مسؤول أمريكي: المقاولات الصغرى والمتوسطة تبقى المحرك الرئيسي للاقتصاديات الوطنية انطلقت أمس الثلاثاء بمراكش أشغال الدورة الثانية لندوة الولاياتالمتحدةالأمريكية-المغرب العربي حول المقاولة، وذلك بمشاركة حوالي 400 فاعل في مشاريع وبرامج تجارية مشتركة. ويشكل هذا الملتقى، المنظم على مدى يومين حول موضوع «المقاولة المغاربية» مناسبة للمقاولين بدول المغرب العربي ونظرائهم الأمريكيين، لتبادل الأفكار وربط علاقات شراكة وتعاون، علاوة على كونه يعد فرصة لرصد الآليات الناجعة الكفيلة بخلق مناصب شغل جديدة. وتهدف هذه التظاهرة إلى بلورة مشاريع وإقامة شراكات للأعمال بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وبلدان المغرب العربي، وتحسين المبادلات العابرة للحدود بين الدول المغاربية، وتشجيع تبادل الأفكار والتجارب في القطاعات المرتبطة بالمفهوم المقاولاتي وذلك بغية إنعاش التنمية بالمنطقة. وسيناقش المشاركون في هذا اللقاء، الذي ينظمه برنامج «بارتنيرز فور إي نيو بيغينين لشراكة إفريقيا الشمالية للفرصة الاقتصادية»، آليات تمويل المقاولات الناشئة، فضلا عن التركيز على الوسائل الكفيلة بتسهيل احتضان المقاولات الكبرى للمشاريع المقدمة من قبل الشباب المقاول. ويروم برنامج «بارتنيرز فور إي نيو بيغينين لشراكة إفريقيا الشمالية للفرصة الاقتصادية»، الذي يهم المقاولة، والتربية والتبادل، والعلوم، والتكنولوجيا، بالإضافة إلى الفنون والثقافة، استفادة مائة ألف شخص من بلدان المغرب العربي خلال مدة خمس سنوات. ويعد هذا البرنامج بمثابة شبكة لروح المقاولة ولمسيري المقاولات بالولاياتالمتحدةالامريكية وافريقيا الشمالية، ووسيلة للتحفيز على تحديد وإنعاش المشاريع المشجعة لمفهوم المقاولة وخلق فرص الشغل خاصة لدى الشباب على المستوى الإقليمي والمحلي. كما يطمح البرنامج إلى تحفيز شركاء عالم الأعمال والجامعيين والمؤسسات العمومية في المغرب العربي والولاياتالمتحدةالأمريكية، للعمل على تعزيز المساواة الاقتصادية وتشجيع الشباب المقاول عبر التكوين، والحصول على تمويل أفضل، وحثهم على لعب دورهم في مجال خلق مناصب للشغل بالمنطقة. وكان كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الاقتصادية والطاقية والتجارية، خوصي فيرنانديز،، قد أكد خلال لقاء نظم عشية انطلاق الدورة الثانية لندوة «الولاياتالمتحدةالأمريكية-المغرب العربي»مراكش أن المقاولات تشكل حاليا قاطرة حقيقية لخلق مناصب للشغل. وأضاف المسؤول الأمريكي، أن المقاولات الصغرى والمتوسطة تبقى المحرك الرئيسي للاقتصاديات الوطنية. وقال «إن النهوض بالمقاولة يعتبر في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أفضل وسيلة لتعزيز الديمقراطية وتحقيق الأمن والازدهار»، مشيرا إلى أن الحكومة الأمريكية تعمل بشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على وضع اللمسات الأخيرة على برنامج لدعم الشباب المقاول المغاربي، رصد له غلاف مالي يبلغ أربعة ملايين دولار، وسيتم العمل به خلال السنة المقبلة. وأضاف أن منطقة المغرب العربي تتوفر على مؤهلات بشرية هامة وإمكانيات اقتصادية هائلة، مؤكدا ارادة بلاده في دعم شركائها من أجل احداث المزيد من مناصب الشغل وإعطاء دفعة جديدة للمقاولات. وأعرب خوصي فيرنانديز عن ارتياحه لانعقاد هذه الندوة التي قال إنها تشكل أرضية للحوار مع الشباب المغاربي وبحث مختلف السبل الكفيلة بالنهوض بالمقاولة، مذكرا بأن «الربيع العربي» أظهر أن الشباب يتطلع إلى حياة كريمة. ونوه ممثلو الشباب المغاربي المشارك في هذه الندوة، بالمناسبة، بهذه المبادرة المخصصة لتشجيع روح المبادرة، معتبرين أن الوقت قد حان بالنسبة لشباب المنطقة للعمل سويا والعمل على توفير مناخ ملائم للأعمال. وأعربوا عن أسفهم لضعف المساعدات المخصصة للشباب المقاول وللتفاوت القائم بين التكوين وحاجيات سوق الشغل، داعين إلى تشجيع علاقات الشراكة في مجال التكوين وتدريب الشباب المقاول والانفتاح حول التجارب الناجحة في هذا المجال.