تنويرا للرأي العام، سنحاول من خلال هذه الورقة التطرق بداية لجوانب من واقع الجمعية الخيرية الإسلامية بوجدة بمؤسساتها: دار الأطفال ، دار الفتاة ودار المسنين، والمعوقين عقليا. الجمعية الخيرية الإسلامية بوجدة ثمانية عقود من العمل الخيري تعتبر الجمعية الخيرية الإسلامية بوجدة من أقدم مؤسسات الفعل الخيري بالمغرب إذ تأسست في 18/05/1928. وقد تقلبت الجمعية في أطوار عديدة و حلت بأماكن متعددة لكن مع إطلالة سنة 2008، كانت الجمعية الخيرية الإسلامية بوجدة على موعد مع الرحيل الثالث ضمن سلسلة تنقلاتها الباحثة عن فضاءات تليق بمستوى النزلاء، فبعد حي أحراش وقيسارية الحبس وحي بوقنادل، استقر مقام الجمعية بسيدي يحيى بأحد أحياء النجد الفسيحة، حيث أنجز مقر جديد على مساحة تقدر ب 8000 مترمربع، بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن و قد خضع البناء إلى تصميم عصري أخاذ، أفرز معلمة غاية في الجمالية، و في روعة البناء أطلق عليها اسم المركب الاجتماعي “النجد". وقد تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتدشينه يوم 9 شتنبر 2008. و عملت الجمعية الخيرية وعلى مر سنتين من عملها في المجال الخيري الإحساني التكفل باليتامى والمهملين و العجزة و المعوقين عقليا، كما عملت على إدماجهم في الحياة الاجتماعية حتى مرحلة الاستقلال الشخصي ( إيواء وتغذية و لباس و علاج و تدريس الخ ....). كما لعبت المؤسسة دورا اجتماعيا و تربويا مهما لفئة عريضة من أبناء المجتمع، حيث تخرج من هذه المؤسسة أطر عديدة في مختلف المجالات. للتوضيح.. ودرءا لكل لبس لطالما سعت الجمعية الخيرية، تطويرا لمداخيلها المتوخى منها خدمة العمل الخيري وتحقيق الأهداف المرجوة منه إلى أن تحقق لنفسها موارد قارة ودائمة تكون كفيلة بتطوير خدماتها المقدمة لنزلاء مرافقها الاجتماعية، وجعلها دائما في أحسن وأكمل وجه. حتى لا يأتي يوم ينضب فيه معين الإعانات و المساعدات فيجد هؤلاء أنفسهم عرضة للضياع و التشرد ة الإهمال. و في هذا الصدد فقد أنشأت الجمعية ومنذ زمن طويل مرافق عديدة يغطي عائدها نفقات لتسيير المؤسسة التي يشتغل بها ثمانون (80) إطارا و مستخدما. و قد كان آخر هذه المبادرات اقتناء الجمعية الخيرية للملك المسمى “المدرسة الإسلامية للتعليم الصناعي" ذي الرسم العقاري عدد 8617/02، والذي جاء طبقا للقانون، حيث أن المركز الجهوي للاستثمار للجهة الشرقية كان قد أعلن عن طلب إبداء اهتمام وطني لإنجاز مشروع موقف للسيارات تحت أرضي بثلاث مستويات على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 20.700 متر مربع وبطاقة استيعابية تقدر ب 636 موقف للسيارات، وطابق أرضي هو عبارة عن موقف غير مغطى بقدرة استيعابية تقدر ب 198 موقف للسيارات، مقهى ومطعم وفضاء ألعاب الأطفال، حيث تم تحديد ثمن التفويت في 300 درهم للمتر المربع أي بقيمة إجمالية للعقار تقدر بمليون و تسعمائة و عشرة ألاف درهم (1.910.000،00 ) . أعلن عن طلب إبداء الاهتمام لإنجاز هذا المشروع من خلال ما نشره المركز الجهوي للاستثماربوجدة، و كان مفتوحا في وجه كل مقاول، بشكل فردي أو جماعي، في إطار مجموعة أو شخص ذاتي أو معنوي، يؤكد كفاءته المهنية والمادية، حيث تم وضع تاريخ الثلاثاء 16 ابريل 2013 كآخر أجل لقبول عروض المترشحين. وقد ترشح لإنجاز المشروع مرشحان اثنان فقط، وهما الجمعية الخيرية بوجدة، ومستثمر من الدارالبيضاء، فقررت لجنة موسعة درست طلبات إبداء اهتمام وطني بالمشروع المذكور اعتماد عرض الجمعية الخيرية الإسلامية بوجدة كأحسن عرض لكونه مشروعا عموميا لا يستفيد منه شخص معين. ونحن في الجمعية الخيرية الإسلامية بوجدة إذ ونحن نتواصل مع الرأي العام نريد التأكيد على ما يلي: -إن المشروع كان متاحا لكل من آنس في نفسه القدرة على إنجازه، غير أن أحدا لم يتقدم حينما كان باب تقديم العروض مفتوحا، لنفاجأ بمن يرى أن غير الجمعية الخيرية هو أولى به من المستثمرين أو الجماعة الحضرية لوجدة، و هذه هي المرة الأولى التي لا يشارك أحد في العروض، و يأسف على أنه لم يقع الاختيار عليه، مع الإشارة أيضا إلى أن ما تقوم به الجمعية من احتضان الفئات الفقيرة والمهمشة هو من اختصاص الجماعات المحلية في كثير من الدول المتقدمة. و قد كنا نود أن يكون الجميع عند مستوى المسؤولية فعلا . على أننا نشير إلى أن الأصل أن يكون العقار للجمعية الخيرية مجانا، لأن نزلاءها هم أبناء هذا الوطن، وليسوا دخلاء عليه وهم الذين يطالهم التهميش و الإقصاء بأجلى صوره، ولن يكون التنافس معهم مشرفا لأحد. -إن تكلفة المشروع لا تقتصر على مجرد شراء الأرض كما وقع التوهيم بذلك، و إنما تضاف له كلفة بناء المشروع و هي محددة في التصاميم بخمسة (05) ملايير سنتيم، يتبرع بها المحسنون من مالهم الخاص، و لهذا السبب فقد انصرف المستثمرون عن المشروع لأنه ليس مربحا بالمعايير التجارية، و إنما أقدم عليه المحسنون لأنهم يريدونه صدقة جارية وعملا باقيا يستقبلون به آخرتهم. -إن العقار الذي تم اقتناؤه هو مسجل بالمحافظة العقارية باسم الجمعية الخيرية الإسلامية بوجدة تحت رقم 8617/02 بشروط أهمها منع التفويت، منع الرهن، ومنع الكراء. -إن هذا المشروع ظل حلما لساكنة وجدة، لم يقدم على مثله أي مستثمر، وهو يمثل اضافة عمرانية و خدمة للمدينة، ولهذا فالجمعية الخيرية الإسلامية بوجدة تعلن استعدادها للتنازل عن هذا المشروع لكل من يريد إنجازه بشروطه الكاملة إن كان هو أولى به من الأيتام والفقراء والعجزة. -إن الجمعية الخيرية تتكفل حاليا بإيواء ما يزيد عن 500 شخص عبر مرافقها، وتوفر كل ظروف العيش الكريم، وتتحدى من يشككون في نواياها الإحسانية إن كانوا كلفوا انفسهم يوما ولو زيارة لتفقد أحوال هؤلاء، حتى لا نقول تقديم دعم مادي أو معنوي لفائدتهم. -إن الجمعية الخيرية ماضية في عملها الإحساني، حيث أنهت مشروع “رياض المسنين" وهو عبارة عن إقامة للمسنين ذات مستوى عال من الخدمات بما يكفل تكريم إنسانيتهم، وذلك بتكلفة مليارين(02) ومائتا 200 مليون سنتيم، وسيكون هذا المقر معلمة رائدة بالمغرب. -كما أن الجمعية بصدد بناء مستودع آخر، وسوق تجاري بالقرب من سوق مليلية بخمسة(05) ملايير سنتيم، والذي سيتم الانتهاء منه في حدود 15 شهرا. و نغتنم هذه الفرصة لنشكر كافة الداعمين للجمعية من المربين، ومن رجال التعليم. والجمعية الخيرية تأسف على قدرة البعض على إخفاء الحقيقة وإيهام الرأي العام، في الوقت الذي كان بالإمكان التثبت وعدم مجازات أخبار مغرضة تستهدف تعويق كل عمل إحساني أصبح سمة من سمات هذه المدينة وعنوانا مشرقا لها. فتحية إلى هؤلاء المحسنين الأفاضل، وإلى كل جنود الخفاء من عمال وأطر االجمعية الخيرية الإسلامية الساهرين على إنجاح هذه الرسالة المقدسة. حرربتاريخ 23 ماي 2013 الإمضاء الجمعية الخيرية الإسلامية بوجدة