استأثرت 13 جريدة ومجلة فرونكفونية بنصف الإشهارات الموجهة للصحافة المكتوبة خلال سنة 2008، إذ وصلت حصتها إلى 503 ملايين درهم من إجمالي بلغ 987 مليون درهم، ما يعني أن حصتها وصلت إلى 51 في المائة، فيما تأخذ 89 جريدة ومجلة 49 في المائة. واستحوذت "ليكونوميست" على حصة الأسد بحوالي 125 مليون درهم، متبوعة بكل من لوماتان بأزيد من 88 مليون درهم، والمساء ب 65 مليون درهم، وتيلكيل ب 45 مليون درهم والصباح ب 42 مليون درهم و"لافي إيكونوميك" بالقيمة نفسها تقريبا، ثم "أجوردوي لوماروك" و"لوجورنال" و"شالانج إيبدو" و"لوسوار إكو"، و"فام دي ماروك" و "سيتادين"، و"ماروك إيبدو" و "أوفيط"، حسب بيانات حصلت عليها ''التجديد''. وكشف مصدر من ''تجمع المعلنين المغاربة'' أن هناك اختلالات تطبع القطاع، من قبيل العلاقات، أو لجوء بعض المؤسسات المستشهرة إلى تمرير خطابها ومواقفها تزامنا مع تقديم الإشهار. وفسر استحواذ المجلات والصحف الفرنكفونية على المداخيل الإشهارية، بتوجه المستشهرين الذين يستهدفون فئة معينة من القراء وأن اختيار الوسائل الإعلامية، يقول المصدر، ينطوي على مجموعة من الاعتبارات، من قبيل نسبة القراء أو نسبة المشاهدة. وهمت هذه الاستثمارات الإشهارية حوالي 102 جريدة ومجلة عربية وناطقة بالفرنسية، حسب ما أكده تجمع المعلنين بالمغرب. وفيما يتعلق بالصحف والمجلات الصادرة باللغة العربية، جاءت المساء في الرتبة الأولى، تليها الصباح ثم الأحداث المغربية ونيشان والنهار المغربية، في حين أن الصحف الأقل استثمارا في الإشهار هي كل من النخبة والتجديد ومجلة النساء. ووفق المصدر ذاته، فإن القناة الثانية استفادت خلال سنة 2008 من استثمارات إشهارية قدرت بمليار ونصف مليار درهم، تليها القناة الأولى بنصف مليار درهم، ثم الرياضية وميدي أن سات وقناة الأفلام، وفاق إجمالي هذه الاستثمارات لدى القنوات التلفزية ملياري درهم. ويتضح من المعطيات أن القناة الثانية تستحوذ على 71 في المائة من إجمالي الاستثمارات بالقطاع الإشهاري. وبخصوص الإذاعات، احتلت إذاعة "هيت راديو" الرتبة الأولى متبوعة ب "ميدي 1"، وأصوات ثم "كازا إف إم" و"إم إف إم سايس". و"إم إف إم سوس" وراديو القناة الثانية، و"إم إف إم أطلس" ثم "أطلانتيك راديو". ومازالت اتصالات المغرب أبرز مستشهر، إذ تصدرت اللائحة متبوعة بميدتيل و وانا ثم شركة "إي إم إم" ومركز الحليب و"إينيفير ماغريب" و"لوسيور كريستال" وصورياد والإذاعة المغربية" و"كوكا كولا" ومؤسسة محمد الخامس للتضامن والبنك المغربي للتجارة الخارجية و"فروماجري بيل ماروك" والحكومة المغربية والتجاري وفابنك. ويرى عدد من المهتمين أن هناك خللا يطبع عمل المتحكمين بسوق الإشهار بالمغرب، فضلا عن تداخل المصالح في القطاع، واستخدام القطاع ورقة ضغط على هذه الوسائل الإعلامية، وهو ما يؤكد حصول المجلات والجرائد الفرنكفونية على الجزء الكبير من الكعكة، فضلا عن عدم التوازن، سواء لدى القنوات التلفزية أو الإذاعات، ما يطرح أكثر من سؤال حول القطاع، ومدى خضوعه للمراقبة والافتحاص.