وسياسة الانفتاح التي ارتقت به إلى مكانة متميزة في مجال التبادل الحر خصصت اليومية البريطانية المتخصصة في مجال الأعمال " فاينانشل تايمز"، ملحقا خاصا حول المغرب نشرته اليوم الأربعاء، يبرز مؤهلات المملكة والجهود التي ما فتئت تبذلها لتنويع وتعزيز علاقات الشراكة مع العديد من البلدان. وأشارت الصحيفة على الخصوص إلى الموقع الجغرافي الذي يتمتع به المغرب، وهو الموقع الذي جعل من المملكة نقطة عبور والتقاء ما بين العديد من المناطق. وأوضحت أن المغرب، الذي يقع في شمال إفريقيا على مقربة من أوروبا، يمتاز بسهولة الولوج إلى الأسواق الصاعدة في إفريقيا جنوب الصحراء، مبرزة البنيات التحتية ذات المستوى العالمي التي تتوفر عليها الممكلة في مجالات تكنولوجيا الاعلام والاتصال والنقل. وأضافت أن المغرب، بتوفره على بنية تحتية من مستوى عالمي في مجالات النقل وتكنولوجيا الاعلام، وعلى معايير دولية لحماية البيئة، ويد عاملة مؤهلة، وقطاع خاص شاب وديناميكي، يرى مستقبله في تعزيز الفرص التجارية في العديد من القطاعات، بما في ذلك قطاعات الصناعة الغذائية ، والنسيج، والصيد البحري، وصناعة السيارات. ويتضمن الملحق مقابلات مع سفيرة المغرب ببريطانيا الشريفة للا جمالة العلوي، ووزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز، ووزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، ووزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة السيد أحمد رضا الشامي، والمدير العام لمغرب تصدير السيد سعدي بن عبد الله، وسفير بريطانيا بالمغرب السيد تيم موريس. و أكد وزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز، أن تقوية سياسة الانفتاح التي ينهجها المغرب خولت له الارتقاء لمكانة متميزة في مجال التبادل الحر. وأوضح السيد معزوز في حديث خص به يومية (فاينانشل تايمز) البريطانية ،المختصة في الأوساط المالية،أن المغرب تربطه علاقات تبادل حر مع 55 بلدا يمثلون مليار مستهلك. وأضاف السيد معزوز أن المملكة تجمعها أيضا روابط مميزة مع مجموع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وكذا مع دول الجمعية الأوروبية للتبادل الحر والولايات المتحدة وتركيا والدول العربية. كما أشار إلى أن البلدان الأوروبية تظل بالمقابل مركز المبادلات التجارية للمغرب، إذ أنه في 2009، تجاوزت المبادلات مع الفضاء الأوروبي 56 في المائة من مجموع التجارة المغربية وأن أزيد من 65 في المائة من صادرات المملكة كانت موجهة نحو السوق الأوروبي. وبخصوص الخدمات والسياحة، أوضح السيد معزوز أن أوروبا تعتبر بالتأكيد الشريك المتميز بالنسبة للمغرب بحوالي 3 ملايين سائح خلال سنة 2009 لوحدها. وفي ما يتعلق بالاستثمارات ،أشار الوزير إلى أن الاتحاد الأوروبي يستحوذ على 60 في المائة من مجموع الاستثمارات المباشرة خلال السنوات العشر الأخيرة. ووصف الوزير العلاقات المغربية-البريطانية، بأنها " إيجابية جدا "، مبرزا أن المملكة المتحدة احتلت سنة 2009 المرتبة السادسة على مستوى المبادلات التجارية مع المغرب والمرتبة ال14 من بين البلدان المصدرة نحو المغرب. وتتموقع المملكة المتحدة، من خلال حوالي 80 مقاولة متمركزة بالمغرب، في المرتبة ال6 على صعيد الاستثمارات الأجنبية وتعتبر رابع بلد مصدر للسياح نحو المملكة. وبعدما استعرض الخطوط العريضة لمخطط "ماروك إكسبور بليس" الذي أطلقه المغرب للنهوض بتجارته الخارجية، أبرز الوزير أن الهدف يتمثل في مضاعفة حجم صادرات المملكة في أفق سنة 2015 ومضاعفتها بثلاث مرات في سنة 2018. والهدف الأساسي، حسب الوزير، يتمثل في تعزيز مكانة المغرب باعتباره أرضية للاستثمار والتصدير.