لا خيار للكدشيين الا مواصلة النضال : دفاعا عن المكتسبات وتحقيقا للمطالب وصونا لكرامة الاجراء وحماية للحركة النقابية المكافحة . تعد سنوات ما بعد تشكيل حكومة التناوب التوافقي الى يومنا هدا لحظة سياسية واجتماعيبة وتربوية قوية جديرة بالتحليل والنقاش بالنسبة لبلادنا ولاجرائها فهي ليست لحظة عادية في زمن وطني عاد لاسيما وان الحديث كل الحديث انحصر حول مسألة الانتقال الديمقراطي والعهد الجديد واعطاء الاولوية للتنمية البشرية والمسألة الاجتماعية ولاهي لحظة اجترار خطابات سئمها المغاربة وحتى من اصحابها والناطقين بها والتي أثبتت التجربة عدم مصداقيتها خطابات تحولت بقوة الممارسة المحكومة بالتزوير الى اديولوجيا هجينة عمقت ازمة الثقة في الانتخابات والمؤسسات التي تنتجها الامر الدي اساء للدموقراطية وللمغرب وعطل تاريخيا تقدمه ونموه . ضمن هذا الوضع المتردي وتعايش العديد معه سياسيا ونقايبا لاسيما لما يصبح التسابق نحو ايجاد موقع ضمن الاغلبية ضاربا عرض الحائط البرنامج والمشروع والمبادئ التي ظل يناضل من أجلها .تظل ال ك د ش منغرسة في عمق التربة الوطنية بكل تضاريسها مستحضرة لمحيطها المغاربي والمتوسطي والقومي والدولي وتعمل على جميع الواجهات النقابية منها والسياسية والجمعوية من أجل احداث القطيعة التاريخية مع كل ممارسات وعقليات الافساد وبناء مؤسسات قوية ذات مصداقية منشغلة بقضايا المجتمج وحاجاته وممتلكة للفكر المسلح بالواقعية والمبدع القادر على التفاعل القوي والذكي مع الاعصار العالمي فرغم اشكال التآمر والتضييق والدسائس التي حيكت ولا زالت تحاك ضد ال ك د ش وضد مناضلاتها ومناضليها ورموزها وشهدائها الابرار الشرفاء ورغم كل محاولات التضليل والتشكيك التي تحاول بها بعض الكائنات البشرية الفاشلة نشرها وزرعها في مناسبات متعددة وبتلاوين مختلفة وبالاخص اولئك الدين يقفون وراء الستار يغردون خارج السرب ويسبحون ضد التيار وهم أقلية يدفعون بالياتهم الصدئة المهترئة وتجييش مرتزقة فاشلة للتهجم على ك د ش لاغراض لا أفق لها متناسين أن خطاباتهم وحيلهم ومؤامراتهم مردود عليها ولن تنطلي على أحد ولن تجد لها أذانا صاغية ولا امتدادا حتى داخل معسكراتهم التي لا مصداقية لها . تضل ال ك د ش تحتل الصدارة وباستمرار في تمثيلية العمال سواء داخل اللجان الثنائية أو داخل مناديب العمال وتحضى باحترام كبير من طرف الجميع وهو تعبير موضوعي عن ارتباط الطبقة العاملة بمختلف فئاتها وقطاعاتها بالكنفدرالية الديموقراطية للشعل كمركزية عمالية وطنية ديموقراطية مستقلة صاحبة مشروع مجتمعي وهي بهذا الرصيد التاريخي والنضالي ومناضلين صداميين ملتزمين أوفياء للمبادئ والخط الكفاحي مصرة على الاستمرار في مواجهة كل التحديات التي تريد النيل من ال ك د ش والعودة بالمغرب الى الوراء وتكون مصرة ايضا على المضي في تحمل مسؤولياتها التاريخية من غير استسلام لمشيئة الاخر وغير ابهة بالمزايدات وسفسطة المقاهي والشوارع .ان ماوقع ويحدث اليوم من تغيرات رهيبة تمليها العولة المتوحشة واباطرتها من مصاصي الدماء محليا جهويا وطنيا دوليا . والوضع المقلق الذي يعيشه المغرب والصعوبات التي تواجهه يقتضي امتلاك وعي تاريخي وشعب له ذاكرة حية وواسعة يتعالى عن الجزئيات ويترفع عن كل الحسابات الضيقة ونكران الذات والممارسات الانتهازية التي عمت المشهد السياسي والنقابي والجمعوي في بلادنا . تعلمنا من اساتذتنا وزعمائنا في ك د ش وفي الاحزاب الديموقراطية و التقدمية ان المعارضة ليست من أجل المعارضة او النقد لان النقد لا يجب ان يتم من اجل النقد فقط لان النقد والانتقاد يبدأ من الدات مادا قدمت وماذا فعلت وماهو موقعك داخل المجتمع أولا فالمصداقية والثقة شيئان متلازمان ثم الفعل والمردودية هي التي تخول لصاحبها النقد والاحتجاج .بل نعارض ما يجب معارضته من أوضاع تتسم بالقهر والظلم والاقصاء وتضعف العباد والبلاد والكدشيون ينتقدون من أجل تجاوز هذه الاوضاع التي تراكم المشاكل وتهرب الى الامام فتعقد فرص الخلاص الجماعي وفي العمق ما يوجه المعارضة والاحتجاج والنقد عند ك د ش هو هاجس العدل ومعيار العقل فالديموقراطية التقدمية والاستقلالية شعار ك د ش يكاد يختزل في مطلبي العدل والعقل ولما كانت هذه هي مبادؤنا فنحن نرحب بأي جهد أو انجاز يسير في اتجاه اصلاح أحوال البلاد والعباد أي اشرك الموطينين في بناء انفسهم وبلادهم في عملية عطاء متبادل . لقد اتضح بشكل جلي ما نحن في حاجة اليه اليوم فبعد 54 سنة من الاستقلال نعود لنطالب بمواطنة حقيقية مواطنة لا نرضى فيها لمغربي أن يعيش تحت الشرط الانساني أي في عداد الحيوانات باعتبار الكرامة حقا له على وطنه مواطنة يعرف فيها العامل المأجور والمثقف مقدار حريته ويعرف فيها القاضي ضخامة مسؤولياته ويعرف فيها رجل السلطة حدود طول يده فحين تطول هذه اليد وتتضخم حتى تحجب ضوء الشمس يسقط الوطن في الظلام الدامس وتمتد الاعناق نحو الافاق ومن هنا اقول بان ال ك د ش سبق وان ادركت مبكرا أن لا محيد عن نقلة جديدة لتحقيق حق المواطنة عبر بناء دولة الحق والقانون تشريعا وتطبيقا حتى تطمئن نفوس المغاربة وينصرفوا للبناء ليس من حق أحد أن يستخف بالقرارات الجريئة والمواقف التي ما فتئت تتخذها ال ك د ش وليس من حق أحد أن يغض الطرف عن تراكم المشاكل الاجتماعية الاقتصادية للاجراء وكذلك ليس من حق الحاكمين ان يحتقروا الرأي العام وعليهم أن يكفوا عن الممارسة الاعلامية التي تجعل من وسائل الاعلام وعلى رأسها التلفزة مجرد جهاز مختص بترتيل الامداح الساسية والاقتصادية والاجتماعية وترديد خطابات الارتياح ف ك د ش همها المستقبل وكل من يهتم بالمستقبل يجب عليه ان يهتم بمن يصنعه وصانع المستقبل هم المناضلات والمناضلون الذين ظلوا صامدين يقظين معبئين من أجل التصدي للانحراف النقابي أولا ومن أجل الدفاع عن حقوق الاجراء ومن هنا كان على الحكومة ان تستخلص الخلاصات الضرورية من المسلسل النضالي لل ك د ش وان تباشر مع هده النقابة المكافحة الحوار السليم والمسؤول الذي من شأنه أن يفضي الى حل المشاكل المطروحة وبرمجة هدا الحل كمدخل لتنقية المناخ الاجتماعي وبناء نوع من الثقة يمهد لتفاوض حقيقي لتسوية الملف المطلبي للاجراء لان مغرب اليوم قد وصل الى مرحلة لم يعد مقبولا فيها ان يظل محكوما بنفس البنيات والعقليات والاليات التي هي مسؤولة عن ما يعيشه من تدهور على كافة المستويات في هذه اللحظة بالذات وبعد انتظارات طويلة لنتائج جلسات الحوار المغشوش وانفراد الحكومة باعلان ما ارادت ان تتصدق به على الاجراء واستضافة تلفزتنا المحروسة بعيون لا تنام للعديد من الوزراء والقادة السياسيين والبرلمانيين ليتحدثوا عبر حوارات مفبركة عن الاوضاع العامة للبلاد وعن المكاسب التي حققها العمال اذ في كل مرة نسمع في سياق الحوار ان الحكومة اجتمعت مع المركزيات النقابية ليصدر على اثرها بلاغات تقول كل شيء جميل وبعد الإعلان عن الإضراب العام والانسحاب من الغرفة الثانية وعدم المشاركة في تجديد انتخاب اعضاء مجلس المستشارين والانسحاب من جلسة 7/5/2010 يأتي انخراط مناضلات ومناضلي ال ك د ش في الاتحادات المحلية والمراكز العمالية عبر التراب الوطني في التعبئة والنقاش والتحليل الموضوعي والواقعي للقرار الحكيم الدي اتخده المكتب التنفيدي حين اعلانه عن تنظيم مسيرات ( والتي أجلت بطلب من وزارة الداخلية ) والذي هو دعم للمشروع العمالي الوطني الديمقراطي الرامي الى تحويل المغرب الى وطن يتسع لكل ابنائه وفضاء للحرية والكرامة وحقوق الانسان كحقه في الشغل والتطبيب والسكن والحق في التربية والتعليم وفي تكافؤ الفرص وأن يتقاسم جميع المغاربة خيرات وثروات بلادهم في ظل عدالة اجتماعية. فعلى امتداد العشرية الاخيرة عرفت وتيرة الحركات الاحتجاجية تزايدا ملحوظا بالعديد من المدن انتفضت بشكل جماعي احتجاجا على التهميش وغلاء الاسعار وغياب الشغل والحرمان من التمدرس وتخريب المدرسة العمومية كان روادها ومهندسوها مناظلو ال ك د ش من بوعرفة الصامدة الى صفرو الحرة من وجدة الى طاطا ثم سيدي افني وورزازات وزاكورة الى الداخلة ثم طنجة والعرائش وفاس ومكناس والبقية تأتي وكان قد سبق لصندوق النقد الدولي ان نبه الدولة المغربية الى احتمال انفجار الوضع الاجتماعي بسبب الوضع المزري الذي تعيشه ساكنة المغرب الذي تزداد سوءا خاصة وان عدد الفقراء يرتفع بشكل صاروخي والهوة بين الاغنياء والفقراء وبين المناطق المحظوظة والمهمشة تزداد اتساعا وادا كان الهدف من كل تنمية هو تحسين اوضاع المواطنات والمواطنين فان ما يجري في المغرب هو افقار الفقراء واغناء الاغنياء ودليلنا في الكدش هو الميزانيات السنوية المرصودة للاوضاع الاجتماعية مقابل توسيع الوعاء الضريبي والزيادة في سعر الماء والكهرباء وفي جميع العمليات البنكية وفي المواد الغدائية الاساسية كالدقيق والزيت والسكر والحليب وغيرها ورغم كل هذا يظل قلب الحكومات المتعاقبة على تسيير المغرب وحبها للاغنياء حكومات لا تفكر في الزيادة في الاجور ولا في التشغيل ولا في التمدرس ولا في التغطية الصحية وصمتها وتعنتها وتملصها من تنفيد الاتفاقيات لن يزيد الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية لغالبية الشعب المغربي الى تأزما سيعمق الفوارق الاجتماعية وسيكون لا محالة حطبا للاحتجاجات والاضرابات ومؤشراتها واضحة جلية لما تعيشه بعض المناطق من مسيرات الغضب ببوعرفة وطاطا وزاكورة عكس ما تريده الكدش بمواطنتها الصادقة ووطنيتها الحقيقية لهذه البلاد من ضمان للهدوء والاستقرار والسلام لا تريد شهداء كوميرة جدد ولا مقابر جماعية جديدة ولا محاكمات صورية لكن ما يظهر جليا للعموم وهو ان الحكومة الحالية وبمشروعها المالي الحالي توسع دائرة الفقر والفقراء وتتسبب في ارتفاع معدلات الجريمة والبغاء والتعاطي الى النشاطات المشبوهة من تهريب للسلع والبشر والمخدرات وتبييض الاموال فالمغاربة اليوم لم يعودو قادرين على سياسة اللا عدل في توزيع التروة والافلات من العقاب بالنسبة لناهبي المال العام ويرفضون تجميد الاجور والزيادة في الاسعار ويطالبون بالشغل والحق في التعلم والحكومة التي ترفض هذه المطالب مرفوضة هي بدورها واحزابها واغلبيتها. لقد قوبلت قرارات ال ك د ش باستحسان وتعاطف من لدن قطاعات واسعة من الرأي العام الوطني بل انها فجرت موجة من التفاؤل لدى الاجراء والمستضعفين الدين سئموا العمل النقابي البورصوي والمخزني بسبب ضبابية المواقف والافاق والشعور بنوع من الاحباط امام تعاظم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ومن جهة اخرى فالكدشيون واعون كل الوعي بان بعض الجهات قد قابلت وتقابل قرارات منظمتهم بسلبية معلنة وغير معلنة بل منهم من حاول ويحاول التقليل من قيمتها وذهبو الى نعتها بأوصاف أقل ما يقال عنها انها تفتقر للتحليل الموضوعي السليم فالكونفيديراليون سعداء مع ذلك بكل هذه الردود ايجابية كانت ام سلبية لانها تشهد على ان النقابة المكافحة قد أصابت الهدف في الصميم وان مثل هذه المبادرات كتب لها ان لا يتجاهلها احد .والكونفدرالية في معركة مستمرة ومتواصلة معركة تخفت شعلتها تارة وتستعر بقوة تارة اخرى حسب الظروف والأحوال ولكنها في كل الظروف والأحوال تعطي العربون تلو العربون على وطنيتها الصادقة المخلصة وتشبتها بمبادئها وبحقوق الطبقة العاملة المغربية . عاشت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل صوت الكادحين . وتحية نضالية لكل المناضلات والمناضلين عبر التراب الوطني. ذ.قدوري محمدين عضو الاتحاد المحلي ك.د.ش بوجدة