------------------------------------------------------------------------ حسين مجدوبي تعيش مدينة مليلية المحتلة نقاشا حادا حول مستقبل هذه المستعمرة في علاقاتها بالمغرب، حيث ترغب في الاستفادة من اتفاقية الشراكة الجديدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، لكن الرباط ترفض رفضا قاطعا نسج علاقات رسمية. والنقاش الدائر في مليلية حول علاقة هذه المستعمرة وكذلك سبتةالمحتلة بالمغرب مستقبلا هو نفسه الذي يشغل الدوائر العليا في العاصمة مدريد بحكم التطورات السياسية والاقتصادية المقبلة التي تجعل مستقبل المستعمرتين مظلما وتتجلى أساسا في تراجع التهريب بشكل تدريجي ودخول اتفاقية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في ظرف ثلاث سنوات. ويحاول الإسبان توظيف الوضع الجديد للمغرب أي الشريك المتقدم مع الاتحاد الأوروبي (تعرف بسياسة الجوار المتقدمة التي جرى التوقيع عليها في تشرين الاول/أكتوبر الماضي) في جعل سبتة ومليلية تستفيدان عبر تحويلهما ضمن المراكز المالية والإستثمارية والإدارية للمفوضية الأوروبية نحو المغرب. وحول النقطة الأخيرة يوجد اختلاف بين الحزب الشعبي المحافظ الحاكم في سبتة وبين رؤية الحزب الاشتراكي سواء في المدينتين أو على مستوى الحكومة المركزية برئاسة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو. وطرح الحزب الاشتراكي الإسباني في عدد من المناسبات وآخرها منذ أيام ضرورة التفكير في آليات الاستفادة من اتفاقية الشريك المتقدم أو الجوار بين المغرب والاتحاد الأوروبي. ومن ضمن الاقتراحات التي تقدم بها هذا الحزب تحويل سبتة ومليلية المحتلتين إلى منصة مالية واستثمارية للاتحاد الأوروبي نحو المغرب. ولعل أبرز تعبير يعبر عن رؤية الحزب الاشتراكي ما صرح به أحد مسؤوليه في مليلية وهو ألونسو دياث الذي قال جزء من مستقبل مليلية يمر عبر النظر إلى المغرب ، بمعنى خلق شراكة اقتصادية قوية مع المغرب في ظل تراجع التهريب. ورهان الاشتراكيين يرمي إلى الاستفادة من 200 مليون يورو التي وضعتها المفوضية الأوروبية لتطوير اتفاقية الشراكة وحسن الجوار مع المغرب. من جهته قال رئيس الحكم الذاتي في مليلية، خوان خوسي إمبرودا من الحزب الشعبي المحافظ مؤخرا هناك 200 مليون يورو للشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مدينة مليلية تقدمت بعدد من المشاريع المشتركة مرتبطة بالمغرب لكن الرباط رفضتها . وأضاف: في الماضي كانت هناك برامج تعاون تنموية أخرى من نوع ميدا وأنتريغ ولكن المغرب كان يرفض دائما التعاون مع مليلية . وفتحت حكومتا سبتة ومليلية المحتلتان حوارا مع الحكومة المركزية في مدريد لكي تقوم بمساع مع المغرب والاتحاد الأوروبي لإشراك المدينتين في البرامج المالية للاتحاد الأوروبي المتعلقة باتفاقية الشراكة وحسن الجوار. يذكر أن سبتة ومليلية توجدان شمال المغرب، وتطالب الرباط باستعادتهما من السيطرة الإسبانية. ويقوم اقتصاد المدينتين على التهريب نحو المغرب حيث يدخلهما صباح كل يوم قرابة 35 ألف مغربي لتهريب البضائع نحو باقي مدن المغرب.