جرت مراسيم دفن مهاجر غير نظامي،شهر مارس المنصرم بالمقبرة المسيحية بوجدة،بحضور أكثر من 80 مهاجرا من جنوب الصحراء ،منهم من يستقر في المدينة بصفة قانونية وشرعية وغالبيتهم طلبة يتابعون ويزاولون دراستهم بجامعة محمد الأول ،ومنهم من يقيم بطريقة سرية وغير شرعية في انتظار وتحين الفرصة من أجل الفرار للفردوس المفقود عن طريق مدينة "مليلية "المحتلة يمثلون مختلف الجنسيات من مالي ،الغابون ،السينيغال ونيجيريا ،وهو البلد الذي ينتمي إليه "أكواسهو أكوستو"الذي تم تشييع جنازته ،يبلغ من العمر 40 سنة متزوج وأب لثلاثة أطفال يقيم في المغرب بصفة غير شرعية منذ مدة طويلة في انتظار الفرصة من أجل العبور إلى الضفة الأخرى من أجل الالتحاق بزوجته التي تقيم بإسبانيا ، وقد توفي بمستشفى الفارابي بوجدة صبيحة يوم الثلاثاء يوم 28 فبرايرالماضي ، متأثرا بجروح بليغة على إثر تعرضه لحادثة سير مؤلمة بالقرب من الحي الصناعي بعدما صدمته سيارة كانت تسير بسرعة جنونية حينما كان رفقة صديق له تعرض بدوره لجروح خفيفة ولاذ سائق السيارة بالفرار . وتأتي عملية دفن "أكوستو" بالمقبرة المسيحية بوجدة بعدما تعذر نقله إلى بلده ، بمبادرة من مؤسسة شرق غرب والجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع وجدة اللذين تكفلا وقاما بكل الإجراءات الإدارية مع مختلف المصالح المعنية بخصوص مراسيم الدفن ،إضافة إلى المصاريف المادية الموازية للعملية التي تمت بتنسيق وتعاون مع الأب "جوزيف " المسؤول عن الكنسية وبموافقة زوجته المقيمة بإسبانيا وعائلته بنيجيريا وبعض من مكونات هجرة العبور إضافة إلى العديد من أصدقائه ورفاقه . وحضر مراسيم الدفن إلى جانب مهاجرين من جنوب الصحراء ،عدة فعاليات حقوقية ونقابية وإعلامية بمدينة وجدة ،وقد ترأس هذه المراسيم الأب "جوزيف" عن كنسية وجدة في جو جد مؤثر خيم فيه الحزن والأسى ،الممزوج بالبكاء والعويل الذي كسر صمت وهدوء المقبرة المسيحية بوجدة ،التي نادرا ما تعرف طقوسا وأنشطة من هذا النوع ،فكانت الفرصة سانحة ومواتية لبعض المهاجرين من جنوب الصحراء لممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية وهم يودعون رفيقهم إلى مثواه الأخير. ومن جانب آخر ألقيت العديد من الكلمات التأبينية من طرف الجهات الساهرة على مراسيم الدفن (أب الكنيسة الكاثوليكية بوجدة،وحسن عماري عن الجمعيات المغربية التي سهرت على كل مراحل عملية الدفن،والزميل عبد الرحيم باريج نيابة عن ساكنة المدينة ورجال الاعلام بها المهتمين بقضايا المهاجرين السريين)،كلمات بدت مؤثرة صبت مجملها في التسامح والتعايش الديني الذي يعرفه المغرب الذي سعى ويسعى دوما إلى المحبة و السلام بين كافة شعوب المعمور ،من خلال نهج سياسة الانفتاح على ثقافة الآخرين والعمل على احترام خصوصيتهم وعاداتهم وتقاليدهم ،وكانت بمثابة تخفيف عن معاناة وحزن أصدقاء الفقيد الذين عبروا بدورهم عن شكرهم وامتنانهم لكل من ساهم من بعيد أو قريب في إقامة مراسيم الدفن بوجدة بعدما تعذر عليهم نقل جثة رفيقهم إلى بلد نيجيريا لدفنها هناك لاعتبارات مادية . "الوجدية" بتصرف طفيف في مقال ذ.إدريس العولة