انتظر المغاربة عامة والأمازيغ بشكل خاص، المنبر الإعلامي الأمازيغي المنتظر ردحا من الزمان قبل أن تعلن الأوساط المعنية بشكل رسمي عن الولادة التي نتمنى أن لا تكون قيصرية للقناة المنتظرة، هذا الإعلان أثار ردود أفعال متباينة بين المهتمين والمواطنين على حد سواء، كما عبروا عن انتظاراتهم من القناة استقينا عددا منها من الرباط ومن جهة سوس والجنوب على أساس أن ندرج آراء ومقترحات من الريف والأطلس ومن مختلف الشرائح الاجتماعية والنخبة المثقفة. "بوبكر أنغير": القناة مكسب من المكاسب الديمقراطية اعتبر بوبكر أنغير المنسق العام للعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان القناة الأمازيغية مطلبا مهما من مطالب الحركة الأمازيغية لطالما انتظرها الشارع الأمازيغي وأضاف أنه لا يجب أن تلغي القناة الأمازيغية الحق المشروع في المطالبة بدمقرطة باقي القنوات الإعلامية الأخرى التي يتم تمويلها من أموال الشعب، معتبرا في ذات الوقت أن إحداث القناة الأمازيغية سيطرح على الحركة الأمازيغية تحديات جديدة تتجاوز الجانب المطلبي إلى الجوانب التقنية والمالية المتعلقة بتوفير البرامج الإعلامية الامازيغية المتميزة. وقال في حوار مع مدونة "إنغميسن" الالكترونية أن القناة الأمازيغية مكسب من المكاسب الديموقراطية التي تم تحقيقها من طرف الحركة الأمازيغية وأضاف أن إقرار الحقوق اللغوية والثقافية الامازيغية معركة طويلة تتطلب دمقرطة الدولة والمجتمع المدني والمجتمع بصفة عامة، على صعيد تثقيفه بقيم الاختلاف والتعدد واحترام ثقافة وهوية الأخر في كل المجالات، وعن تزامن التوقيع على الملحق التعديلي للترتيبات الأخيرة لإنطلاق قناة تمازيغيت مع تخليد الذكرى الستين للإعلان العالمي عن حقوق الإنسان. "محمد الغيداني": التلفزة الأمازيغية أية انتظارات؟ لا يجادل أحد في كون الإعلام الأمازيغي المكتوب والمسموع حاول منذ عدة عقود التطرق والتعريف وإبراز خصوصيات الثقافة والحضارة الأمازيغية، وبالرغم من فصاحة وبلاغة ودقة تعبير الذين تناولوا هذه الخصوصيات فإنهم حسب رأيي لم يوفقوا في وصف وايصال غنى هذه الثقافة وعراقة الحضارة الأمازيغية لعموم القراء والمستمعين بالشكل الذي بإمكان التلفزيون القيام به في المجال اعتبارا لخصوصياته التي تجمع بين الصوت والصورة والحركة والألوان. فالأمازيغية كتراث وحضارة، لم تمثل في تاريخ التلفزيون المغربي إلا حيزا هامشيا جدا، وأن الوعي والإدراك بأهميتها كانت وما تزال قاصرة إلا في حدود دنيا أو في شكل فلتات من خلال برامج مناسباتية محتشمة وحيز زمني مخصص للأخبار بماله وما عليه، هذا الاهتمام غير محكوم بوثيرة انتظام ونسق وتخطيط، وأهم من ذلك كله بوجود الرؤية الشمولية حيث تكتسب الأمازيغية الموقع اللائق بها ضمن المجال البصري. فإنشاء قناة أمازيغية من شأنه تجسيد التنوع الثقافي والحضاري الذي يميز الهوية المغربية على مر العصور، تلفزة تستجيب لأحلام ومطامح وتطلعات الأمازيغ وتحقيق كل ذلك مرهون بوسائل الإنتاج وجودة البرامج ومستوى العنصر البشري الذي ستوكل له مهمة التسيير والانتاج، فمن خلال دفتر تحملات التلفزة الأمازيغية نلاحظ أنه يتضمن كل خصوصيات القنوات العامة والعمومية أي أن المشاهد سيجد فيها النشرات والمجلات الاخبارية والبرامج الاجتماعية والثقافية والوثائقية والدينية والفنية والرياضية ... اضافة لبرامج الحوار التي تجمع على مائدة واحدة فعاليات أمازيغية من مختلف التخصصات لمناقشة مواضيع ذات طبيعة سياسية واجتماعية واقتصادية. فمن هنا تظهر جسامة مهام هذه التلفزة في إبراز الإنتاج الفكري والفني الأمازيغي ونشره وتوزيعه وتفجير الطاقات الكامنة لدى مختلف شرائح المجتمع والإسهام في إعداد الرسالة الثقافية وإبلاغها، وتهذيب الذوق ودفع الجمهور إلى التفاعل مع الإنتاج الفكري والإبداع الفني والتفاعل مع المحيط الاجتماعي وتناقل التراث بين الأجيال وإثرائه ووصل الحاضر بالماضي، وذلك كله في ضوء ممارسة الديمقراطية والاعتراف بحق الفرد في الثقافة. فمرحبا بهذا المولود الجديد الذي من شأنه تشجيع المنافسة وفسح مجال أوسع للمشاهد لمتابعة الجيد من البرامج التي تخدم اللغة والثقافة والحضارة الأمازيغية فما تحقق لحد الآن مقارنة مع تاريخ وعراقة الحضارة الأمازيغية المتجدرة في تاريخ المغرب وما قدم عبر القناتين الأولى والثانية لا يعكس الغنى والتنوع الذي تتميز به الحضارة الأمازيغية. "عمر إذثنين": القناة يجب أن تستحدث صيغة إنتاج أفلام أمازيغية في البداية، أثمن مبادرة الحكومة بإقدامها أخيرا على توقيع عقد البرنامج من أجل مباشرة إجراءات خلق قناة "تمازيغت"، لأن الاهتمام بإدماج الأمازيغية في الإعلام السمعي البصري الوطني كان أحد المطالب المهمة للحركة الأمازيغية منذ ميثاق أكادير لسنة 1991، وبهذه المناسبة أهنئ مناضلي الحركة على هذا المكسب المهم لصالح الإعلام الأمازيغي، لكن لا يجب أن تنحصر مهمة الإدماج على إنشاء هذه القناة، بل يجب أن تلتزم الحكومة بإدماج الأمازيغية في باقي قنوات القطب العمومي، تحقيقا لمبدأ التعدد الثقافي الذي كان من البنود الأساسية في كافة دفاتر التحملات القنوات الوطنية، والذي لازال العمل به في هذه الناحية يراوح محله. ما أود أن أثيره بهذه المناسبة هو ضرورة حرص القييمين القناة، على بث برامج في مستوى المشاهد، تحترم عقله، وتخاطب فكره والقطع مع التناول الفلكلوري للثقافة والفن الأمازيغيين، كما هو حال تعامل القناتين الوطنيتين الأولى والثانية، اللتان تكرسان تلك النظرة الكراتبوسطالية عن الثقافة الأمازيغية، ثم خلق توازن بين مختلف الأجناس والأنواع الصحفية في شبكة برامجها، كما أن القناة يجب أن تكون مدعما قويا للإنتاج البصري الأمازيغي، الذي يشكل قطاعا مهما في الإنتاج البصري الوطني، وذلك بدعم إنتاج الأفلام الناطقة بالأمازيغية، والتعامل مع المتعهدين التقليديين للفيلم الأمازيغي، من خلال شراء الأفلام التي ينتجونها على طول السنة، والذي وصل عددهم إلى 27 شركة عاملة في قطاع الفيلم الأمازيغي، "تقاتل" من أجل استمرار المنتوج السمعي البصري الأمازيغي، بدون أي دعم لا من المركز السينمائي المغربي، ولا من القطب العمومي، هذه الشركات التي تنتج حوالي 20 فيلم في السنة، لدى يجب استحضارها في أي تعامل مع الإنتاج البصري الوطني الأمازيغي، بحكم خبرتها وتجربتها الطويلة. "حمد الشهلي": صحفي يإذاعة راديو بلوس أكادير بعد جدال كبير حول إدماج الأمازيغية في الفضاء الإعلامي، أعتقد شخصيا أن هذا الحدث سيعزز المشهد التلفزيوني وسيمنحنا نافذة إضافية في مسار الانفتاح الإعلامي وتوسيع هامش الحريات والتصالح مع الذات، بشكل يعيد معه الاعتبار للثفاقة الأمازيغية، خصوصا وأن جزءاً كبيراً من سكان المغرب يتكلمون اللغة الأمازيغية. "تجاني الفقير": فاعل جمعوي من بويزكارن أخيرا، وبعد طول انتظار تناهى إلى مسامعنا مؤخرا في وسائل الإعلام على اختلاف توجهاتها الرسمية منها والمستقلة، خبر مفاده أن مشروع إنشاء قطب إعلامي عمومي ناطق باللغة الأمازيغية أخرج من ثلاجة الحكومة المغربية ليتم التمديد في عمره 09 أشهر إضافية. بعدما قيل أن المشاورات بشأنه وإعداد العدة التقنية والمالية والبشرية قد أشرفت على نهايتها، ليفاجأ الجميع بقرار توقيع اتفاقية أخرى نأمل أن تكون النهائية في خضم مسلسل من التأجيلات المستمرة والعراقيل اللانهائية التي تضعها هذه الجهة أو تلك في طريق كل مشروع يحاول فك العزلة ورفع التهميش ولو نسبيا عن اللغة والثقافة الأمازيغيتين. المهم في الأمر أن مشروع إحداث القناة التلفزية الأمازيغية قد حدد موعد انطلاقه رسميا على بعد أشهر قليلة، وبذلك تكون الكرة قد وضعت في مرمى الحركة الأمازيغية التي يفترض في مكوناتها رص الصفوف، توحيد الجهود ونبذ الخلافات لجعل هذه البوابة الإعلامية الفريدة من نوعها محطة لطرح كل القضايا والاهتمامات التي تشغل بال المواطن المغربي من أصل أمازيغي ولا يجد لها صدى في كل المنابر الإعلامية الوطنية خاصة منها المرئية. ليس هذا فقط، بل المطلوب كذلك الضغط في اتجاه مساحة حرية أكبر للعاملين في القناة لعكس نبض الشارع الأمازيغي كما هو، وبعيدا عن أي رقابة من شأنها أن تجهض هذا المولود الإعلامي في مهده وتجعله مؤثثا للفضاء السمعي/ البصري المغربي ونسخة طبق الأصل لما هو جار به العمل في القنوات العمومية الأخرى الممولة من المال العام لما تعرفه من ميوعة، تكميم للأفواه و تحكم في الرقاب وحصار إعلامي على كل من يخالف الدولة وأجهزتها الرأي. نريدها قناة لكل المغاربة تنهل من الموروث الحضاري المغربي في شقه المتعلق باللغة والثقافة الأمازيغيتين لتقدمهما للعموم في صورة تليق بهما ولتمحو تلك الصورة النمطية/ الاختزالية لتراث الأمازيغ والتي يتم الترويج لها على نطاق واسع. ولعل ما ينبغي الإشارة إليه بهذا الصدد، أنه رغم إخراج التلفزة الأمازيغية إلى حيز الوجود، فان هذا الأمر لا يعفي بالضرورة باقي وسائل الإعلام المرئية الوطنية من تناول مختلف القضايا ذات الصلة بماضي وحاضر وكذا مستقبل الأمازيغ بالمغرب. "الحسن تكبدار": طالب باحث بالنسبة لانتظاراتي الشخصية من القناة الأمازيغية هي ما يلي: إعطاء أهمية قصوى للتراث الأمازيغي بمختلف أصنافه وفي مختلف جغرافية المغرب، يعني التراث الثقافي بشكل عام المادي منه وغير المادي الكتابي وغير الكتابي. أيضا برامج يحضرها أكاديميين وفاعلين جمعويين للحديث عن سبل الدفع بالقضية الأمازيغية بطريقة ترضي الجميع، أيضا إحداث برامج للتعريف بالنسيج الجمعوي الأمازيغي وكيفية اشتغاله وأهم معيقاته. بالنسبة للسينما يجب عرض الأفلام الأمازيغية والتي استطاعت أن تعطي صورة لما يعيشه المجتمع. القناة كذلك مدعوة الى عرض أفلام وثائقية عن المناطق الأمازيغية التي استطاع الأمازيغ العيش والتعايش في أبهى صور التنوع الثقافي واللغوي خاصة في الجنوب والوسط. في المجال الفني يجب التركيز على الفرق الأمازيغية الخالدة نموذج الحاج الدمسيري، إزنزارن، تبعمرانت بالنسبة لسوس وكذلك الشأن بالنسية للمناطق الأخرى. "أحمد أوتفراوت": فنان أمازيغي أولا أهنئ المغاربة على هذا المولود المنتظر والذي لطالما انتظرناه بفارغ الصبر. سأتحدث عن المجال الفني باعتباره المجال الذي يعنيني بالدرجة الأولى، وأعتقد أن القناة مدعوة إلى دعم المجال الفني بجميع ألوانه من خلال التعريف به و بالذين أعطوا له الكثير من جميع مناطق المغرب، كذلك من خلال تقديم سهرات أكاديمية فنية، كما أتمنى أن تعمل القناة على دعم الكليب الأمازيغي، لتفادي العشوائية التي يتخبط فيها في غياب جهات حاضنة. و في الأخير أهنئ كل المغاربة بدون استثناء وأتمنى أن تكون تجربة متنوعة.