في رسائل أخيرة عبّر ملك المغرب محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما عن رغبتهما المشتركة في تأسيس السلام والاستقرار في العالم وتحسين العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمسلمين. ردا على عدد من الرسائل التي دعا فيها العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس الولاياتالمتحدة إلى دعم السلام وتحسين سياسة بلاده نحو منطقة الشرق الأوسط، وجه الرئيس الأمريكي بارك اوباما رسالة إلى الملك المغربي يوم الجمعة 3 يوليو قال فيها إن المغرب والولاياتالمتحدة يشاطران نفس قيم العدالة والتقدم والتسامح بين البشر. وأثار الرئيس الأمريكي موضوعين في رسالته هما قضية السلام في الشرق الأوسط والنزاع المفتعل بالصحراء المغربية. وكتب اوباما بخصوص قضية الشرق الأوسط "باعتباركم رئيس لجنة القدس بإمكانكم المساهمة في جعل أعضائها يعملون بشكل بناء بهدف تحقيق أهدافنا المشتركة ، إنني واثق أنه بإمكاننا العمل سويا لوضع أسس لمفاوضات مثمرة لصالح شعوب المنطقة". وأضاف "كما قلت في القاهرة إن القدس يمكن أن تصبح مسكنا آمنا ودائما لليهود والنصارى والمسلمين، مكانا يمكن أن يتعايش كل أبناء إبراهيم بسلام". وعبر أوباما عن أمله في "أن يكون المغرب كما كان في السابق رائدا في النهوض بالمصالحة بين إسرائيل والعالم العربي". وحول موضوع الصحراء المغربية، اعترف بأهمية المسالة بالنسبة للمملكة ولكل الشعوب التي تعاني نتيجة لهذا النزاع. واسترسل الرئيس قائلا " إنني أشاطر التزامكم في كون المفاوضات التي تجري تحت إشراف الأممالمتحدة تشكل الإطار الملائم الذي من شأنه أن يفضي إلى حل يحظى بالقبول المتبادل، وأتمنى أن يتمكن كريستوفر روس، الديبلوماسي المحنك الذي يتوفر على تجربة واسعة بالمنطقة، من تعزيز حوار بناء بين الأطراف". وقال " إن حكومة بلادي ستعمل مع حكومتكم ومع أطراف أخرى بالمنطقة من أجل التوصل إلى حل يستجيب لحاجيات السكان في ما يخص الحكامة الشفافة والثقة في دولة الحق والقانون والمساواة في إقامة العدل". وبعث جلالة الملك محمد السادس ببرقية تهنئة إلى الرئيس وذلك بمناسبة احتفال الولاياتالمتحدةالأمريكية بعيدها الوطني يوم 4 يوليو. وأعرب الملك عن رغبة بلاده في تعاون مثمر مع الولاياتالمتحدة حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء. وكتب الملك إن المغرب يسعى إلى "لمواصلة العمل، إلى جانب بلدكم الصديق، من أجل دعم السلم والأمن والاستقرار في العالم، والإسهام في الجهود الدولية لحل النزاعات بالطرق السلمية، وإشاعة قيم الحرية والعدل وحقوق الإنسان، وإقامة حوار جاد ومثمر بين الديانات والحضارات، للتصدي لنزعات التطرف". كما أعرب جلالة الملك عن اعتزازه ب "عمق روابط الصداقة التاريخية" بين البلدين وأعرب جلالته عن تقديره الكبير لما عبر عنه الرئيس أوباما "من أفكار بناءة ومنظور إيجابي للعلاقات بين الإسلام والغرب". وبحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، نوه جلالة الملك، في نفس الوقت، بالالتزام الراسخ للرئيس الأمريكي بالسلام في الشرق الأوسط، وبدعمه لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، لتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن ووئام وسلام. وقال خالد الناصري وزير الاتصال المغربي والناطق الرسمي باسم الحكومة في تصريح صحفي "إن الحكومة المغربية تلقت بارتياح ما جاء في رسالة الرئيس الأمريكي، كونها تشيد بالجهود التي يقوم بها المغرب في مجال التسامح ونبذ العنف والدعوة إلى السلم". وقال يوسف بلال، أستاذ في العلاقات الدولية، إن الرسالة "تعكس رغبة الرئيس أوباما في فتح حوار مع بلدان العالم العربي والإسلامي بغرض خلق رؤية جديدة في علاقة أمريكا بالعالم العربي"،وإن الرسالة تعكس "التحسن الملموس للدبلوماسية الأمريكية بخصوص القضية الفلسطينية". وقال أستاذ العلوم السياسية فؤاد زاهيدي إن الرئيس الأمريكي "بحاجة لبلد عربي ملتزم بالقضية الفلسطينية بشكل إيجابي ويمكنه أن يعمل كوسيط فعال لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".