يفيد التواصل في اللغة العربية الاقتران والاتصال والصلة والترابط والالتئام والجمع والإبلاغ والانتهاء والإعلام. أما في اللغة الأجنبية فكلمة communication تعني إقامة علاقة وتراسل وترابط وإرسال وتبادل وإخبار وإعلام. وهذا يعني أن هناك تشابها في الدلالة والمعنى بين مفهوم التواصل العربي والتواصل الغربي. وترأس محمد أبو ضمير مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية اليوم التكويني حول “التواصل من أجل التنمية" ومشروع “باجيسم" لدعم تسيير المؤسسات المدرسية بالمغرب المندرج ضمن التعاون المغربي-الكندي والهادف إلى تطوير المنظومة التدبيرية للمؤسسات التعليمية الوطنية، لإرساء ثقافة مشروع المؤسسة في المحيط التربوي،وفي كلمة ذ.أبو ضمير الترحيبية وتهنئة الحاضرين بالسنة الهجرية الجديدة،أظهر الأهمية القصوى التي أضحت الوزارة توليها لمكاتب الاتصال على المستوى الوطني،معتبرا أن رسالة الاتصال لم تعد منحسرة في الإخبار وتقديم المعلومة فقط،وإنما أصبح المكلف بالاتصال فاعلا رئيسا في بناء أي مشروع وتتبعه،وبالتالي إنجاحه،مشيدا بالشراكة التي تجمع بين كل من المغرب وكندا من جهة المغرب واليونسيف،متمنيا النجاح لهذا اليوم. ويذكر أن هذا اللقاء جاء تنفيذا للمراسلة الوزارية بتاريخ 26 شتنبر 2012 رقم:2404-2 في شأن يوم تكويني حول “التواصل من أجل التنمية" ومشروع “باجيسم"،حيث نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية تكوينا بمقر الأكاديمية،لفائدة المكلفين بالاتصال في نيابات الجهة الشرقية (الأساتذة يحي لكحل/وجدة انكاد وعبد القادر أورينح/ تاوريرت والزبير مهداوي/الناظور وعبد الكريم فرحي/فجيج وعبد النبي الغنامي/الدريوش في غياب المكلفين بالاتصال في نيابتي جرادة وبركان،وقد أطر اللقاء الأساتذة عبدالله بوعزاوي المنسق الجهوي لمشروع"باجيسم".وعبد القادر بداوي المكلف بالاتصال بالأكاديمية وعبد الكريم فاضيل من مكتب الاتصال بالأكاديمية المستفيد من تكوين نظمته منظمة اليونسيف بالرباط،وبحضور بيير بول ألير المستشار تقني لدى أكاديمية التربية والتكوين للجهة الشرقية. في بداية أشغال اليوم التكويني رحب ذ.عبد القادر بداوي باسم امدير الأكاديمية بالحضور وذكر بالإطار الذي يعقد فيه اليوم التكويني والغاية والأهداف المتوخاة منه،بعد ذلك تتابعت وقائع اللقاء التكويني بعرض ذ.عبدالله بوعزاوي المنسق الجهوي لمشروع "باجيسم" الذي قدم عرضا عرفه فيه من حيث الإطار الذي يندرج فيه،وأعطى لمحة تاريخية عن الدعم الكندي للمغرب مشروع “بروكاديم"ومشروع “باجيسم".من خلال إعداد برنامج تواصلي يواكب العمليات المرتبطة بالمشروع (فحوى ومكونات المشروع،مراحل تنزيل مشروع “باجيسم" مفهوم التواصل المرتبط بمشروع “باج".وبعد لمحة تاريخية عن انطلاق المشروع تم التعرف على مكونات “باجيسم".والمتمثلة في مكونات مشروع المؤسسسة،ومديرات ومديرو المؤسسات التعليمية،وانتقاء وتقويم مديرات ومديري المؤسسات التعليمية،والمساواة بين النساء والرجال،الدعم التقنيي.وأشار ذ.بوعزاوي إلى المحطات التي مر بها المشروع وطنيا وجهويا ومحليا،وذلك من خلال إرساء بنياته والمتمثلة في اللجنة الوطنية،اللجنة الجهوية،اللجنة الإقليمية،مجموعات الممارسات المهنية،والمواكبين.كما أوضح نقط أخرى مرتبطة بالمشروع تتمثل في منطلقات وأسس ومرجعيات وأهداف،ومكونات عامة وخاصة،والمجالات التي يشتغل عليها،والأهداف والنتائج المتوخاة منه،والمصاحبة والدعم المؤسساتي الجهوي. عرض ذ.عبد القادر بداوي المكلف بالاتصال بالأكاديمية،سلط الضوء في بدايته على بعض الجوانب التي تخص مشروع “باجيسم"،وأشار إلى التكوينات التي شارك فيها على الصعيد المركزي،وتناول في عرضه محاور إعداد برنامج تواصلي مرتبط بمحطات مشروع “باجيسم" ودور الاتصال فيه،مشيرا إلى تعليمات الوزارة في الموضوع خصوصا ما جاء على لسان الأستاذة فاطمة وهبي خلال لقاء أكتوبر المنصرم بالرباط كالتركيز على تنسيق المكلف بالاتصال مع منسق المشروع وكذا اللغات التي توظف في الاتصال.وتطرق للمقصود ببناء مشروع تواصلي ودوره التعريفي والتعبوي والتقويمي وعناصره وكيفية بنائه،واستعرض نماذج مختلفة لبناء مشاريع تواصلية،وتمارين لبناء مشاريع تواصلية.كما أشرف ذ.عبد القادر بداوي على ورشة مرتبطة بآليات تفعيل مخطط تواصلي على صعيد النيابات التابعة لأكاديمية الجهة الشرقية. ركز ذ.عبد الكريم فاضيل من مكتب الاتصال بالأكاديمية في بداية تدخله على مهمة مكاتب الاتصال بالأكاديمية والنيابات التعليمية،والإشعاع والمهنية التي تشتغل بها،ثم وضع العرض الذي سيقدمه في إطاره،ووقف عند مجهودات منظمة اليونيسيف في ميدان التربية والتكوين،خصوصا ما تعلق بالتكوينات التي يستفيد منها المنسقون الجهويون للمنظمة،والمستفيدون من برنامج “التواصل من أجل التنمية"،والمطالبون بتبليغ محتويات ومضامين تلك التكوينات إلى بقية المكلفين بالاتصال بنيابات الجهة،بعد ذلك تناول مضامين عرضه “التواصل من أجل التنمية" فاستعرض في البداية مفهوم التواصل انطلاقا من مرجعيات ومدارس متنوعة، السيكولوجية،الفلسفية،واللسانية والمعجمية،ليقف مطولا عند تعريف اليونيسيف “للتواصل من أجل التنمية"،وتعريف السلوك الانساني.لينتقل بعدها إلى عرض أهم النظريات المتعلقة بتغيير السلوك الإنساني على مستوى الفردي والجماعي،وعلى مستوى التعبئة الاجتماعية،ثم بلوغ درجة تبني التغيير الإيجابي والدفاع عنه.وأشار في معرض حديثه عن هذه النظريات إلى أن برنامج اليونسيف يستند على مبادئ حقوق الإنسان، وفي هذا السياق انطلق من قصة “ساني مايا" وهي قصة “نابالية" ذات بعد اجتماعي وسياسي، حيث تم من خلالها تحديد مسؤوليات الفاعلين الرئيسيين في بناء أي مشروع.وفي الأخير وفي إطار تقاسم المسؤوليات التمس الأستاذ فاضيل من الجميع ضرورة اختيار مشروع للاشتغال عليه،شريطة أن يكون قابلا للتحقق،وبعد تداول في الأمر تم التوافق على الاشتغال على موضوع “تعميم جمعيات الآباء والأمهات بالمؤسسات التعليمية بالجهة الشرقية". بعد انتهاء العروض تبادل الحضور أطراف الحديث وذلك في إطار تبادل الخبرات وتقاسم التجارب ومن أهم ما تقاسمه الحضور،المشاكل والعراقل التي تعترض المكلف بالاتصال في عملية التواصل الداخلية والخارجية وكيفية تجاوزها،والمشاركة في إنجاح المشاريع السابقة،وضرورة امتلاك المعرفة والمعلومة لبناء خطاب تواصلي،و الصعوبات المتوقعة وكيفية إنجاح مشروع،ومهام مكاتب الاتصال،والمهنية التي يجب أن يتحلى بها المكلف بالاتصال. بتصرف عن بلاغ مكتب الاتصال بالأكاديمية