اضطرت سيدة إلى وضع مولودها الجديد، داخل سيارة لنقل البضائع “هوندا"صباح أول أمس الأحد 29 يوليوز بمدينة بوجدة . وتعود وقائع الحادث حسب ما أفادت به مصادر جد مطلعة ، حينما شعرت السيدة المذكورة، بآلام حادة على مستوى بطنها في إشارة قوية إلى كون ساعة المخاض قد دقت، فأعدت الأسرة العدة لاستقبال المولود الجديد في أحسن الظروف، فكانت الوجهة نحو مصلحة الولادة بمستشفى الفارابي، حيث غالبية نسوة وجدة والنواحي يضعن مواليدهن، مما يعني أن هذه المصلحة تعيش على إيقاع ضغط كبير، من جراء الأعداد الوافرة التي تتوافد وتتقاطر عليها بشكل يومي ومستمر، الأمر الذي لم يعد معه صدر هذه المصلحة ليتسع لكل هذه الأعداد الهائلة الواردة على هذا المرفق الحيوي، في ظل نقص حاد على مستوى التجهيزات الطبية والأطقم البشرية، وغيرها من المستلزمات الضرورية الأخرى لتقديم خدمات طبية نسبيا مقبولة. وفور دخول السيدة إلى مصلحة الولادة، وبعد فحصها من طرف الطاقم الطبي المشرف على هذا المرفق، تم إخبارها أن موعد وضعها لم يحن بعد ويمكنها أن تعود من حيث أتت، فكان لزاما على هذه السيدة أن تعود إلى بيتها لتستريح من العناء في انتظار وقت الوضع، وللهروب أيضا من لفحات شمس حارقة في أجواء رمضانية. وأمام أزمة النقل الحضري التي تعرفها المدينة وبالتحديد سيارات الأجرة الصغيرة، خصوصا في فصل الصيف، حيث فرضت هذه الظروف على أسرة السيدة الحامل الاستعانة بخدمات سيارة نقل البضائع “هوندا" وهي الوسيلة التي تصبح بمثابة بديل في ظل أزمة النقل. انطلقت السيارة في اتجاه العودة نحو المنزل، وما هي إلا لحظات حتى اشتد آلام المرأة من جديد وفاجأها المخاض داخل العربة ، لتنطلق عملية الوضع داخل مصلحة للتوليد متحركة، أمام اندهاش صاحب “الهوندا" الذي اضطر إلى العودة إلى مصلحة التوليد بمستشفى الفارابي من أجل إتمام عملية التوليد هناك وإنقاذ الأم ووليدها من مخاطر قد تنتج عن عملية الوضع التي انطلقت بدايتها في ظروف صعبة جدا، فما كان على الطاقم الطبي بالمصلحة التوليد إلا أن يعمل على إتمام عملية الوضع التي انطلقت في العربة، بعدما فند واقع الحال أقوال المصلحة ذاتها التي أرجأت بعد مدة قصيرة من الزمن عملية وضع السيدة إلى وقت لاحق. وفي سياق آخر، أفادت نفس المصادر أن الأم ووليدها يوجدان في حالة صحية جيدة داخل مصلحة التوليد بمستشفى الفارابي، حيث قضيا الليلة هناك تحت العناية الطبية المركزة ،لكون عملية الوضع انطلقت في ظروف صعبة ولا بد من مجهودات إضافية في مثل هذه الحالات من أجل إنقاذ الوضع. وليست هذه المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الحالات فالعديد من السيدات، وضعن مواليدهن داخل السيارات، أو أمام أبواب المستشفيات، وفي أماكن عمومية أيضا، ولعل الحالات التي تم تسجيلها في عدة مناطق من المغرب، والتي تطرقت لها وسائل الإعلام الوطنية لدليل على الوضع الكارثي الذي يعيش على إيقاعه قطاع الصحة العمومية، وبصفة خاصة على مستوى مصالح التوليد،ناهيك عن حالات أخرى حدثت وفي أوضاع كارثية أفظع، ولم تقع بين وسائل الإعلام فتقبر ولم تصل إلى الرأي العام من أجل معرفتها.