كشفت الأرقام الخاصة بالاستثمارت الإشهارية في قطاع الإعلام برسم سنتي 2009 و2010 عن استمرار هيمنة العناوين الفرنكفونية في الاستحواذ على العوائد الإشهارية في سوق الصحافة المكتوبة بالمغرب. فالمراتب العشر الأولى من قائمة الإشهار لسنة 2009 استحوذت عليها ثمان عناوين فرنكفونية إضافة إلى عنوانين باللغة العربية فقط. وأشارت الإحصائيات التي أوردتها إحدى المؤسسات المتخصصة في تتبع سوق الإشهار في المغرب أن الإعلام المكتوب في المغرب يتميز باستحواذ العناوين الصحفية العربية على مساحة القراء، بالمقابل تهيمن العناوين الفرنسية على عائدات الإشهار. ومن خلاصات التقرير أن المعلنون المغاربة يفضلون الجرائد الفرنكفونية بالرغم من أن حجم انتشارها يظل ضعيفا بالمقارنة مع العناوين العربية. من جهة أخرى أكد تقرير المؤسسة أن قراءة الصحافة المكتوبة تعتبر ظاهرة حضرية و ذكورية. كما أن المستوى السوسيو ثقافي يؤثر في نوع الجريدة التي يقتنيها القارئ واللغة المفضلة. من جهة كشف التقرير زيادة ظاهرة الصحف الجهوية، إضافة إلى تنامي سوق الصحف المتخصصة والمرتبطة بمهن محددة، أيضا ظاهرة الجرائد المجانية. وأكدت الإحصائيات أن السوق الإشهاري الإعلامي في المغرب(الذي استقطب 21 بالمائة من مجموع الإعلانات) عرف ركودا سنة ,2009 لكن رقم المعاملات عرفت سنة 2010 ارتفاعا بنسبة 17 بالمائة. وبلغ حجم الاستثمارات الاشهارية في قطاع الإعلام سنة 2010 رقم 4,47 مليار درهم، موزعة بين التلفزة 2,127 مليار درهم، اللوحات الإشهارية 804 مليون درهم، الصحافة المكتوبة 936 مليون درهم، الإذاعات 607 مليون درهم. من حيث المعلنين عرفت سنة 2009 وكذلك 2010 صعود عدد من القطاعات في تمويل الصحافة المكتوبة. فقد احتلت سنة 2010 قطاع السيارات المرتبة الأولى بنسبة 19 بالمائة من حجم المصاريف الإشهارية، يليها العقار 18 بالمائة، قطاع الاتصال والإعلام 11 بالمائة، الأبناك والتأمينات 8 بالمائة. بالمقابل تراجع قطاع الاتصالات ليسجل 7 بالمائة فقط. وللمقارنة في قطاع الإشهار في الصحافة المكتوبة الذي حقق سنة 2009 رقم معاملات بلغ 1273 مليون درهم، فقد بلغ متوسط مبيعات أول جريدة تصدر باللغة العربية ''المساء'' 100933 نسخة كل يوم. لكن عوائدها الإشهارية بلغت 72 مليون درهم برسم ,2009 بالمقابل بلغت عائدات الصحيفة الفرنكفونية ''ايكونومست'' 166 مليون درهم، في حين أن متوسط مبيعاتها اليومية لسنة 2009 لا تتعدى .19805 نفس الأمر يقال عن جريدة ''لوماتان'' التي بلغت عوائدها الإشهارية سنة 2009 رقم 128 مليون درهم ، في حين أن متوسط مبيعاتها اليومية لا تتجاوز 23805 نسخة. واعتبر علي أنوزلا، مدير موقع لكم، أن تغيرات طرأت على علاقة الصحافة بقطاع الإعلان، ليس فقط في المغرب. بل في أوروبا أساسا، حيث أصبح المعلن هو الذي يتحكم في المنتوج الإعلامي، لكن كما حدث في المغرب أصبح الإعلان يتدخل في التوجيه عن طريق التمويل، وتحديد سقف خطوط التحرير. كما أصبحت السلطة عندنا تلجأ إلى وسيلة أكثر سلاسة لمراقبة وضع الصحف من خلال مايطلق عليه الرقابة الناعمة، وهي أسوأ أنواع الرقابة، لأنها تتوسل عبر المال إلى الإخضاع وتكميم الأفواه. من جهته اعتبر محمد بنعياد، متخصص في الإعلان، أن الإشهار في المغرب''سياسي بامتياز''، مشددا على ضرورة أن يفسح الكتاب الأبيض حول الإعلام (وهو خلاصة أشغال ورشات الإعلام والمجتمع) الفرصة لإعادة طرح سؤال الإشهار في الإعلام في المغرب، ومن تم ، يضيف بنعياد، نزع الغطاء السياسي عن الإعلان. فيما يخص الإعلام السمعي البصري ماتزال القناة الثانية تستحوذ على حصة الأسد في الإشهار التلفزي( الذي يستقطب 39 من مجموع الاستثمارات الإشهارية). وبالرغم من أن المشاهد المغربي يفضل القنوات الأجنبية ، وكذا تناقص مستوى القناة الثانية، إلى أن قناة عين السبع تهيمن على 72 بالمائة من عوائد الإشهار التلفزي مقبل 19 بالمائة للقناة الأولى، و10 بالمائة لقناة ميدي.1 بخصوص الإذاعات الخاصة احتلت محطة ''لوكس'' الفرنكفونية المرتبة الأولى في عوائد الاشهار الإذاعي (28 بالمائة) بالمقابل حصلت راديو هيت على 19 بالمائة من الإشهار الإذاعي، وراديو مارس المتخصص في الرياضة على 9 بالمائة، وراديو ميدي1 على 10 بالمائة من الحصة وأصوات على 6 بالمائة.