بددت أشغال الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي، التي ترأسهاأول أمس الخميس بالعاصمة الأمريكيةواشنطن وزبر الشؤون الخارجية و التعاون الدكتور سعد الدين العثماني و كاتبة الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون سحابة الصيف الظرفية التي استبدت بالعلاقات الثنائية بين الحليفين الاستراتيجيين كما دشنت لصفحة جديدة من أوجه الشراكة الثنائية في جوانبها السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية. و أجمع أعضاء الو فد المشارك في الحوار على اعتبارأنه دشن مرحلة جديدة في مسلسل العلاقات بين البلدين ، قوامها تعزيز التشاور الدائم في أفق الرقي بالعلاقات الثنائية إلى أفضل المستويات. و جددت واشنطن دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء , و أكدت كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال افتتاح الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية التي جرت مساء أول أمس الخميس بمقر وزارة الخارجية الأمريكية أن سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الصحراء ثابتة لسنوات عديدة. موضحة أن خطة الحكم الذاتي المغربية تتسم بالجدية والواقعية وتتمتع بالمصداقية، وأنها تمثل نهجًا محتملا يمكن أن يلبي تطلعات شعب الصحراء في إدارة شؤونه الخاصة بسلام وكرامة. و أعلنت كلينتون استمرار إدارتها في دعم المفاوضات التي قامت بها الأممالمتحدة، و عبرت عن أملها أن يتمكن الطرفان من العمل والتوصل إلى حل . ونوهت رئيسة الديبلوماسية الأمريكية بقيادة جلالة الملك محمد السادس و أكدت أن بلادها "ترى في المغرب بلدا رائدا ونموذجا يحتذى به بالنظر للمنجزات المحققة في مجال الإصلاح". وأشادت في هذا السياق بالمملكة "لكونها عرفت كيف تستبق التغييرات" في إطار تعزيز مسارها الديمقراطي في الوقت الذي تعرف فيه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحولات عميقة. من جهته أبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد سعد الدين العثماني أن الحوار الاستراتيجي " يشكل محطة مهمة في علاقاتنا الثنائية ولبنة جديدة في صرح العلاقات المتميزة بين بلدينا تعكس إرادة جلالة الملك من جهة ، والرئيس باراك أوباما من جهة أخرى_ في الرقي بها نحو مزيد من التميز والتطور. و لم يفت العثماني الاشادة بالموقف "الواضح" المتمثل في دعم الولاياتالمتحدة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء ، الذي عبرت عنه مرات عديدة في الماضي_ وجددت التأكيد عليه اليوم من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية واصفة المبادرة بالجدية وذات مصداقية والواقعية. و كان حفل افتتاح دورة الحوار الاستراتيجي قد شهد توقيع مذكرة تفاهم بشأن الحوار الإستراتيجي بين البلدين تهم أربعة محاور سياسية واقتصادية وأمنية وتعليميةو ثقافية. و في هذا السياق أكد الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد يوسف العمراني أن الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة الذي عقد بواشنطن "يشكل لبنة جديدة في صرح الإنجازات التي حققها المغرب في علاقاته مع الولاياتالمتحدة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس". وأبرز السيد العمراني في الكلمة الختامية للدورة الأولى لهذا الحوار أنه "تم تحت قيادة صاحب الجلالة تفعيل سلسلة من الاتفاقات الهامة خلال السنوات العشر الأخيرة_ تبرز الاهتمام المتنامي والملموس بتعزيز العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدة"، مشيرا في هذا الصدد إلى اتفاقية التبادل الحر ، وتعيين المغرب حليفا رئيسا للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي وحساب تحدي الألفية. وقال إن هذا الحوار الاستراتيجي يأتي ل"يعزز العلاقات الجيدة القائمة بين البلدين_ تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما". وسجل أنه في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العديد من الاضطرابات ، اتفقت الولاياتالمتحدة والمغرب على ضرورة أن يشكل التزامهما المتعلق بمبادئ الحريات والعدل وحقوق الإنسان والحوار الثقافي والممارسات الديمقراطية فضلا عن احترام السيادة والوحدة الترابية_ الركائز الأساسية لأي بنية حكومية صاعدة". وقدم السيد العمراني في هذا السياق لمحة عن خلاصات لجان العمل الأربعة التي اهتمت بالمجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية والتربوية. فعلى المستوى السياسي والأمني أوضح أن المغرب والولاياتالمتحدة اتفقا على إيلاء الأولوية للنهوض بالممارسات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعزيز استقلالية المرأة على جميع المستويات ودعم دولة الحق والقانون_ وتكثيف الجهود لمكافحة التهديد الإرهابي المتنامي لتنظيم القاعدة بمنطقة الساحل والصحراء ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأبرز أن "الرباطوواشنطن يعملان بتوافق بشأن القضايا المطروحة على مجلس الأمن _ خصوصا الوضع في سوريا" مذكرا في هذا الصدد بأن المغرب سيحتضن الاجتماع المقبل لأصدقاء الشعب السوري. وبخصوص قضية الصحراء المغربية_ أكد الجانبان على الضرورة القصوى لتعاون وثيق لتسوية مستدامة لهذا الخلاف" مذكرا في هذا الصدد بكلمة كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في افتتاح هذا الحوار الاستراتيجي والتي جددت خلالها التأكيد على أن المخطط المغربي للحكم الذاتي مشروع جدي وذو مصداقية وواقعي. وأشار الوزير إلى أن السيدة كلينتون أكدت أن الولاياتالمتحدة ستواصل أن دعم الولاياتالمتحدة لهذا الحل لم يتغير وسيظل سياسة لإدارة أوباما "، مؤكدا أن "المغرب سيواصل العمل بحسن نية في إطار مسلسل الأممالمتحدة لإيجاد حل لهذه القضية". وأكد أن "الوضع المقلق بالساحل يضفي طابعا استعجاليا على هذا التوافق من أجل مواجهة انعدام الأمن المتنامي الذي يهدد المنطقة وتأمين مستقبل أفضل للشعوب المغاربية". وعلى الصعيد الاقتصادي اتفق الطرفان على إحداث لجنة خاصة تهتم بقضايا الأمن الغذائي وتنمية الطاقات المتجددة والمحروقات". وأضاف أن الطرفين اتفقا أيضا على دعم تعاون ملموس بين القطاعين الخاصين بالبلدين عبر مجموع التراب المغربي (..) وتنمية الاستثمارات والمبادلات التجارية. و يعد المغرب أول بلد عربي يتوفر على هذا الإطار المتقدم للحوار والتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وهو ما يمثل اعترافا بالدور الذي يحتله المغرب في الساحة الدولية ، وبالإصلاحات التي انخرطت فيها المملكة منذ عقد من الزمن سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي او الاجتماعي.