وشركات الاتصالات تستثمر سنويا أكثر من مليار درهم في الإشهار بلغ الحجم الاستثمار في قطاع الإعلام في المغرب خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2011 رقم 4.6 مليار درهم، بانخفاض بلغ 0.3 بالمائة عن نفس المدة من سنة 2010. و كشفت إحصائيات مؤسسة « امبريوم» المتخصصة في الإعلانات والإشهار في قطاع الإعلام على أن 70 بالمائة من الاشهار في وسائل الإعلام المغربية يتم باللغة الفرنسية.ويسجل من جهة أخرى تقلص نسبة الاستثمارات في قطاع التلفزيون بنسبة تقارب 5 بالمائة. من جهة أخرى كشف التقرير، على أن سوق الإشهار في المغرب يظل من القطاعات المميزة بظاهرة الاحتكار، فمن أصل 973 شركة إشهارية تعمل في سوق الإعلانات، تستحوذ 5 شركات كبرى على أزيد من 80 بالمائة من سوق الإعلانات. وبلغ عدد المعلنين في قطاع الإعلام المغربي خلال العشرة أشهر من 2011 أزيد من 3883 معلن، وهو مايكشف ، حسب التقرير تقلص سوق الاستثمار الإعلامي في المغرب. وبلغ مجموع الاستثمارات الإشهارية في الإعلام المغربي بكل أنواعه، المرئي والسمعي والمكتوب، خلال هذه السنة أكثر من 4.6 مليارات درهم كاستثمار خام، حيث استحوذت شركات الاتصالات المغربية على نسبة 23 في المائة من حصة هذه السوق بمبلغ 1.09 مليار درهم في 2011، واحتلت شركة «اتصالات المغرب» الصدارة بأكثر من 443 مليون درهم استثمرها الفاعل التاريخي للاتصالات لإشهار منتجات شركته بمختلف وسائل الإعلام، ثم جاءت في المرتبة الثانية شركة «ميديتيل» بحوالي 332 مليون درهم، بينما بلغت استثمارات شركة «وانا» 300 مليون درهم. الإحصائيات التي قدمها أنور صبري، المدير العام لمكتب الدراسات «أمبيريوم ميديا»، أول أمس الاثنين بالدار البيضاء، كشفت بأن الصحافة المكتوبة هي التي تستقطب أكبر عدد من المعلنين حيث بلغ عددهم خلال هذه السنة أكثر من 3800 معلن، بحصة سوق تفوق 90 في المائة، بينما يأتي التلفزيون متأخرا واستقطب أقل من 200 معلن في 2011، في حين استطاعت الإذاعات المغربية أن تقنع 624 معلنا ليقوم بالإشهار بواسطة هذه الوسيلة الإعلامية، وجاءت السينما في آخر الترتيب بحوالي 20 معلنا فقط. وأوضح أنور صبري، خلال الملتقى الدراسي الذي يدوم ثلاثة أيام وتناقش خلاله عدة مواضيع مثل التواصل وخدمات التسويق والماركوتينغ، أن القنوات التلفزية العشر التي يتوفر عليها المغرب، ورغم أنها لا تستقطب سوى عدد قليل من المعلنين، إلا أنها استحوذت على أكبر حصة من الاستثمارات الإشهارية، والتي بلغت في هذه السنة 1.6 مليار درهم بحصة سوق قاربت 35 في المائة، ثم جاءت بعدها اللوحات الإشهارية بحوالي 1.2 مليار درهم، وفي المرتبة الثالثة الصحافة المكتوبة بأكثر من مليار درهم. وبالنسبة للغات المستعملة في الإشهار بالمغرب، أوضحت نفس الإحصائيات، بأن اللغة العربية والدارجة المغربية تستحوذ على 66 في المائة من مجموع الإشهارات المقدمة، وبلغ عدد اللوحات الإشهارية التي تؤثث فضاءات المدن والبوادي المغربية حوالي 4500 لوحة، أكثر من 66 في المائة منها توجد بالوسط الحضري، وتفاءل مهنيو القطاع بنمو الاستثمارات الإشهارية خلال السنة المقبلة بأكثر من 9 في المائة. وأبرز عدد من المتدخلين خلال هذا اللقاء، أن الاستثمارات الإشهارية بالمغرب ارتفعت خلال العشر سنوات الماضية، لكن الإبداع في الإشهار تقهقر، وأرجع نور الدين عيوش، صاحب وكالة للإشهار، ضعف الإبداع في الوصلات الإشهارية عبر التلفاز أو الراديو، وكذا لمسة الإبداع التي تغيب في أكثر من إشهار ينشر بالجرائد، إلى السياسة التعليمية بالبلاد التي لا تخرج مبدعين، حيث دعا إلى إيلاء أهمية لهذا الجانب وتخريج متخصصين في الإدارة الفنية والإبداع في شتى المجالات، وسار في نفس الرأي مجيد غزواني، رئيس جمعية وكالات الاستشارة في الإشهار، وأعطى مثالا بالإبداع المصري الجيد في الكثير من الإشهارات المعروضة بالقنوات الفضائية، وقال بأن 90 في المائة من الوصلات الإشهارية المغربية، تعالج بأفكار «مفرنسة» ثم بعد ذلك يتم تعريبها، وهو ما يفقدها نكهتها المغربية، وبالتالي لا تصل إلى المستهلك والزبون المغربي بالشكل الذي يجب أن تصله.