أصرّ الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي على تسجيل نقطة نظام قبل بدء مداخلته خلال ندوة حول قانون مالية 2014 أمس الخميس، مستغربا مما جاء في كلام المتدخلين الذين سبقوه، و هم ممثلو أحزاب من الأغلبية و المعارضة. و انتقد أقصبي في كلمته جميع المتدخلين، و هم كل من امحمد كرين عن حزب التقدم و الاشتراكية، و حسناء أبو زيد عن الاتحاد الاشتراكي، و خالد اسبيع عن حزب الاستقلال، قائلا "لما دُعيتُ لهذه الندوة بصفتي خبيرا اقتصاديا كنت أعتقد أن المداخلات ستتمحور حول الجوانب الاجتماعية و الاقتصادية لمشروع قانون المالية" مضيفا باستهجان "لكنني أُفاجأ بخطاب سياسي محض بعيد عن الموضوعية" ما دفع الحاضرين إلى التصفيق بحرارة على ما جاء في كلام المتحدث. أقصبي المعروف بانتمائه السياسي لحزب الاشتراكي الموحد المعارض، وجّه خطابه بشكل مباشر لمحمد اكرين القيادي في التقدم و الاشتركية، الذي انتقد في مداخلته إجراءات الحكومة محاولا الدفاع عن حزبه و اتهام الحكومة رغم كونه مشاركا في الائتلاف الحكومي، و قال له أقصبي "عليكم أن تتحملوا مسؤوليتكم و تكونوا صريحين و منسجمين مع أنفسكم و أن تتبنوا خطاب الحكومة لا خطاب المعارضة و إلا فماذا تفعلون داخل الحكومة؟". مضيفا أنه كان لزاما على الجهة المنظمة أن تستدعي ممثلا عن الحكومة كي يكون النقاش متوازنا، بما تقتضيه شروط الموضوعية و النزاهة. حسناء أبو زيد القيادية في حزب الاتحاد الاشتراكي لم تسلم هي الأخرى من انتقادات أقصبي و بدا التوتر واضحا عليها، عندما رد عليها بأن جميع الحكومات السابقة تتحمل المسؤولية على الوضعية الاقتصادية الراهنة بالمغرب، بما فيها حكومة اليوسفي، لأن المغرب يرتكز منذ القديم على نموذج اقتصادي رديئ. حسب ما جاء في كلام نجيب أقصبي و كانت أبو زيد قد أسهبت خلال مداخلتها في إبراز عجز الحكومة الحالية و نواقص قانون المالية 2014، دون أن تتطرق لبعض إيجابياته، و هو الأمر نفسه الذي وجد خالد اسبيع نفسه يواجهه، خصوصا و أن الحاضرين تفاعلوا بشكل كبير مع حديث أقصبي، ما تسبب في إحراج جميع المتدخلين. الندوة التي نظمتها الرابطة المغربية للشباب من أجل التنمية و الحداثة، بالمعهد العالي للإعلام و الاتصال، حول موضوع "أي دور لمشروع قانون المالية 2014 في تقوية الاقتصاد الوطني و دعم القدرة الشرائية؟"، غاب عنها ممثل حزب العدالة و التنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي، و علل المنظمون ذلك بعدم استجابة الحزب لدعوتهم، رغم أن الاتصالات لم تنقطع بينهم إلى غاية انطلاق الندوة.