حل منصف المرزوقي، رئيس الجمهورية التونسية، بعد ظهر أمس الأربعاء بالرباط، في زيارة أخوة وعمل للمغرب تستغرق ثلاثة أيام. ووجد الرئيس التونسي في استقباله، بمطار الرباطسلا، جلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي رشيد. ويرافق الرئيس المرزوقي في هذه الزيارة، التي ستعقبها زيارة مماثلة إلى كل من موريتانيا والجزائر، وفد تونسي هام يضم، على الخصوص، وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام، ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، والوزير المستشار برئاسة الجمهورية عبد الله الكحلاوي، وكاتب الدولة في الخارجية المكلف بالشؤون العربية والمغاربية والإفريقية عبد الله التريكي، وعدنان منصر مستشار أول لدى رئيس الجمهورية ناطق رسمي باسم رئاسة الجمهورية، وخالد الزيتوني المدير العام للعالم العربي بوزارة الخارجية. وتأتي هذه الزيارة، التي ستعقبها زيارتين لموريتانيا والجزائر، لتحريك عجلة الاتحاد المغاربي المعطل تقريبا منذ نحو عقدين ( آخر قمة مغاربية تعود إلى العام 1994). كما من المتوقع أن يتم بحث القضايا الأمنية المشتركة التي باتت أكثر إلحاحا في ضوء ما جرى في ليبيا من اقتتال وفوضى وسلاح. فمنذ توليه رئاسة تونس، تواترت تصريحات المرزوقي التي تدعو إلى إحياء اتحاد المغرب العربي، وتغليب المصلحة الاقتصادية لشعوب المنطقة على الخلافات السياسية، حيث سبق للمرزوقي أن قال إنه يأمل أن تكون هذه السنة سنة المغرب العربي الكبير, كما يأمل أن تُكلل جولته -التي سبقتها زيارة إلى ليبيا- بقمة مغاربية تعقد خلال السنة الحالية في تونس. وحرص الرئيس المرزوقي على التأكيد على الجزائر والمغرب وموريتانيا وقال «فيما يخص تونس نحن نعتبر أن جارتنا الشقيقة الجزائر مهمة جدا لنا، وكذلك الأمر بالنسبة لجارتنا الشقيقة ليبيا، ولا نستطيع أن نتصور مستقبلا بدونهما. ويجب كذلك أن يكون المغرب وموريتانيا جزء من هذه المغامرة المشتركة في بناء وطن مغربي كبير». ويدعو المرزوقي إلى وضع قواعد جديدة تسمح لمواطني المغرب العربي بحرية التنقل والاستثمار والتملك في الدول الأعضاء. وكان المتحدث باسم الرئاسة التونسية، عدنان منصور قبيل مجيء المرزوقي إلى المغرب، قد قال إن عقد قمة مغاربية سيسمح للاتحاد المغاربي بأن يعود بقوة، مشيرا إلى أن الرئيس التونسي بحث موضوع القمة مع الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى خلال قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة بأديس أبابا. وسبق لوزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن أعلن، في مطلع يناير، أن وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي سيعقدون اجتماعا «قبل نهاية فبراير في المغرب». مضيفا أن «الاتحاد بناء يقتضي تنظيما جديدا لعلاقاتنا وتغييرا في بعض مؤسساتنا وإنشاء آليات جديدة». مشيرا إلى أن دول المنطقة مطالبة بالعمل سويا من أجل التوصل إلى انسجام بين سياساتها الاقتصادية والإجتماعية من خلال إعادة تنظيم الإتحاد المغاربي، وإعادة النظر في العلاقات بين بلدان الإتحاد، وإدخال تعديلات على العلاقة بين المؤسسات واستحداث آليات جديدة، وذلك قبل نهاية عام 2012. ومعلوم أن المغرب يعتبر فتح الحدود خطوة اولى ضرورية للتطبيع مع الجزائر والذهاب باتجاه احياء اتحاد المغرب العربي، إلا أن الطرفين- كما تؤكد أغلب التصريحات- توافقا على أن التطبيع القطاعي والتدريجي يصل إلى تسوية كل الملفات العالقة، بما فيها ملف فتح الحدود، حيث قال وزير خارجيتها مراد مدلسي، إن هذا القرار «لا يعتبر نهائيا» كما أن أكدت مجموعة من التقارير الصحافية الجزائرية أن فتح الحدود سيكون في شهر ماي المقبل.