القناتان الأولى والثانية تحتكران أزيد من نصف المداخيل والصحافة المكتوبة في تراجع مستمر بلغت نسبة الاستثمارات الإشهارية في الإعلام المغربي بكل أنواعه، المرئي والسمعي والمكتوب، خلال النصف الأول من السنة الجارية ما بين 5 و10 في المائة.. مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وارتفع رقم معاملات القطاع بنسبة تتراوح مابين 15 إلى 20 في المائة، بقيمة 2.5 مليار درهم، حسب أخر الأرقام، واستطاعت القناة الثانية تحقيق نسبة 35 في المائة، من «كعكة» الإشهار، خلال النصف الأول، فيما ارتفع رقم معاملات القناة الأولى ب 20 في المائة بالمقارنة مع السنة الماضية. و في سياق ذلك، شكلت هذه السنة ارتفاعا نسبيا في قطاع الإشهار بالمغرب، ويرجع المختصون هذا الانتعاش إلى دخول المتعهد إنوي إلى السوق، بالإضافة إلى مهرجان موازين، ناهيك عن تطور سوق الإشهار في المغرب خلال السنوات الأخيرة. ومن جهة أخرى، حافظت الصحافة المكتوبة على حجم الإشهار مع تراجع طفيف بالمقارنة مع السنة الماضية. نظرا للمنافسة القوية للتلفزيون والراديو. وارتفعت نسبة الإشهار الموجهة للراديو ب 9 في المائة، فيما تراجعت النسبة لباقي وسائل الإعلام الأخرى. وكانت أرقام صدرت بداية السنة الجارية، قد أفادت أن 13 جريدة ومجلة فرانكفونية استأثرت بنصف الإشهارات الموجهة للصحافة المكتوبة خلال سنة 2008، إذ وصلت حصتها إلى 503 ملايين درهم من إجمالي بلغ 987 مليون درهم، ما يعني أن حصتها وصلت إلى 51 في المائة، فيما تأخذ 89 جريدة ومجلة 49 في المائة. واستحوذت «ليكونوميست» على حصة الأسد بحوالي 125 مليون درهم، متبوعة بكل من لوماتان بأزيد من 88 مليون درهم، والمساء ب 65 مليون درهم، وتيلكيل ب 45 مليون درهم والصباح ب 42 مليون درهم و»لافي إيكونوميك» بالقيمة نفسها تقريبا، ثم «أجوردوي لوماروك» و»لوجورنال» و»شالانج إيبدو» و»لوسوار إكو»، و»فام دي ماروك» و»سيتادين»، و»ماروك إيبدو» و»أوفيط»، حسب بيانات حصلت عليها «بيان اليوم». وهمت هذه الاستثمارات الإشهارية حوالي 102 جريدة ومجلة عربية وناطقة بالفرنسية، حسب ما أكده تجمع المعلنين بالمغرب. وفيما يتعلق بالصحف والمجلات الصادرة باللغة العربية، جاءت المساء في الرتبة الأولى، تليها الصباح ثم الأحداث المغربية ونيشان والنهار المغربية، في حين أن الصحف الأقل استثمارا في الإشهار هي كل من النخبة والتجديد ومجلة النساء. ووفق المصدر ذاته، فإن القناة الثانية استفادت خلال سنة 2008 من استثمارات إشهارية قدرت بمليار ونصف مليار درهم، تليها القناة الأولى بنصف مليار درهم، ثم الرياضية و»ميدي أن سات» وقناة الأفلام، وفاق إجمالي هذه الاستثمارات لدى القنوات التلفزية ملياري درهم. ويتضح من المعطيات أن القناة الثانية تستحوذ على 71 في المائة من إجمالي الاستثمارات بالقطاع الإشهاري. وبخصوص الإذاعات، احتلت إذاعة «هيت راديو» الرتبة الأولى متبوعة ب «ميدي 1»، وأصوات ثم «كازا إف إم» و»إم إف إم سايس». و»إم إف إم سوس» وراديو القناة الثانية، و»إم إف إم أطلس» ثم «أطلانتيك راديو». ومازالت اتصالات المغرب أبرز مستشهر، إذ تصدرت اللائحة متبوعة بميدتيل و و»إينوي» ثم شركة «إي إم إم» ومركز الحليب و»إينيفير ماغريب» و»لوسيور كريستال» وصورياد والإذاعة المغربية» و»كوكا كولا» ومؤسسة محمد الخامس للتضامن والبنك المغربي للتجارة الخارجية و»فروماجري بيل ماروك» والحكومة المغربية والتجاري وفابنك. ويرى عدد من المهتمين أن هناك خللا يطبع عمل المتحكمين بسوق الإشهار بالمغرب، فضلا عن تداخل المصالح في القطاع، واستخدام القطاع ورقة ضغط على هذه الوسائل الإعلامية، وهو ما يؤكد حصول المجلات والجرائد الفرانكفونية على الجزء الكبير من الكعكة، فضلا عن عدم التوازن، سواء لدى القنوات التلفزية أو الإذاعات، ما يطرح أكثر من سؤال حول القطاع، ومدى خضوعه للمراقبة والافتحاص، ارتفعت نسبة استحواذ القناتين الأولى الثانية، 30 في المائة هذه السنة، و ارتفاع إجمالي ب 15 في المائة مقارنة بالسنة الماضية. وكان مصدر من ''تجمع المعلنين المغاربة'' قد كشف أن هناك اختلالات تطبع القطاع، من قبيل العلاقات، أو لجوء بعض المؤسسات المستشهرة إلى تمرير خطابها ومواقفها تزامنا مع تقديم الإشهار. وفسر استحواذ المجلات والصحف الفرانكفونية على المداخيل الإشهارية، بتوجه المستشهرين الذين يستهدفون فئة معينة من القراء وأن اختيار الوسائل الإعلامية، يقول المصدر، ينطوي على مجموعة من الاعتبارات، من قبيل نسبة القراء أو نسبة المشاهدة.