أصبح مؤكدا أن الظروف المناخية غير الملائمة وتأخر التساقطات ستؤثر بشكل ملحوظ على محصول الموسم الفلاحي الحالي، فغياب التساقطات أرغم المزارعين ببعض المناطق على إطلاق قطيعها في المساحات المزروعة بالحبوب بعد أن تضررت على غرار جهة الشاوية. وتشير التوقعات الأكثر تفاؤلا إلى أن محصول هذه السنة من القمح اللين سيتراوح بين 20 و25 مليون قنطار، مقابل 41 مليون قنطار خلال السنة الماضية. وانعكست الوضعية الحالية على قطاع تربية الماشية، إذ ارتفعت الأعلاف إلى مستويات قياسية، خاصة الشعير، الذي قفز سعره إلى 500 درهم للقنطار. وأصبحت المناطق المتضررة تتسع، فبعد أن كانت الانعكاسات السلبية تنحصر، في ما يتعلق بقطاع تربية المواشي، في المنطقة الجنوبية الشرقية وبعض المناطق الشرقية، اتسعت إلى مناطق أخرى، إذ أن غياب التساقطات أضر بالزراعات العلفية. يشار إلى أن الحكومة مددت تعليق الإعفاء المخصص لاستيراد الحبوب إلى غاية نهاية أبريل المقبل، في حين أن الشعير لا يستفيد من هذا الامتياز، إذ تفرض عليه واجبات جمركية تصل إلى 30 في المائة. بالموازاة مع ذلك، أثرت موجة الصقيع على زراعة الخضر التي تضررت بشكل ملحوظ، ما ألهب أسعار بيعها للمستهلك، إذ ارتفعت أسعار بعض الخضر بشكل صاروخي على غرار الفاصوليا الخضراء، التي تجاوز سعرها 25 درهما للكيلوغرام، والقرع الذي قفز سعره إلى 16 درهما، والطماطم التي تسوق بسعر لا يقل عن 5 دراهم، إضافة إلى الجزر الذي يناهز سعره 4 دراهم. ورغم التأثيرات المفترضة للظروف المناخية على أسعار الخضر، فإن المضاربة وكثرة المتدخلين في حلقات التوزيع، من الضيعة إلى وصول المنتوجات إلى المستهلك النهائي، تزيد تفاقم الوضع، إذ أن تعدد الحلقات يعني تراكم هوامش الربح وارتفاع سعر البيع النهائي.