تتطرح الساكنة الفقيرة وكذا المعدومة الموارد بجميع أقاليم الجهة الشرقية عامة وإقليم جرادة خاصة رفقة جميع القرى التي تتساقط بها الثلوج،زيادة على الساكنة الفقيرة كذلك بباقي جهات المملكة،أكثر من علامة استفهام، حول اهمال حكومة عباس الفاسي، لاتخاذ تدابير فعالة لمواجهة موجة البرد والصقيع الغير معهودة، والتي تجتاح مناطق واسعة من المغرب، مخلفة خسائر بشرية ومادية كبيرة. ومعلوم أن سكان القرى في الجبال يظلون ممنوعين من جمع الحطب، من الغابات المتواجدة بجوارهم، بل ويتعرضون لتوقيفات وغرامات من طرف حراس المياه والغابات... حتى وان لم يكونوا يستفيدون من حطب التدفئة المدعم. وأفادنا شهود عيان من مناطق إفران والنواحي أن درجات الحرارة انخفضت ليلة أول أمس إلى ما دون ال10 درجات تحت الصفر، و أن أهالي هذه المناطق، بالرغم من تعودهم على التعاطي مع الأحوال الجوية في هذه المناطق، فإنهم وجدوا صعوبة في تحمل قساوة البرد الذي لم يروا له نظيرا منذ أكثر من 20 عاما. وقفز حطب التدفئة من 600 درهم للطن في شتنبر الماضي، إلى 850 درهما حاليا، مع العلم أن تكاليف النقل والتقطيع تجعل ثمن التدفئة يتجاوز ال 1200 درهم، وهو المبلغ الذي لاتتحمله العديد من الأسر الفقيرة المتناثرة فوق المرتفعات الأطلسية. ولازالت مجموعات كبيرة من الأسر محرومة حتى هذه اللحظة من حطب التدفئة، لضعف إمكانياتها المادية. ولم يسلم الأطفال ورجال التعليم من المعاناة مع الصقيع، حيث مازالت الكثير من المدارس والأقسام بتلك المناطق تفتقد للتدفئة... ونفس الصورة تتكرر في المناطق الشرقية، حيث تعرف مدينة جرادة والنواحي تساقطات ثلجية دون انقطاع على مدى يومين (الاحد والاثنين)، ورغم أن هذه المدينة مشهورة بفحمها الحجري، فإن مادتها الحيوية هذه باتت مستعصية حتى على أهلها بعدما قفز ثمن كيس الفحم من 70 درهما قبل أسابيع إلى 100 درهم اليوم، وهو ما حرم منازل كثيرة بجرادة ونواحيها من دفء «الشاربون» ، بعدما نزلت درجة الحرارة إلى 5درجات تحت الصفر.