أفارقة متورطون في السرقة والنصب والاحتيال حلوا بالمغرب من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى، إلا أنهم وجدوا أنفسهم متهمين بالسرقة والاتجار في الممنوعات وتهم أخرى أثقلت كاهلهم. إنهم أجانب نشرت أخبارهم وجرائمهم على صفحات الجرائد، بعد أن اضطروا إلى السرقة والنصب والاحتيال وتزوير العملة، وذلك باللجوء إلى حيل ماكرة وأخرى فاشلة، للحصول على ما يسد رمقهم ولضمان القوت اليومي، وفي الكثير من الأوقات جعلتهم من الأثرياء، لكن غالبا ما تنتهي مغامراتهم داخل مخافر الشرطة وردهات المحاكم وغياهب السجون. أفارقة أجانب، هربوا من جحيم الحروب وما تعيشه بلادهم، محاولين الوصول إلى نعيم «الجنة» الأوربية، لكنهم اصطدموا بالواقع المر، وبحاجز يصعب تجاوزه، يتعلق بالحملات التي تشنها السلطات المغربية ضدهم، لإفشال خططهم الهادفة إلى بلوغ الضفة الأخرى، فلم يبق أمامهم سوى استعمال تلك الحيل ووضع خطط «جهنمية»، والاتجار في الممنوعات إلى جانب السرقة، ليتعايشوا مع الوضع، وليستطيعوا المكوث في المغرب عوض الوصول إلى الضفة الأخرى. من بين تلك الجرائم التي وجدت طريقها إلى الصحافة المغربية، واحدة تتعلق بمواطنين يحملان الجنسية السنغالية، ضبطت بحوزتهما مبالغ مالية مزورة بعملة الدولار، اتهما بالنصب على عدد من المغاربة. جاء اعتقال المهتمين المنتميين إلى شبكة منظمة، بعد عملية رصد وتتبع لتحركاتهما، وبناء على معلومات توصلت بها مصالح الشرطة القضائية من إحدى الضحايا التي كانت رئيسة جمعية مدنية. فحسب المعلومات التي أدلت بها الضحية، اتصل بها الشخصان المتورطان، على هامش حفل ديني أقيم بمقر الزاوية التيجانية بمناسبة ذكرى وفاة مؤسس الزاوية، وأخبراها أنهما يتوفران على مبالغ مالية كبيرة يريدان منحها لرئيسة الجمعية في إطار دعم الأنشطة الدينية الموازية. وبعد اتصالات متعددة بالضحية، أطلعها المتهمان على صندوق خشبي يحتوي أوراقا نقدية سوداء، مؤكدين أنها عملة الدولار وتقدر قيمتها بحوالي 750 ألف دولار، ويحتاج إلى مادة «سحرية» تكلف مبلغ 670 ألف درهم، من أجل إعادتها إلى طبيعتها، الأمر الذي أثار شكوك الضحية، سيما أن المتهمين طالبا الضحية بإحضار المبلغ لشراء المادة، والاستفادة من محتويات الصندوق الخشبي. ورغم ذلك، حددت معهما موعدا، على أن تخبر الشرطة باستنتاجاتها، وبالتنسيق معها نصب لهما كمين، أسفر عن إلقاء القبض عليهما. وخلال التحريات، أكدت الضحية أن المتهمين، قاما بتجربة أمامها، إذ صبغا ورقة مالية تحولت بسرعة إلى ورقة حقيقية بعملة الدولار، إلا أنهما أخبراها أن الكمية المتوفرة لديهما غير كافية لصبغ كل الأوراق المالية، ولذلك يتطلب الأمر إحضار هذه المادة السحرية من خارج المغرب لمعالجتها، وهو ما أثار شكوك رئيسة الجمعية. غير بعيد عن مجال النصب والاحتيال، تعرض مقاول بتازة إلى عملية نصب في مبلغ 10 ملايين سنتيم، أبطالها مهاجرون يتحدرون من أحد بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، بعدما أوهموه أنهم من عائلات حاكمة ويتوفرون على مبالغ مالية كبيرة من الدولار الأمريكي «مسودة» لتسهيل إدخالها إلى المغرب، ويتطلب الأمر لإرجاعها إلى حالتها الطبيعية «محلولا سحريا» يحصلون عليه من إيطاليا. وبعد أن صدق المقاول حيلة الأفارقة، أكدوا له أنهم يعرفون شخصا وحيدا قادرا على جلب المحلول إلى المغرب بتكلفة 10 ملايين سنتيم، ووضعوه أمام الأمر الواقع بأنهم لا يتوفرون على المبلغ المذكور لأن كل العملة التي يحملونها معهم هي «مصبوغة». وللخروج من الورطة اقترحوا عليه البحث عن المبلغ مقابل أن يتركوا الحقيبة بمنزله ريثما يعودوا، وهو ما كان لهم، إذ قام المقاول بتوفير مبلغ 10 ملايين سنتيم وتركوا له الحقيبة، وبعد أيام من العملية، حاول الاتصال بالرقم الهاتفي الذي تركوه له، فوجده غير مشغل. بعيدا عن جرائم النصب والاحتيال، نجد أن مهاجرين أفارقة، دخلوا إلى عالم السرقة والاتجار في المخدرات الصلبة وغيرها من أبوابه الواسعة، إذ تكشف الكثير من التقارير الأمنية أن أفارقة أصبحوا يتزعمون شبكات للكوكايين، وآخرون يروجونها في الملاهي الليل، مقابل مبالغ مهمة، كما دخلوا إلى بوابة السرقة، إذ قامت المصالح أمنية للشرطة القضائية بوجدة، بنصب كمين لمهاجرين أفارقة، بعد أن تقدم أحد المواطنين بشكاية تفيد أنه تعرض لسرقة من طرف أفارقة من أصول نيجيرية قاموا بسرقة محتويات سيارته التي كانت مركونة بالشارع.