مقاهي و مطاعم ... خالية من الزبائن أزمة في النقل من و إلى مدينة العيونالشرقية أضحت مدينة العيونالشرقية شبه معزولة عن العالم،بعدما كانت إلى وقت قريب ممرا إجباريا لآلاف المواطنين الذين يعبرون المدينة في اتجاه مدن وجدة وجرادة وبركان،فمدينة العيونالشرقية ظلت إلى غاية سنة 2011 همزة وصل بين أكثر من خمسة مدن بالجهة الشرقية للمملكة،إلى أن جاء مشروع الطريق السيار وجدة–فاس،الذي حول حياة السكان إلى جحيم،خاصة التجار وأصحاب المحال التجارية حيث أصبح نقمة أثرت على مصدر رزقهم بعد الكساد الذي عرفته تجارتهم• اختفت الحركة المعهودة بالشارع الرئيسي لمدينة العيونالشرقية ( شارع بئر أنزران )، وأصبح أكثر المتضررين من هذا المشروع أصحاب المطاعم و المقاهي و المحال التجارية ... ، فأصبحوا يحنون للطريق الوطنية رقم 6 التي تربط مدن الجهة الشرقية بالمدن المغربية الداخلية والتي اشتهرت بحيويتها باعتبارها معبرا رئيسيا يشهد يوميا مرور ألاف المسافرين. مقاهي و مطاعم ... خالية من الزبائن افتتاح الطريق السيار وجدة – فاس الذي يمر شمال مدينة العيونالشرقية بحوالي خمسة كيلومترات قذف بها إلى دائرة العزلة ، هكذا شخص محمد ( نادل بمقهى وسط الشارع الرئيسي ) الأمر ، مؤكدا أن المدينة كانت تستقبل يوميا المئات من السيارات و الحافلات و معهم عدد كبير من المسافرين الذين كانوا يتوقفون بالمدينة لقضاء حاجياتهم ، حيث نشأت علاقة حميمية بين مستعملي الطريق الوطنية رقم 6 وأصحاب المقاهي و المطاعم و المحال التجارية الذين اعتادوا على زبائنهم طيلة السنوات الماضية، وإذا كانت القاعدة عند التجار تقول بأن الزبون هو الملك، فعند هؤلاء المسافر هو الملك، لأنه يكاد يكون مصدر رزقهم الوحيد... ، المشكل الآن يكمن في أن الكساد خيم على المدينة و الرواج التجاري انخفض بشكل ملحوظ ، لأن الطريق السيار دخل حيز التشغيل حتى محلات الميكانيك و كهرباء السيارات ومصلحو العجلات تضرروا هذه الوضعية لا تعني أصحاب المقاهي و المحلات التجارية فقط ، بل مست كذلك شريحة مهمة من الشباب كأصحاب ورشات الميكانيك وكهرباء السيارات وتصليح العجلات وحتى أصحاب الأكشاك، فكل هؤلاء تأثر مدخولهم اليومي و منهم من دخل في عطلة غير مدفوعة الأجر، فرضها عليهم الطريق السيار وجدة – فاس الذي ألحق بهم الضرر رغم أن فائدته شملت فئة أخرى من المقاولين و الشركات و أصحاب الشاحنات ... ، فالعشرات من المسافرين كانوا يقصدون مدينة العيونالشرقية لتصليح الأعطاب التي تلحق بعرباتهم ، أو لشراء قطع الغيار من المحلات المنتشرة وسط الشارع الرئيسي. أزمة في النقل من و إلى مدينة العيونالشرقية عشرات الحافلات التي كانت تقل المسافرين من و إلى مدينة العيونالشرقية لم تعد تمر من المدينة مفضلة الطريق السيار على الطريق الوطنية رقم 6 ّ، و هو ما جعل أزمة النقل تتفاقم ، فحتى المدن القريبة مثل وجدة و تاوريرت أصبح لزاما على أبناء المدينة الانتظار طويلا بجانب الطريق حتى يجدوا وسيلة للنقل تقلهم إلى هذه المدن بعد أن كان الأمر سهلا قبل افتتاح الطريق السيار ، خصوصا و أن سيارات الأجرة الكبيرة المرخص لها بنقل المسافرين انطلاقا من المدينة تعد على رؤوس الأصابع و لم تعد كافية بالنظر للنمو الديموغرافي الذي شهدته المدينة ، بالإضافة لذلك فإن عددا من الحافلات التي تشتغل على خط ( وجدة – الدارالبيضاء أو وجدة – الرباط ...) لا تتوقف بمدينة العيونالشرقية و على أبناء المدينة المسافرين عبر هذه الحافلات أن يتوقفوا بمدينة تاوريرت أو مدينة وجدة و منها ينتقلون عبر حافلات أخرى أو طاكسيات إلى مدينة العيونالشرقية ، إنها بكل بساطة ( الحكرة و التهميش ) كما جاء على لسان عدد من المواطنين الساخطين على هذا الوضع البحث عن البدائل من الضروريات يأمل الكثير من مواطني وسكان مدينة العيونالشرقية ، أن تبذل السلطات المحلية و معها المجالس المنتخبة كل ما في وسعهما لإخراج المدينة من العزلة التي تعيشها ، و ذلك بخلق مناطق صناعية من شأنها امتصاص الأعداد الكبيرة من أبناء المدينة الذين لا يجدون عملا أو بتشجيع استثمارات أفراد الجالية المغربية بالخارج من أجل إنجاز مشاريع تنموية بالمدينة ، فكم من مشروع كان سيرى النور بمدينة العيونالشرقية إلا أن جشع بعض المسؤولين و المنتخبين دفع بأصحاب هذه المشاريع للانتقال لمدن أخرى مجاورة ، فعدا مصنع الاسمنت هولسيم و بعض المشاريع الصناعية الصغيرة ( معمل الزيتون ، معمل الأجور ) ، فإن المنطقة فقيرة ولا تملك معامل أخرى رغم الإمكانيات الطبيعية و السياحية التي تتوفر عليها. شبكة العيون 24 الإخبارية زكرياء ناجي / نور الدين ميموني