زار يوم الأربعاء الثاني من شهر أبريل الجاري أعضاء من مؤسسة بسمة للأعمال الخيرية الأستاذ عبد المجيد طعام في بيته لمؤازرته في محنته الصحية التي فرضت عليه تعطيل أنشطته التربوية التعليمية والصحفية منذ أكثر من سنتين. و قد وقعت هذه الالتفاتة موقعا حسنا في قلب ونفس الأستاذ عبد المجيد طعام في لحظة أصبح يعيش فيها شبه عزلة بعيدا عن مجال التعليم والصحافة، كما عبر عن شكره الكبير لمسؤولي مؤسسة بسمة للأعمال الخيرية الذين عبروا عن استعدادهم لتقديم الدعم المطلوب من أجل الأخذ بيد الأستاذ عبد المجيد طعام. معلوم أن الأستاذ عبد المجيد طعام يعد من أنشط رجال التعليم على المستوى الوطني، ترك بصمات بارزة على مستوى مؤسسة ثانوية إسلي التأهيلية بوجدة، كما أن إشعاعه التربوي والاجتماعي سطع على نيابة وجدة أنجاد، وخلف آثارا محمودة على مستوى أكاديمية الجهة الشرقية، حيث جعل من التربية البيئية مجالا أساسيا في نشاطه التربوي بتأسيسه لنادي إسلي للبيئة والمحيط المدرسي، وحلق مع التلاميذ في سناء الجوائز والتميز المحلي والوطني والدولي، ويكفي ثانوية إسلي فخرا أنها حازت على سبع جوائز، اثنتان منها دولية في مجال" الصحافيون الشباب من أجل البيئة"، كما اشتغل مع زميله فريد بوجيدة على مشروع التداريب الاجتماعية، وهو برنامج أنجز بشراكة بين أكاديمية الجهة الشرقية وهولندا، وحققا معا نتائج باهرة لقيت إعجاب المشرفين المغاربة والهولنديين، إلى جانب مهرجانات الربيع التي قعد لها الأستاذ عبد المجيد طعام، وسنتها وزارة التربية الوطنية في عهد الوزير الحبيب المالكي، إضافة إلى الملتقيات الشعرية التي استقطبت كبار شعراء الجهة الشرقية، وحفزت المتعلمين على صقل مواهبهم، وتربية ذوقهم الفني. استقطبت هذه الأنشطة اهتمام الإعلام المحلي والوطني المكتوب والسمعي البصري، إذ شارك التلاميذ في برنامجين بيئيي بثتهما القناة التلفزية الأولى من المذيعة سكينة بوعشرين، إضافة إلى برنامج إذاعي وطني، ومجموعة كثيرة من البرامج و اللقاءات الإذاعية المحلية بإذاعة وجدة الجهوية، ولقاءات تلفزية في القناة الثانية، وتقارير صحفية وطنية ومحلية. إنه جزء صغير مما أنجزه عبد المجيد طعام في مجال التربية والتعليم، كما له أياد بيضاء في مجال الصحافة، ساهم في تأسيس ثلاث جرائد محلية، ودعم الصحافة الإلكترونية بالجهة الشرقية حيث عمل على إنشاء غالبية الجرائد الإلكترونية بالجهة الشرقية. يعاني الأستاذ عبد المجيد طعام في صمت، أرقته الفحوصات المضادة، والشواهد الطبية المتكررة. قدم طلبا لإعفائه من القسم مصحوبا بملف طبي يؤكد ضعف بصره الناتج عن إصابته بمرض السكري، لم يجد طلبه أي التفاتة من المسؤولين على المستوى المحلي والمركزي، ومؤخرا قدم طلبا للاستفادة من التقاعد النسبي لعله يجد فيه راحة نفسية من تنكر المسؤولين المحليين لوضعيته الصحية؛ رغم ما أنجزه لصالح الثانوية والنيابة والأكاديمية. عزاؤه الوحيد يجده في بعض الأصدقاء، وفي بعض مؤسسات المجتمع المدني، وعلى رأسها مؤسسة بسمة للأعمال الخيرية بوجدة. في الأخير، كان لابد أن نعرف ارتسامات الأستاذ عبد المجيد طعام عن الالتفاتة، فكان رده كما يلي:" أولا، أشكر مؤسسة بسمة للأعمال الخيرية، وأتمنى لها الاستمرارية والدوام، وأشكر كل مكتبها المسير، ورئيسها، وأقول إن الخير مازال باقيا، وكل رجل تعليم في وضعيتي الصحية بحاجة إلى الدعم المعنوي، والاعتراف بجسامة الرسالة التي حملها وأداها بحب احتراما للواجب،