أحيل على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بخريبكة، صباح الأحد الماضي، إفريقيان بتهمة «تكوين عصابة إجرامية والنصب والاحتيال والتزوير واستعماله والإقامة غير الشرعية فوق التراب الوطني». وكانت عناصر الشرطة القضائية بخريبكة قد اعتقلت مهاجرين إفريقيين، مساء الخميس المنصرم، بعد شكاية من مواطن مغربي اتهم مهاجرين إفريقيين بالنصب وتزوير العملة، ليسقط المهاجران الإفريقيان أياما قليلة بعد سقوط مهاجر من دولة مالي بنفس الطريقة بقصبة تادلة بين يدي العدالة، وبنفس التهمة أيضا. وكان مهاجر مغربي بالديار الإيطالية، قد تقدم بشكاية حول تعرضه للنصب من طرف مهاجرين إفريقيين، من خلال توهيمه بأنهم يتوفرون على صندوق من الأوراق المالية من عملة «الأورو» مهربة من غينيا وتحتاج لإزالة صباغة موضوعة عليها بواسطة محلول سحري خاص. واتصل المتهمان بالضحية وطلبا منه مبلغا ماليا لشراء المحلول السحري فسلمهم 5 آلاف درهم، لكنهما اختفيا عن الأنظار قبل أن يشك الضحية في أمرهما ويتقدم بشكاية في الموضوع إلى السلطات المختصة في خريبكة. وساعد توفر الضحية على صور التقطها خفية للمتهمين بواسطة هاتفه النقال في الإيقاع بهما بعد الاتصال بهما وإيهامها بتسليمهما الدفعة الثانية من المبلغ المطلوب الذي يصل إجمالا إلى 20 مليون سنتيم، لكن التنسيق المسبق بين رجال الشرطة القضائية والضحية جعل المتهمين يسقطان بسهولة في الكمين الذي نصب لهما. وفي سياق متصل، كانت مصالح الشرطة القضائية بقصبة تادلة قد وضعت حدا لمهاجر من دولة مالي ينصب على المواطنين بنفس الطريقة، حيث تمت إحالة المهاجر المالي على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بعد استيلائه على 5000 درهم، وتم ضبطه ومعه تجهيزاته التي لم تكن سوى حقيبة جلدية وأوراق بيضاء خاصة تم قصها على مقاس أوراق مالية لعملة الأورو. وتمكن المهاجر المالي من إقناع مواطن من قصبة تادلة بإرسال مبلغ 5000 درهم إليه عبر البريد لشراء محلول سحري وسلمه بعض النماذج من عملة الأورو في انتظار تسلم 50 مليون سنتيم بعد شراء المحلول السحري المزعوم. وطرح سقوط المهاجرين الإفريقيين بخريبكة السؤال حول وجود شبكة من المهاجرين الأفارقة تستخدم نفس الوسيلة في النصب والاحتيال بنفس الطريقة، بل وبتقديم وعود بنفس المبالغ المالية للضحايا، في الوقت الذي أكدت مصادر مطلعة وجود شبكات دولية في تزوير العملة، وإيهام الضحايا بقدرة عناصرها على تحويل أوراق إلى أموال طائلة قبل أن يختفي المهاجرون ويغلقوا هواتفهم ويستسلم الضحايا لقدرهم.