دفنت الأم ابنها في التراب،تنتظر وتترقب أن يتم القبض على قاتل فلذة كبدها ،وصارت حياتها جحيما حقيقيا مادام الفاعل حرا طليقا،قررت الأم المكلومة أن تقوم بعمل الشرطة من أجل توقيف الجاني،فلم يهدأ بالها وظلت تبحث بنفسها عن قاتلا ابنها في كل مكان إلى وجدته في مدينة فاس فأخبرت الشرطة ودلتهم على مكان وجوده ليلقي عليه القبض. رزئت في ابنها الوحيد الذي طالته أيادي الغدر،أهدرت وسفكت دماؤه غادرها إلى الأبد لما لا وهي كانت تنظر زواجه لترى أحفادها يلهون ويلعبون أمامها يداعبونها يقلقون راحتها بشغب طفولي، هكذا إذن هن الأمهات،بكت وانتحبت حتى جفت دموعها وظلت نيران الفراق تلتهب قلبها في فقدان فلذة كبدها الذي تعرض لطعنات غادرة في إحدى ليالي رمضان الماضي،حينما أقدم أحد الشبان من توجيه طعنات قاتلة لابنها على إثر شجار بسيط بينهما دفع بالغادر استلال سكين من جيبه ويوجه لها طعنات قاتلة على مستوى البطن كانت كافية لترديه قتيلا على الفور،حل رجال الأمن إلى عين المكان وفتحوا تحقيقا في النازلة وقاموا بحملات تمشيطية واسعة النطاق في المدينة ومحيطها لعلهم يجدون سبيلا لتوقيف الجاني وإحالته على العدالة لينال عقابه،لكن دون جدوى لكون القاتل لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة واكتفى الأمن حينها بإصدار مذكرة بحث في حق الهارب كما جرت العادة في مثل هذه الأمور. دفنت الأم ابنها في التراب ولبست ثوب الحداد،ودخلت في دوامة من الحزن والأسى على فراق ابنها وظلت صورته لا تفارقها في يقظتها ونومها الذي هاجر جفونها التي تورمت وانتفخت بسبب دموع حارقة،تنتظر وتترقب أن يتم القبض على قاتل أملها الذي حول حياتها إلى كابوس مزعج أقلق مضجعها وصارت حياتها جحيما حقيقيا ما دام الفاعل حرا طليقا. فقررت الأم المكلومة أن تقوم بعمل الشرطة من أجل توقيف الجاني ،فلم يهدأ بالها وظلت تبحث بنفسها عن قاتل ابنها في كل مكان ،فتحت تحقيقاتها الخاصة وباشرت تحرياتها شرعت في جمع المعطيات الكافية عن الجاني تسأل وتبحث عنه في كل مكان تنتقل بين قرى ومدن المملكة ،حريصة كل الحرص على أن ينال قاتل ابنها جزاءه،أقسمت أن لا تتخلى عن قاتل أملها غدرا،ظلت على هذا الحال لمدة قاربت 10 أشهر تبحث ثم تبحث دون كلل وملل إيمانا منها بالمثل القائل "ما ضاع حق من ورائه طالب"وبعد عناء كبير وبحث مضن ،استطاعت الأم أن تصل في النهاية لهدفها المنشود ووجدت السبيل للوصول إلى قاتل ابنها الذي توارى عن الأنظار مجرد ما سفك دماء ابنها،وجدته في مدينة فاس يقطن هناك غير عابئ بما فعل من جرم،ترصدته وراقبته بخطوات حثيثة بطريقة "بوليسية" محكمة خوفا من أن يفلت من يدها وتتبخر كل آمالها،أخبرت رجال الشرطة بفاس ودلتهم على مكان تواجده ،انتقل الأمن إلى عين المكان وألقى عليه القبض وتمت إحالته على الضابطة القضائية لولاية أمن وجدة،من أجل تعميق البحث معه بخصوص التهم الموجهة له حيث لم يجد الشخص الموقوف بدا بالاعتراف بالمنسوب إليه ليتم إحالته على العدالة نهاية هذا الأسبوع لتقول كلمتها في النازلة. لتعم السكينة والطمأنينة إلى قلب الأم المكلومة التي لم تسمح أبدا أن يهدر ويسفك دم ابنها سدى دون أن ينال الجاني جزاءه وعقابه.