة كاميرات رقمية متطورة. وصرح المنظمون بأن قافلة هذه السنة، التي تحمل شعار «من أجل احترام حقوق الإنسان في الحدود»، تهدف إلى ضمان استمراريتها في تخليد أحداث «جريمة مقتل» المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين على السياج الحدودي. وأوضح المشاركون ل»المساء» أن قافلة هذه السنة تأتي في إطار مناهضة سياسة الاتحاد الأوربي، التي ترتكز على «التضييق على حقوق المهاجرين الأفارقة». وأشار بيان الجمعيات المشاركة إلى أن «المهاجرين هم أشخاص يمتلكون قدرا عاليا من الشجاعة، حيث يتجرؤون ويبادرون إلى المغامرة للبحث عن آفاق جديدة للعيش بكرامة، حيث يتحولون إلى ضحايا، بعد انتهاك حقوقهم الأساسية في البلدان الأوربية، كما في بلدانهم الأصلية». من جهته، صرح مهاجر إفريقي للجريدة بأن القافلة تأتي «ضد عسكرة الحدود المغربية»، التي تعتبر ضد حقوق المغرب في ما يخص مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. واستغرب المهاجر للمفارقة الكبيرة التي ينهجها المغرب «حيث يقوم بمراقبة حدود هي في الأصل حدود مدينتين يطالب باسترجاعهما». «زيرو للحكومة الإسبانية» و «لا وجود لمهاجر غير قانوني»... شعارات رددتها باللغة الإسبانية حناجر المتظاهرين، الذين طالبوا إسبانيا باحترام حقوق المهاجرين غير الشرعيين. وتتزامن قافلة هذه السنة، كذلك، مع الاعتصام الذي كان قد شنّه أكثر من 70 مهاجرا إفريقيا، أغلبهم من جنسية كاميرونية، قبالة مندوبية الحكومة في سبتة، تنديدا بمعاملتهم داخل مركز إيواء المهاجرين الأفارقة في المدينة نفسها وبعدم الاعتراف ببطائق اللجوء السياسي الممنوحة لهم من طرف الحكومة الإسبانية، قبل أن تعتقل الشرطة الإسبانية 14 منهم وتُرحِّلهم إلى معتقل خاص بالمهاجرين، في الجزيرة الخضراء، استعدادا لترحيلهم إلى بلدانهم. وندد البيان، الذي تمت تلاوته على مشارف السياج الحدودي الشائك، الفاصل بين سبتة والفنيدق، بسياسات الهجرة الحالية للاتحاد الأوربي وإسبانيا، مشيرا إلى أن الحدود أصبحت معركة سياسية بين الدول، مثلما طالب ب«إحداث مراجعة عميقة في تدبير حركة الهجرة وإعطائها مضمونا إنسانيا يقوم على التضامن والعدل واحترام حقوق الإنسان»، على حد قول البيان. كما أدان المتظاهرون الحواجز الإسبانية والأسوار ومراكز الاحتجاز وسياسيات التعاون المشروطة واتفاقيات الترحيل وتصدير اللجوء». ووقفت القافلة على مشارف السياج الحدودي الشائك، البالغ علوه ثمانية أمتار، حيث نددت بعملية مقتل المهاجرين الأفارقة ليلة 28-29 شتنبر و5-6 أكتوبر من سنة 2005 في سياج كل من مدينتي سبتة ومليلية، حيث طالب مهاجر إفريقي في المغرب في كلمته ب«ضرورة التخلي عن السياسة الأمنية والقمعية التي تحكم سياسات الهجرة، والتي تدفع في اتجاه التدبير الخارجي للجوء ومراقبة الحدود وتجريم حركات الهجرة وكل القوانين العنصرية والمعادية للأجانب».