في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة 2 دجنبر الجاري تمكنت عناصر من الدرك الملكي على مستوى نقطة بوذنيب بإقليم فكيك بالقرب من الحدود الجزائرية المغربية ،من ضبط 60 كيلوغرام من مخدر الشيرا محملة على ظهور أربعة حمير مدربة تسير لوحدها في اتجاه الجزائر دون مرافق، وهي حيلة طريفة فعالة وتؤتي ثمارها بفضل معرفة الحمار لتضاريس المنطقة ومسالكها الصعبة.والمخاطر التي تعتري مغامرة التهريب واحتمال الاعتقال من طرف حرس الحدود أو الدرك الملكي أدت إلى ابتكار طريقة الحمير التي تسير وحدها إلى وجهتها المعلومة لاستبدال البضائع بين الطرفين. وهي العملية الثانية من نوعها التي يتم إحباطها في ظرف أقل من شهر،حيث تمكنت في وقت سابق دورية عسكرية مرابطة بالحدود المغربية الجزائرية على مستوي نقطة بوعنان من ضبط قافلة من الجمال محملة بحوالي 3 أطنان من الحشيش كانت تسير بدون مرافق في اتجاه الجزائر. وأفادت مصادر أمنية،أن عملية تضييق الخناق على المهربين على مستوى منطقة فكيك من طرف حرس الحدود،وكذا تشديد العقوبات السجنية على مهربي ومروجي المخدرات،دفع بالعديد منهم إلى البحث عن عدة أساليب وحيل بدائية لتمويه المراقبة الحدودية،من استعمال الدواب بشتى أنواعها في العملية بعد تدريبها وترويضها على سلك طرق معينة تفاديا لإلقاء القبض على المهربين الذين ينشطون بشكل مكثف على مستوى إقليم فكيك نظرا لطول الشريط الحدودي حيث يصعب التحكم في الأوضاع من طرف عناصر الحدود من كلا الجانبين،خاصة بعد تشديد الخناق عليهم في المناطق الحدودية الأخرى بالجهة الشرقية. وكتب الصحافي الساخر رشيد نيني المعتقل حاليا حول هذه الطريقة واصفاً هذه الحمير بأنها حمير عابرة للحدود وبكونها ذكية وليست غبية أبداً،مضيفاً أنها أضحت هدفاً لحراس الحدود الجزائريين،فلا تصل حمولتها إلى المكان المتفق عليه.وبسخريته المعتادة،طالب نيني الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو،المعروفة بنصرتها للحيوانات،بأن "تنكب على ملف هذه الحمير المغربية المغتالة غدراً على الحدود".ونادى الحكومة بالاهتمام بمصير الحمير،خصوصاً أن المغرب يعد من أهم مصدري الحمير في العالم،حيث يصدر سنوياً نحو إسبانيا وفرنسا حوالي 1500 حمار أصيل.