يبدو أن السلطات الاسبانية في سبتة و مليلية غير مرتاحة من جوارها المغربي، الذي ظل يهجمها بخضاره وفواكهه "المشبوهة"، بقاصريه، ومهاجريه، بخبزته الشهيرة، الاندماجي الغريزي في الحيوان يجعل هذا النوع من "الحريك" خطرا على الصحة العمومية المليلية وآخر صيحة في الباب يمثلها "داء الكلب"، فمدينة مليلية تعرف هذه الأيام حملة لتطعيم الحيوانات المنزلية المرافقة للإنسان ضد داء الكلب، و قالت جريدة "إلفارو" بأنه حتى اللحظة تم تطعيم أزيد من 2.800 حيوان أليف، أي حوالي 50 بالمائة من القطط و الكلاب وغيرها من الحيوانات التي تعمر البيوت المليلية. وقالت الجريدة بأن المصادر البيطرية أكدت لها بأن حملة التطعيم تسيير بشكل إيجابي، وذلك لأنه أقرت مجانية الخدمة، وأتيحت على مدار السنة، ومليلية هي المنطقة الوحيدة التي تستفيد من هذه التسهيلات بين الجهات والأقاليم الإسبانية، و هو ما يمكنها من التطعيم السنوي لحوالي 95 بالمائة من الكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات المرافقة للإنسان. وقد بررت الجريدة هذه التسهيلات التي تحظى بها مليلية بشكل استثنائي من بين باقي الجهات الاسبانية، بالجوار المغربي لهذه الأخيرة، ف "الوضعية الجغرافية الخاصة للمدينة تجعلها أكثر تعرضا لتسجيل حالات لداء الكلب من باقي المدن الاسبانية، لدخول الكثير من الحيوانات المصابة بالمرض من الحدود التي تفصلها عن المغرب". وهكذا تبين أن السلطات بمليلية منزعجة ليس فقط من الخبزة المغربية بل أيضا من "جعر" المغربي، وليس فقط من "الحراكة" الآدميين ، بل أيضا من "الحراكة" الحيوانيين، الذين ربما هم أخطر، لأن في حالة الآدميين يفعل الإقصاء الاجتماعي فعل التطعيم و يمنع من انتقال أي عدوى ثقافية كانت أم طبيعية، غير أن الحس الاندماجي الغريزي في الحيوان الذي لا يعترف بالطبقية، يجعل هذا النوع من "الحريك" خطرا على الصحة العمومية المليلية.