في الذكرى الثالثة لأحداث مقتل 11 مهاجرا غير شرعي على السياجين الحدوديين لمدينتي سبتة ومليلية سنة 2005، شهدت منطقة «واد الضاويات»على مشارف مدينة سبتة، صباح يوم الأحد الماضي وصول قافلة تضامنية مع محنة المهاجرين غير الشرعيين من تنظيم شبكة جمعيات جهة الشمال للتنمية والتضامن، وجمعية قوارب الحياة للثقافة والتنمية بشمال المغرب. «لا وجود لإنسان غير شرعي»، و»لا لعسكرة الحدود»، شعارات من ضمن أخرى كانت تصدح بها القافلة، والتي كان يصل مداها إلى السلطات المغربية التي استقدمت مجموعة من عناصر القوات المساعدة للتدخل السريع، وإلى الإسبانية التي كانت تراقب الوضع على الطرف الآخر من السياج الحدودي الشائك بكاميرات رقمية. وصرح بوبكر الخمليشي، رئيس شبكة جمعيات الشمال للتنمية والتضامن، بأن القافلة تهدف إلى ضمان استمراريتها في تخليد أحداث «جريمة مقتل» المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين من طرف النظام المغربي على السياج الحدودي. وأوضح الخمليشي أن قافلة هذه السنة هي «قافلة شمولية مشتركة مع منظمات الشبكة الإفريقية الأوربية في تهييء القمة البديلة بباريس ما بين 17 و18 من هذا الشهر»، وذلك في إطار مناهضة سياسة الاتحاد الأوربي التي ترتكز على «التضييق على حقوق المهاجرين الأفارقة». وأشار الخمليشي إلى أن القافلة تأتي «ضد عسكرة الحدود المغربية» التي تعتبر ضد حقوق المغرب في ما يخص مدينتي سبتة ومليلية. واستغرب الخمليشي المفارقة الكبيرة التي ينهجها المغرب «حيث يقوم بمراقبة حدود هي في الأصل حدود مدينتين يطالب باسترجاعهما». من جهته، ذكر ل»المساء» عبد الخالق الحمدوشي، رئيس جمعية قوارب الحياة، أن قافلة هذه السنة تأتي «من أجل فضح الخروقات التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة على مستوى حقوق الإنسان على التراب المغربي». وتحاول القافلة التي انطلقت من جمهورية الكونغو الديمقراطية، حسب قول الحمدوشي، إلى «الضغط على لقاء القمة المنعقد يوم 18 من هذا الشهر بباريس»، حيث لأول مرة تشارك في القافلة جمعيات إفريقية. ويضيف رئيس جمعية قوارب الحياة، أن القافلة تهدف إلى التعريف بمشكل الهجرة وضد المشروع الذي تريد الدول الأوربية تبنيه، وهو المشروع الذي وصف من طرف الجمعيات المشاركة ب«مشروع العار». وندد المتحدث بوضعية المهاجرين الأفارقة بالمغرب والذين يعانون، حسبه، من «الحكرة الشديدة» التي لا يمكن تصورها. وطالبت القافلة بوضع حد للسياسة الممارسة ضد المهاجرين ومواصلة انتهاك الدولة لحقوقهم الإنسانية. ووقفت القافلة على مشارف السياج الحدودي الشائك، البالغ علوه ثمانية أمتار، حيث جسدت عملية مقتل المهاجرين الأفارقة ليلة 28-29 شتنبر و5-6 أكتوبر من سنة 2005 بمدينتي سبتة ومليلية. ووضعت على الأرض مجسمات لأجساد مهاجرين أفارقة في إشارة إلى مقتلهم رميا بالرصاص. وقبل انتهاء وقفة القافلة الاحتجاجية في «واد الضاويات»، تلا مهاجر إفريقي بالمغرب البيان الأورو-إفريقي غير الحكومي حول الهجرة والحقوق الأساسية وحرية التنقل، وهو البيان الذي يستهل مطالبه بضرورة التخلي عن الإيديولوجية الأمنية والقمعية التي تحكم سياسات الهجرة، والتي تدفع في اتجاه التدبير الخارجي للجوء ومراقبة الحدود، وتجريم حركات الهجرة، وكل القوانين العنصرية والمعادية للأجانب.