شهدت دار الثقافة بفاس نهاية الشهر الماضي، تكريم الشاعر محمد علي رباوي من طرف نخبة من الشعراء والمثقفين المغاربة، وقدم أدباء وأصدقاء الشاعر شهادات عن مساره أمام جمهور غفير ملء القاعة، وأكد المحتفى به في حديث ل»التجديد»، أنه سعيد كثيرا بهذا التكريم ونوعية الذين حضورا من حساسيات ثقافية مختلفة، وأضاف أنه فرح للكلمات التي ألقاها المتدخلون لأنها نابعة من قلوبهم وولجت قلبه، ولم يخفي سعادته لحضور شيخه محمد السرغيني رغم مرضه. وتميزت الأمسية التي نظمها محترف الكتابة بتعاون مع مؤسسة نادي الكتاب بالمغرب والمديرية الجهوية للثقافة والجماعة الحضرية، إلقاء الكاتب والأديب جمال بوطيب شهادة أبرز فيها مواقف قوية ومؤثرة جمعته بالشاعر، إلى جانب تقديم الشاعر عبد السلام الموساوي شهادة بعنوان «لحن الذكريات» ومثقفون آخرون. و في هذا الصدد، صرحت الشاعرة أمينة لمريني رئيسة محترف الكتابة، أن تكريم رباوي رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي جاء لأنه يمثل علامة مضيئة في المشهد الشعري، وقالت إن المحترف الذي تأسس قبل ثلاث سنوات ويراهن على إثراء الحقل الإبداعي، يسعى إلى الاهتمام برواد الشعر المغربي والاحتفاء بهم، واستنكرت في تصريح ل«التجديد»، غياب الإعلام المرئي عن حضور الأمسية الثقافية، ونوهت بما أسمته «الإنزال الثقافي» لطلبة ماستر الكتابة ومهن الكتاب. وإلى جانب المشاركين في الأمسية الثقافية، حضر كل من الشاعر أحمد الحريش من طنجة ومصطفى الطريبق من القصر الكبير، وهما الفائزان بجائزة القصيدة في المغرب السنة الماضية التي ترأس لجنة تحكيمها الشاعر المحتفى به، وعبر رباوي عن سعادته لتناول الجائزة موضوع الصحراء المغربية، وقال في حديث ل»التجديد»، أن الثقافي من شأنه أن يؤسس ما عجزت عنه الدبوماسية، كونه أهم شيء لنهضة الدول، منتقدا تنظيم المهرجانات الباذخة وعدم إيلاء البرامج الانتخابية للأحزاب أهمية للشأن الثقافي. يذكر، أن الشاعر محمد علي رباوي إلى جانب حسن اعبيدو والشاعرة نعيمة زايد، انسحبوا يوم 24 يناير الماضي من حفل نظمته جامعة طانطا المصرية للاحتفال بالذكرى السنوية لاندلاع الثورة المصرية، بعد مشاركة شاعر بلطجي من عملاء المخابرات العسكرية الجزائرية قدم نفسه على أنه ينتمي إلى "الصحراء الغربية". ورغم اعتذار اللجنة المنظمة عن ما حصل، رفض رباوي بمعية الشعراء الآخرين العودة إلى الحفل.