اقرأ هذا التقرير الخطير قبل أن تنتشر أسرارك على «فيسبوك»، يوم الخميس 15 مارس 2012م كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن خطة استخباراتية أمريكية تسمى «الدمية»، تسمح لها بالتجسس على المواقع الاجتماعية التي يرتادها الشباب العرب والمسلمين بكثرة خصوصاً «فيسبوك» و«تويتر» على الإنترنت، والتلاعب بهذه المواقع عن طريق استخدام عملاء المخابرات الأمريكية لأسماء «شخصيات وهمية» للتأثير على المحادثات الإلكترونية، ونشر الدعاية المؤيدة للولايات المتحدة، ومحاربة التيارات الإسلامية التي تسميها المخابرات «الجهاديين» و«القاعديين». وتزامن هذا مع كشف مصادر لموقع «سي إن إن»، أن الاستخبارات الأمريكية «سي آي إيه» تراقب يومياً أكثر من 5 ملايين تدوينة قصيرة يومياً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في جميع الدول، ومن بين أكبر الدول المراقَبة هي مصر، حيث يوجد مركز خاص يقوم بأعمال المراقبة اليومية وعمل تقرير يومي بالتفاصيل وعرضها على الرئيس الأمريكي «باراك أوباما». التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية «الجارديان» يؤكد أن القيادة المركزية للجيش الأمريكي، التي تشرف على العمليات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، تعاقدت بالفعل مع شركة «كاليفورنيا» من أجل تطوير برنامج يسمح للمسؤول الواحد من المخابرات الأمريكية أن ينتحل 10 هويات إلكترونية مختلفة، وأن هناك برامج و«سيرفرات» خاصة لعدم كشف تلك الشخصيات الوهمية، وإظهارها على أنها شخصيات حقيقية تتناقش على «فيسبوك» و«تويتر»، وتنتمي أيضاً لمصر والعالم العربي؛ ما يعني أن ينشر هؤلاء الأشخاص الوهميون من المخابرات الأمريكية أخباراً ومعلومات كاذبة تصب في صالح أهداف أمريكية بعينها! وعندما سألتُ الصحيفة، قالت: القيادة المركزية الأمريكية لم تنف، وقالت: إنها لا تستهدف بهذا البرنامج أياً من المواقع الموجودة في أمريكا باللغة الإنجليزية أو أي لغة أخرى على شبكة الإنترنت، ولا تستهدف «الفيسبوك» أو «تويتر» في أمريكا؛ ما يعني أن التركيز هو على العالم العربي والإسلامي، وهذا هو هدف البرنامج! ولذلك قال المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي القائد «بيل سبيكس» للصحيفة البريطانية: إن «هذه العملية ستساعد على مكافحة التطرف والدعاية المعادية خارج الولاياتالمتحدة، حيث إنها ستكون موجهة باللغات العربية والفارسية والأردية والباشتو». قاعدة «ماكديل» المعلومات التي نشرت كشفت عن أن قاعدة «ماكديل» للقوات الجوية بالقرب من تامبا بولاية فلوريدا، مقر قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، هي مركز تلك الوحدة الاستخباراتية المعلوماتية، وفقاً لما جاء في نص العقد بين الجيش الأمريكي وشركة «كاليفورنيا»، وقالت الصحيفة: إن عملية «الدمية» قد تكون جزءاً من عملية يطلق عليها(OEV)، وهي التي استخدمت في حرب غزو العراق 2003م، حيث اعتمدت على شن حرب نفسية ضد أنصار «تنظيم القاعدة» والجهاديين في باكستان وأفغانستان والشرق الأوسط على شبكة الإنترنت. وسبق في نوفمبر 2011م أن أشارت وكالة الأنباء «أسوشيتد برس» (AP) الأمريكية إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية(CIA) أنشأت منذ أشهر قطاعاً جديداً في مبنى صناعي في ولاية فيرجينيا، يتمركز به مجموعة من الخبراء أطلق عليهم «أصحاب المكاتب الانتقاميون»، ويقوم هذا الفريق بمراقبة شبكة facebook وTwitter وجمع المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، وغرف الدردشة، وكل شيء يتوصل إلية الأشخاص علناً، ورصد أي معلومة تنطلق من هذه المواقع ومقارنتها مع الأخبار الصادرة من الصحف ووكالات الأنباء والنشرات الإخبارية، وحتى التنصت على المكالمات الهاتفية، ويتميز هذا الفريق بأنه يهتم بجميع المعلومات وبجميع لغات العالم، ويقدِّم تقريراً استخباراتياً بشكل يومي ل«البيت الأبيض». تفاصيل خطة التجسس أيضاً سبق أن كشف عدد من الصحف البريطانية، وفي مقدمتها «جارديان»، و«تيلي جراف»، عن هذه الخطة الاستخباراتية الأمريكية «الدمية»، ولكن دون تفاصيل كثيرة، وتبين لاحقاً أن هذه الخطة تسمح لهم بالتلاعب بمواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك»، و«تويتر» على الإنترنت، عن طريق استخدام شخصيات وهمية للتأثير على المحادثات الإلكترونية، ونشر الدعاية المؤيدة للولايات المتحدة، أو اصطناع هويات مزيّفة يتسلل عن طريقها مسؤولو الاستخبارات الأمريكية إلى المستخدمين من الذين يُشتبه في كونهم «إرهابيين» أو «متشددين» من وجهة النظر الأمريكية! وتشير التقارير التي نشرتها الصحيفة البريطانية إلى أن البرنامج الذي طوّرته شركة «إن تريبيد» في سان دييجو، بلغت تكلفته 2.7 مليون دولار، ويسمح لأي مستخدم في الجيش بالقيام بتسجيل حسابات بهويات متعددة على الإنترنت، والانخراط في محادثات واتصالات إلكترونية مع المشتبه فيهم. وأن هذا البرنامج الذي تعاقدت القيادة المركزية للجيش الأمريكي مع شركة كاليفورنيا على تطويره يسمح للشخص الواحد من جهاز الاستخبارات الأمريكي أن ينتحل 10 هويات إلكترونية مختلفة؛ مع حمايتهم وضمان عدم اكتشاف حقيقتهم. وتأتي هذه المراقبة استجابة لتوصيات لجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر 2001م التي أسندت لوكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) مهمة جمع المعلومات من كل أنحاء العالم لمكافحة الإرهاب وتجارة السلاح في العالم. «أسانج» يؤكد التجسس وقد أكد «جوليان أسانج»، مؤسس موقع «ويكيليكس»، في حوار مع قناة «روسيا» الشهر الماضي فبراير 2012م أن موقع «فيسبوك» يعتبر أكثر أدوات التجسس التي ابتكرها الإنسان رعباً في تاريخ البشرية، وأكد أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية يمكنها الحصول على معلومات عن أي مستخدم لمواقع الإنترنت الكبيرة في أيّ وقت تريده. وأكد «أسانج» أن موقع «فيسبوك» يعتبر أكبر قاعدة بيانات خاصة بالبشر حول العالم، بما يحتويه من بيانات عنهم وعن أقاربهم وعلاقاتهم وأعمالهم وعناوينهم، والكثير من البيانات الأخرى، وأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يمكنها الاطلاع عليها والاستفادة منها على النحو الذي تراه مناسباً. ولم تقتصر تنبيهات «أسانج» على موقع «فيسبوك»، بل امتدت إلى مواقع أخرى كبرى في عالم التكنولوجيا، كمحركي البحث «جوجل» و«ياهو»، بل وجميع الشركات الكبرى الأمريكية، حيث اعتبرها مجرد واجهات لوكالة الاستخبارات المركزية. لكن مؤسس «ويكيليكس» أوضح أن تلك المواقع والشركات لا تدار بشكل مباشر من قبل وكالة المخابرات الأمريكية، بل يتم الضغط عليها في أغلب الأحيان بصورة قانونية أو سياسية لتتعاون مع الوكالة وتعطيها البيانات التي تريدها. ونبه «أسانج» إلى أنه على جميع البشر حول العالم أن يدركوا أن الاشتراك في «فيسبوك» يعني تقديم معلومات مجانية لوكالات الأمن الأمريكية؛ لكي تقوم بإضافتها إلى قواعد بياناتهم التي يضعونها لجميع البشر على وجه الأرض. تجسس على «الربيع العربي».. وفشلوا وتمتلك وكالة المخابرات الأمريكية مركزاً خاصاً في مبنى متواضع بحديقة صناعية مجهولة في ولاية فرجينيا اسمه «Open Source Center»، ويقول مسؤولون في المخابرات الأمريكية: إن ذلك المركز «توقع حدوث انتفاضة في مصر، لكنه لم يتنبأ بموعد الثورة بالتحديد». ونقلت صحف عن مدير هذا المركز «دوج ناكوين» أن المركز توقع قيام هذه المواقع الاجتماعية بتغيير قواعد اللعبة في المنطقة وتهديد النظام في مصر، وقال: إنه كان لديه خبراء يتقنون اللغات العربية، ويتابعون كل ما يدور على «تويتر» فيما يخص الشرق الأوسط يومياً! أيضاً قال نائب مدير المركز: إن مواقع مثل «فيسبوك» و«تويتر» تراقَب يومياً وأصبحت مورداً أساسياً لمتابعة الأزمات التي تتحرك أحداثها بسرعة.