الفنانة الأميركية الإيرانية تجلب للكوميديا أكثر من مجرد الملابس المحافظة.. روح الفكاهة حتى بالحجاب. تقول حامي، وهي أميركية من أصل إيراني، "لقد جئت إلى الكوميديا من وجهة نظر ناشطة. كنت أعلم أنني يجب أن أكون خفيفة الظل ومضحكة وأتسم بالطرافة، وإلا فلن أعتبر فنانة كوميدية. ... ولكنني إذا تمكنت من جعل الناس ينظرون إلى المسلمين والشرق أوسطيين بشكل مختلف، فهذا بالتأكيد هدفي، أيضا". وقالت حامي إنها كانت تتميز بالطرافة وروح النكتة قبل أن تتحول إلى الكوميديا باعتبارها وسيلة لفتح العقول، لكنها لم تكن ترمي لأن تكون ممثلة كوميدية. كانت حامي في الخامسة من عمرها عندما انتقلت مع والديها من إيران إلى الولاياتالمتحدة، في عام 1978. ويطلق على والديها كليهما لقب "دكتور" والدها حصل على شهادة دكتوراة ووالدتها طبية أسنان. وتقول حامي إنهما كانا يتوقعان منها أن تحمل نفس اللقب، لعلها تصبح طبيبة. نشأت "كطفلة هادئة، وذكية" وقامت بواجبها على النحو المطلوب منها تقريبا: فبدلاً من التقدم بطلب للالتحاق بجامعة هارفارد، والتي قررت أنها كانت قريبة جدا من منزل والديها في لكسينغتون بولاية مساتشوستس، قررت الالتحاق بجامعة أخرى ضمن الجامعات المرموقة، وهي جامعة براون، ودرست المواد التي تدرس قبل التخصص في مجال الطبّ حتى تأكد لها بأنها لا تريد أن تصبح طبيبة. ثم عملت بعد التخرج من الجامعة لمدة سنتين كمساعدة قانونية ظنا منها بأن مهنة المحاماة ستكون التخصص التالي لها، ولكنها ما لبثت أن رفضت هذا المجال. وفكرت أن كلية التجارة ستشفي غليلها، فالتحقت بوظيفة في أحد بنوك الاستثمار حتى عدلت عن فكرة مزاولة مهنة في الأعمال التجارية. وتقول حامي إن زملائي في العمل دائماً كانوا يقولون لي ماذا تفعلين في وول ستريت؟ فأنت مضحكة جدا وتتمتعين بروح الفكاهة." ولكن ذلك لم يحدث حتى حصلت على درجتين علميتين في الدراسات العليا، إحداهما من نيويورك والأخرى من باريس، وجاءت نقطة التحوّل يوم 11 أيلول/سبتمبر 2001. كانت حامي قد عادت لتوها من باريس، وبدأ لها أن جميع الخبراء المختصين في دراسات الشرق الأوسط الذين كانت تجرى معهم مقابلات على شاشات التلفزيون حول الهجمات الإرهابية على الولاياتالمتحدة كانوا من الرجال البيض ومن أصول أوروبية. "وظللت أفكر، أين صوتنا؟" وتقول "كانت الرسالة المتداولة هي أن المرأة المسلمة لا صوت لها، ولا وجه لها، ومجهولة ومضطهدة، وكنت أريد أن أثبت بأن هذا ليس صحيحا." وتخيلت حامي دورا لممثلة كوميدية تنتحل فيه شخصية امرأة مسلمة محجبة تمر عبر نقطة أمنية في المطار. وقد أخذت إجازة لفصل دراسي من صف الدراسات العليا لتذهب إلى إيران وتقضي هذه الفترة للتعرف على أفراد عائلة والديها، وهكذا كانت ترتدي المعطف الطويل والحجاب اللذين كانتا ترتديهما هناك في إيران. لم تكن قد جربت حظها في أي نوع من أنواع الكوميديا من قبل. ولم يسبق لها وأن زارت أيا من نوادي الفن الكوميدي على الإطلاق. وكانت قلقة جدا بحيث أنها لم تستطع أن تنام طوال الليلة التي سبقت ظهورها لأول مرة، وكانت عصبية خلال ذلك اليوم إلى درجة أنها لم تقو على فعل شيء يذكر سوى قضاء الحاجة 30 مرة. ومع ذلك، ذهبت واعتلت خشبة المسرح وأدت دورها. وتقول "إنني استرجع ذكريات ذلك اليوم ولا أصدق أنني فعلت ذلك." ومن بين الفنانين الكوميديين الذين أدوا أدوارا كوميدية في تلك الليلة، كانت حامي الوحيدة التي توجه لها الدعوة للتمثيل الكوميدي فورا. وأوضحت حاتمي "كانت فكرتي منذ البداية أن أؤدي جزءا من الدور مرتدية الحجاب وجزءا منه من دونه. إذ إنني وددت أن أبين للجمهور أنني كنت الشخص نفسه بغض النظر عن الزي الذي أرتديه." لقد جعل الحجاب من حامي امرأة مميزة ولكنه لم يجعلها طريفة. ولكنها تعلمت الحرفة الكوميدية وأتقنتها. بدأت تفهم أيضا نوع الجمهور الذي سيكون أكثر تقبلا لروح النكتة والمرح لديها: الجمهور المنفتح والمفكر؛ وغالبا ما يكون في أحرام الجامعات؛ وليس بالضرورة إيرانيا أو مسلما. وتقول حامي لقد تجولت وأديت في 25 ولاية العديد منها بعيدا عن تواجد أبناء الجالية الأميركية الإيرانية. أذهب إلى الأماكن التي يطلب مني مسبقا المنظمون الذهاب إليها، إننا لم نر في حياتنا شخصا مسلما من قبل." وهي تعلم أنه حتى يفهم الناس نكتتها، فيجب أن يكونوا ملمين على الأقل بما يجري في العالم. وتقول "إن الناس يعرفون أكثر مما نعطيهم حقهم فيه." لقد تغيرت حياة حامي المهنية مع مرور السنين؛ حيث انتقلت إلى سان فرانسيسكو من منطقة بوسطن قبل ثلاثة سنوات. وتعكف الآن على تأليف كتاب، وهذا يتطلب الكثير من الانضباط الذاتي، ونظرا لأنه ليس هناك موعد نهائي للانتهاء منه، فإن العملية تسير ببطء. كما تود أن يكون لها برنامج تستضيفه وحدها "على أن يكون مضحكا ولكنه يخلو من القيود التي تفرض على الفن الكوميدي الذي يؤديه الفنان واقفا." وتقول حامي إن الجمهور قد تغير تغيرا كبيرا: إذ إن الخوف والجهل تجاه الإسلام وإيران والتي قالت إنها واجهتهما في البداية قد تبددا. وأضافت أن "المواقف قد تغيرت نحو الأفضل خلال السنوات السبع التي قمت فيها بالتمثيل الكوميدي والسفر في عموم البلاد، وأنا سعيدة للغاية لذلك." ومع ذلك، تقول إنها لم تفلح في إخراج نفسها من أي وظيفة. فهناك الكثير من الناس ممن هم في حاجة إلى أن يتعلموا قليلا ويضحكوا بصوت عال على نكاتها.(جفري سي بارون)