لماذا لم تخرج القناة الأمازيغية إلى الوجود إلى حد الآن؟ هذا تساؤل يمكن طرحه على المسؤولين على القناة الأمازيغية سواء منهم الوزير المكلف بالإتصال خالد الناصري أو لفيصل العرايشي، الذين يرجعون سبب عدم إخراج القناة الأمازيغية إلى الوجود لحد الآن، لسبب مادي، ويتعذرون بعدم وجود برامج وعدم وجود لغة معيارية أمازيغية يمكن أن يعمل بها في هذه القناة. وأنا شخصيا كمسؤولة في اللجنة المشتركة بين وزارة الإتصال والمعهد الملكي، أعتقد أن التماس العذر بأسباب مادية هو مجرد أعذار واهية لأنه في دراستنا لمشروع القناة الأمازيغية أخذنا بعين الإعتبار جميع النقط التي يمكن أن تدفع بالقناة الأمازيغية إلى حيز الوجود، من الناحية المادية ومن الناحية الإيديولوجية وشبكة البرامج والساعات إلخ...والميزانية التي كنا قد فصلنا فيها وجدناها تحتاج إلى 15 مليار، وأضيف له مليار آخر فيما بعد. أما بالنسبة للتذرع بعدم وجود برامج أمازيغية فلا يمكن أن نتحدث عن ذلك قبل البدء في إطلاق القناة، لأنه من الأكيد أن شركات الإنتاج لن تنتج برامجا دون أن تضمن أنها ستذاع في القناة، وأؤكد أن هناك شركات إنتاج تقول إنها تتوفر على برامج أمازيغية جاهزة. والمنتج بطبيعة الحال لن ينتج أفلاما وبرامج يخسر فيها ماديا. والمعرقلون للقناة الأمازيغية لا يعرفون ما هي الأمازيغية أصلا، فأن يقولوا بأن عدم وجود لغة معيارية أمازيغية التي من أجلها يمكن أن تطلق القناة، يعد احتقارا لمشروعها، فكيف يطلب منا أن نخلق لغة معيارية من أجل إنشاء القناة وهذه اللغة لا يعرفها أصلا بقية الشعب، فاللغة المعيارية تدرس في المدارس فقط ولا علاقة لها بالقناة التي يجب أن تكون موجهة لكل أفراد المجتمع على اختلاف ثقافاتهم وطبقاتهم.وعندما نطالب بإدماج الأمازيغية في الإعلام فهذا يعني أننا نريد الإقتراب أكثر من تلك الفئة التي تتحدث الأمازيغية فقط ولا تعرف لا العربية ولا الفرنسية، ومعنى أن نقول بلغة معيارية في الإعلام فهذا يوقعنا في نفس المشكل مع الفئة التي نريد مخاطبتها من خلال الإعلام الأمازيغي.وهذه المسألة موجودة في الإعلام بالعربية أيضا فوسائل الإعلام العربية لا تخاطب المواطن باللغة الفصحى فقط وإنما تستعمل أيضا الدارجة لتقترب أكثر من المواطنين، إذن كيف نطالب الأمازيغية بلغة معيارية كشرط من أجل بث القناة في حين أن أغلب المغاربة والأمازيغ أنفسهم لا يتحدثونها؟.والسياسة الإعلامية ترتكز على القرب، وليس مخاطبة فئة بلغة لن تفهمها، ومشروع إطلاق القناة الأمازيغية يعني الوحدة بين كل فئات الشعب، ويعني أيضا ذلك تقريب ذلك الإختلاف في الألسن الذي يميز المجتمع المغربي.نحن في اللجنة المشتركة كنا نعمل على أساس تنظيم تداريب في القناة الأولى استعدادا للقناة الأمازيغية، لكن لم نجد هناك مكتبا أو إدارة خاصة بالأمازيغية.فعدم وجود إدارة أمازيغية وهياكل أمازيغية خاصة يجعل الحديث عن القناة الأمازيغية صعبا. في نظركم هل ستخرج القناة الأمازيغية إلى حيز الوجود في غضون 2009 كما وعد بذلك فيصل العرايشي، وهل تتوقعون ارتفاع نسبة مشاهدة القناة الأمازيغية مع العلم أنها ستخاطب فئة واحدة فقط وهي فئة الأمازيغ؟ شخصيا لم أعد أثق في الوعود، لأنني أعطيت وعودا قبلا على أساس أننا عملنا بجد إلى درجة أننا كنا نستعين بالساعات الليلية من أجل إخراج القناة الأمازيغية إلى حيز الوجود كما كان مرتقبا في 14 يناير ,2008 ولكن أكذوبة إخراج القناة الأمازيغية إلى حيز الوجود جعلتني أفقد الثقة في مسؤولينا ولا أومن أنها ستطلق حقا في .2009أعتقد أن سبب عدم إطلاق القناة الأامازيغية إلى حيز الوجود هو أن المسؤولين يعلمون جيدا القناة الأمازيغية ستعرف نسبة مشاهدة كبيرة جدا، وبشكل لا يتصور، لأنه بالشكل الذي أنجزنا به شبكة البرامج عرفوا أن نسبة المشاهدة سترتفع بشكل لا يتصور، وهذا جعلهم يتحفظون على إخراج القناة الأمازيغية إلى حيز الوجود. ما هو تقييمكم لعدد ساعات البث الحالية للبرامج الأمازيغية التي تبث سواء في القناة الثانية أو في القناة الأولى، وما تقييمكم للإعلام الأمازيغي ككل؟ الفكرة لن تتغير لأنه لم يتغير أي شيء بشكل إيجابي، فالبرامج أراها غير كافية، وبالطريقة التي نراها ليست في المستوى، وهذا ما أعتبره مشكلا عند شركات الإنتاج التي تطالب بأثمنة في المستوى من أجل أن تنتج برامج في المستوى أيضا.وأعتقد أنه إن أعطيت لشركات الإنتاج التي تنتج برامج أمازيغية الإمكانات اللازمة لرأينا تحسنا كبيرا في قيمة البرامج المذاعة. وكل ما هو مطلوب من القنوات الأخرى هو احترام دفاتر التحملات واتفاقيات الشراكة من أجل أن نرى برامج أمازيغية في مستوى أفضل وبحجم أكبر.ومن هذا المنطلق فدفاتر التحملات المستقبلية ستركز ليس فقط على ارتفاع نسبة بث البرامج الأمازيغية وإنما أيضا على توقيت البث، لأنه حتى لو كان هناك برنامج في المستوى، لا يعطى لها توقيت بث جيد. أمينة بن الشيخ-عضو اللجنة المشتركة بين وزارة الاتصال والمعهد الملكي للثقافة الامازيغية.