هيمن موضوع فتح الحدود بين المغرب والجزائر، وقضية التعاون الاقتصادي من أجل تقليص الفوارق الاقتصادية والاجتماعية، على أشغال اليوم الأخير من الندوة الدولية الثانية التي اختتمت الأربعاء، بمدينة مراكش. وتميزت الجلسة الختامية بحضور صامويل كابلان، السفير الأمريكي بالمغرب، الذي دعا الحكومات والشركات إلى دعم الشباب الطامح إلى خلق المقاولة، من أجل تجسيد روح المبادرة لديهم، بالنظر إلى أن المقاولة تعد محركا أساسيا من محركات النمو الاقتصادي، وتساهم في خلق فرص عمل جديدة. وأجمع عدد من المتدخلين على أن دول المنطقة مطالبة بالعمل سويا، من أجل التوصل إلى انسجام بين سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، من خلال إعادة تنظيم الاتحاد المغاربي، وإعادة النظر في العلاقات بين بلدان الاتحاد، وإدخال تعديلات على العلاقة بين المؤسسات واستحداث آليات جديدة. وأوضح المشاركون في الندوة الدولية الثانية، المنظمة من طرف برنامج "بارتنرز فور إي نيو بيغينين لشراكة إفريقيا الشمالية للفرص الاقتصادية" على مدى يومين، أن تعزيز الجهود المشتركة من أجل تكريس الاندماج الاقتصادي يبقى عاملا مساعدا على تحقيق الوحدة السياسية، والدفع نحو بناء تصور مشترك لأشكال الاندماج والتكامل السياسي، خاصة أن الإمكانيات الذاتية وحدها لا يمكن أن تحقق تقدما للدول، دون تكتل إقليمي مبني على أسس واضحة، ورغبة سياسية حقيقية من قبل الدول الأعضاء التي ترغب في الاستفادة من هذا التكتل الإقليمي. وأكد باقي المتدخلين أن فتح الحدود بين المغرب والجزائر يشكل خطوة أولى ضرورية للتطبيع، والذهاب باتجاه إحياء مغرب عربي مندمج قوي ومنفتح، يسوده جو من الثقة بين دوله ونية صادقة للعمل المشترك. وكان المشاركون في أشغال الندوة الدولية الثانية لروح المبادرة الأمريكية المغاربية حول المقاولة، دعوا إلى مواصلة العمل من أجل خلق شراكات إقليمية تشجع المقاولة، ودعم المقاولين الشباب الراغبين في خلق مقاولات جديدة. وأجمع المشاركون على أهمية روح المقاولة، باعتبارها أداة لخلق مناصب الشغل في منطقة المغرب العربي، وضرورة الاهتمام بتكوين العنصر البشري، استجابة لحاجيات سوق الشغل. ونوه عدد من المتدخلين بالاستقرار الذي ينعم به المغرب على المستوى السياسي، وبجهود المملكة في الميادين السوسيواقتصادية، والنتائج المشجعة على المدى القريب، من قبل برنامج المبادرة الأمريكية المغاربية، مستعرضين الإمكانيات البشرية والاقتصادية، التي تزخر بها منطقة المغرب الكبير. وأكد مجموعة من المقاولين الشباب من بلدان المغرب العربي أن العلاقات الأمريكية بدول المغرب العربي عرفت تطورا خلال السنوات الأخيرة على المستوى الاقتصادي، خاصة بعد محاولة إدماج الاقتصاديات المغاربية ضمن مخطط كان يهدف في البداية إلى إيجاد آلية تسمح لرجال الأعمال الأمريكيين بالتعامل مع دول المغرب العربي كسوق موحدة وكبيرة ذات عائد اقتصادي ضخم، قبل إطلاق مبادرة أمريكية، تهدف إلى تشجيع الاستثمارات الأمريكية في المغرب العربي. وأوضح المتحدثون، أن الولاياتالمتحدة تحاول، من خلال مبادرتها حول روح المقاولة المغاربية، أن تجعل من الاقتصاد البوابة الرئيسية التي يمر عبرها مسلسل تطوير العلاقة السياسية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع دول المنطقة المغاربية. واعتبر المقاولون الشباب بالدول المغاربية الندوة فرصة لتبادل الأفكار، وربط علاقات شراكة وتعاون مع نظرائهم الأميركيين، ومناسبة لرصد الآليات الناجعة الكفيلة بخلق مناصب شغل جديدة. وأشاروا إلى أن العلاقات الأمريكية المغاربية ستعرف انطلاقة قوية، ستأخذ في الحسبان طبيعة الأوضاع الجيواستراتيجية الخاصة بكل دولة على حدة. وتهدف الندوة الدولية الثانية لروح المبادرة الأمريكية المغاربية حول المقاولة، إلى تحفيز المستثمرين ورجال الأعمال والجامعات والمؤسسات الحكومية، سواء من الولاياتالمتحدة أو من مختلف البلدان المغاربية، على الانخراط في برامج تنموية مشتركة لخلق التكافؤ الاقتصادي، وشكلت فرصة للمقاولين الشباب بالدول المغاربية، لتبادل الأفكار، وربط علاقات شراكة وتعاون مع نظرائهم الأمريكيين، ومناسبة لرصد الآليات الناجعة الكفيلة بخلق مناصب شغل جديد، ومناسبة للفاعلين في عالم المقاولة، الذين يحدوهم طموح مشترك في تحسين الأداء، وإيجاد حلول لمختلف المشاكل، التي تعترض تطوير المقاولة، بما في ذلك الوصول إلى التمويل وقوانين العمل.